عدسة ومرآة.. تمثيل المرأة في أفلام 9 دول عربية
سامية خالد
كشف مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة، خلال دورته التاسعة
المقامة في الفترة من 2 إلى 7 مايو، عن النسخة السادسة من تقريره السنوي
“صورة المرأة في السينما العربية”، والذي حمل هذا العام عنوان “عدسة ومرآة”.
ويأتي التقرير في نسخته الجديدة بشكل موسّع من حيث المحتوى
والتناول، حيث يجمع بين التحليل النقدي والتوثيق والشهادات الحية، بمشاركة
14 كاتبًا وكاتبة من مختلف الدول العربية، وتولّى تحرير التقرير كل من
الناقد محمد طارق والناقدة أمنية عادل، بينما صمّم الرسومات المرافقة
الفنان نور الدين أحمد، وقامت بسمة خالد بترجمة التقرير إلى اللغة
الإنجليزية.
من فكرة إلى مشروع توثيقي مستمر
انطلقت فكرة التقرير في عام 2019 كأول مبادرة عربية تسعى
لرصد تمثيل المرأة في السينما، وتحليل مشاركتها في صناعة هذه الصورة، من
خلال كتاب سنوي يُنشر باللغتين العربية والإنجليزية. تطور التقرير لاحقًا
ليشمل تأثيرات جائحة كوفيد-19، وأحدث التحولات في المشهد السينمائي العربي،
كما صدر في نسخة فرنسية خلال مهرجان سلا لسينما المرأة.
تغطية لـ 9 دول ومشاركة أصوات نسائية رائدة
يغطي التقرير هذا العام تسع دول عربية هي: مصر، السودان،
اليمن، الأردن، فلسطين، السعودية، تونس، المغرب، وسوريا، ويتضمن مقالات
نقدية، تقارير توثيقية، حوارات مع صانعات أفلام، وشهادات شخصية، لتقديم
صورة بانورامية عن قضايا المرأة في السينما وأساليب السرد والتحديات
الإنتاجية.
وتتضمن النسخة شهادات بارزة، منها شهادة المنتجة والناقدة
رشا حسني حول كواليس إنتاج فيلمها الروائي الطويل الأول “البحث عن منفذ
لخروج السيد رامبو”، والذي عرض لأول مرة عالميًا في مهرجان فينيسيا، حيث
تناولت تحديات الإنتاج المستقل ودور المهرجانات والمختبرات السينمائية في
دعمها.
كما قدمت المخرجة الأردنية رند بيروتي شهادة عن تجربتيها في
فيلمي “احكيلهم عنا” و”ظلال”، وتناولت من خلالهما التحديات الأخلاقية في
تمثيل قضايا اللاجئين ونقد النظرة الغربية المهيمنة في السينما الوثائقية.
من قلب المشهد العربي
وتضم النسخة حوارات متنوعة، من بينها حوار أجرته الكاتبة
هدى جعفر مع الممثلة اليمنية عبير محمد بطلة فيلم “المرهقون”، حول موضوعات
الأمومة والإجهاض، إلى جانب حوار أجرته آية طنطاوي مع المخرجتين المصريتين
ندى رياض ورندة علي عن تجربتهما في مهرجاني كان وكليرمون فيران، مركّزًا
على الرؤية النسوية في الإخراج، كما التقت الناقدة مرام صبح بالمنتجة
الأردنية ديمة عازر، في حوار عن واقع الإنتاج السينمائي في الأردن.
وتناول الكاتب السوداني عادل علي الحسن مشاركة النساء في
السينما السودانية عبر قراءة تحليلية لأفلام “مدنياووو” و”سودان يا غالي”،
بينما كتبت علا الشيخ عن توثيق معاناة الفلسطينيين تحت الاحتلال في أفلام
“ما بعد”، “شكرًا لأنك تحلم معنا”، و”السبع موجات”.
من سوريا، قدّمت لمى طيارة قراءة نقدية لتمثلات المرأة في
السينما الحديثة، بينما رصدت أمنية عادل واقع المخرجات المصريات في 2024،
مشيرة إلى ظواهر مثل عودة التصوير بخام السينما، وتراجع الكوميديا التجارية.
وتناولت مشاعل العبدلله الأمومة في الفيلم السعودي “هوبال”،
بينما كتبت أولا سالفا عن الرمزية الأمومية في الفيلم التونسي “ماء العين”
والسينما التونسية عمومًا، ومن جانبها، استعرضت سهى الوعل تحولات السينما
السعودية، وإنجازات صانعات الأفلام، مشيرة إلى الحضور اللافت لفيلم “نوره”
في مهرجان كان، كما سلطت لمياء بالقائد قيقة الضوء على أربع صانعات سينما
تونسيات، وقدّمت سناء تراري تقريرًا موسّعًا عن صورة المرأة في السينما
المغربية.
تصميم بصري جديد
تميّز التقرير هذا العام بتصميم بصري مختلف، حيث قدّم
الفنان نور الدين أحمد رسومات توضيحية بالأبيض والأسود، مع غلاف بسيط
بأسلوب مينمالي يعكس روح المحتوى.
ويواصل مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة عبر هذا التقرير
أداء دوره الريادي في التوثيق والتحليل ودعم قضايا المرأة في السينما، من
خلال مشروع بحثي حيّ ومتجدد، يهدف إلى إبراز دور المرأة أمام وخلف الكاميرا
في السينما العربية.
ويُذكر أن الدورة التاسعة من المهرجان تُقام برعاية وزارة
الثقافة ووزارة السياحة والآثار، والهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي،
ومحافظة أسوان، وجامعة أسوان، ومصر للطيران، والمجلس القومي للمرأة، ونقابة
السينمائيين، وشركة ريد ستار للإنتاج، وبدعم من الاتحاد الأوروبي وهيئة
الأمم المتحدة للمرأة. |