ملفات خاصة

 
 
 

يوم التقيتُ جولييت بينوش

هوفيك حبشيان

كان السينمائي الدولي

الثامن والسبعون

   
 
 
 
 
 
 

في الصباح الباكر، التقيتُ جولييت بينوش. كنتُ أحمل في جيبي أكثر من عشرين سؤالًا. ولكن ما إن جلستُ قُبالتها، حتى صار الزمن مطواعًا، يشبه رقصة خفيفة لا تعرف إلى أين تمضي. لم أطرح سوى القليل ممّا حضّرته، واللقاء، الذي لم يتعدَّ ثلاثًا وعشرين دقيقة، بدا كأنه شريط طويل من الاعترافات الهاربة. لم نتحادث، بالأحرى انجرفنا من فكرة إلى مشهد، من ابتسامة إلى ذكرى.

كانت بينوش متعبة، ذلك التعب الذي يحمله المرء برقّة بعد رحلة. لكنها بدت راضية ومشرقة، كأن بيروت ألقت في قلبها شيئًا من الحنين والطمأنينة. ضحكت ملء قلبها، لا لتُجامل، بل لأن الحياة لا تزال تدهشها. ثم صمتت فجأة، وعيناها تبللان الاسم: كشيشتوف كيشلوفسكي. همست به كما يُهمَس بحلم. المخرج الذي حفر لها ممرًّا من الظلّ إلى النور، في «أزرق»، ذاك الفيلم الذي أعاد تعريف الألم.

جولييت بينوش، التي مشَت بثقة بين المجرات السينمائية، من غودار إلى كيارستمي، من كروننبرغ إلى هانيكه فتيشينه وكاراكس، كانت على الدوام ندًّا: تَمنَح وتُمنَح. لا تلعب أدوارها، تسكنها حتى تصير هي.

هي اليوم تجاوزت الستين بعام واحد، وها أنها رئيسة مهرجان كانّ (13-24 مايو) بعدما تولّت المهمّة نفسها في برلين قبل ستّ سنوات. لا تزال تسكن الحلم كأنها نينا، تلك الشابة في فيلم «موعد» التي تهرب إلى باريس بحثًا عن وهجها الخاص. الفرق الوحيد أن الوهج صار يسكنها هي

السينما، بالنسبة لها، أكثر من مهنة. انها وسيلة عبور، عبور داخلي إلى تضاريسها الأكثر تعقيدًا. «هي سفر داخلي. تعلّمني أن أعيش مشاعر لم تكن لي، وأستعير أعمارًا لا تشبهني. كلّ مرحلة عمرية تفتح لي بابًا آخر لأكون شخصًا جديدًا وممثّلة مختلفة. لو بقينا في العشرين طوال حياتنا، لكان ذلك سجنًا. العشرينات كانت الأصعب، كأنني أركض من دون أن أرى الطريق. في الثلاثينات، بدأ التصالح، وبدأتُ أفهم مَن أنا، ومَن لستُ».

اليوم، حين تنظر إلى المرآة، لا تبحث عن التجاعيد بل عن التحدي.

«أنا أكثر حكمةً، نعم، ولكنني غير مطيعة. الحكمة وحدها لا تكفي. أحتاج إلى العصيان. عصيان ضد نفسي أولًا، ضد العادة، ضد الركود. أن أعيد تشكيل ذاتي كلّ يوم، هذا ما يُبقيني شابة».

كلّ فيلم لها كأنه قارة. لا تتشابه رحلاتها ولا تتكرر. سألتها إن كانت قد خطّطت لهذا التنوع، لهذا التمدد في خرائط العالم واللغة والوجوه. «الحياة هي التي قدّمت لي هذا، ولكنّني كنت جاهزة للمجازفة. ذهبتُ إلى إيران فقط لألتقي عباس كيارستمي. لم أكن أدع المصادفة تطرق الباب وحدها، كنت أفتعلها. أؤمن بأن القدر مادة خام، علينا نحن أن نحفر فيها، أن نمنحها شكلاً».

ذكّرتُها بأغنية شارل أزنافور حيث يقول «المصادفة تفتعل اللقاءات»، فابتسمت. «أنا أؤمن بأن الحياة تشبه منحوتة. الخوف يسجننا، ولكن الخيال يأتي ويفتح النافذة».

في كلّ مرة تتحدّث فيها بينوش عن مخرجٍ اشتغلت وإياه، تشعر أنها تستعيد قطعةً من نفسها، كأنها تفتح درجاً صغيراً في قلبها وتستخرج منه ذكرى، ابتسامة، تعباً أو وهجاً لم ينطفئ بعد. سألتها عن «شيرين»، الفيلم الغريب الذي صوّره عباس كيارستمي، والذي لم تظهر فيه إلا وجوه النساء يتفاعلن مع قصّة لا نراها.

«كانت تلك غمزة منه لي»، قالتها بابتسامة تعرف الطريق.

التقيا في باريس. على العشاء، سألها إن كانت على استعداد للذهاب إلى إيران، فردّت بسرعة القلب لا العقل: «نعم، طبعًا».

وصلت إلى طهران مرهقة، خارجة للتو من فيلمٍ آخر. قيل لها إن التصوير في مكان ناءٍ، ساعتان بالسيارة. ولمّا وصلت، كان كلّ شيء غامضًا. نساء يدخلن ويخضعن للماكياج. لم تفهم.

ثم سمعت صوته يناديها: «انزلي إلى الكهف».

البيت كان الكهف. الكاميرا كانت صغيرة. والتصوير كان قد بدأ من دون أن تعرف. كيارستمي كان ينسج عالمه كمن يدبّر مقلبًا في الحياة.

إذا كان الإيراني كيارستمي قد خبّأ الكاميرا، فالبولندي كيشلوفسكي وضعها في قلبها. حين ذكرتُ «أزرق»، صمتت. تنفّست بعمق، كما لو كانت تعود إلى مكان عاشت فيه ولم تعد إليه منذ سنين. «مع كشيشتوف، كلّ شيء كان بسيطًا. يعرف أين يضع الكاميرا، وكنّا نصوّر بسرعة، بلا ضجيج. جوّ من سعادة خرافية».

كانت هناك أخوة بين الطاقم، ضحك لا ينقطع. لكنه كان يطلب منها أن تؤدّي اللقطة مرات عدّة قبل أن يشغّل الكاميرا فعلًا. وحين يبدأ التصوير، يكتفي بلقطة واحدة، ثم يشتكي: «الإحساس الذي أعطيتني إياه قبل التصوير لم أره أمام الكاميرا!»، فتجيبه بينوش: «لا أعرف ما يحصل، لستُ مسؤولة عمّا يخرج مني».

كان ينظر إليها بعينين زرقاوين، عميقتين، كحفرتين في الجليد. يدخّن، يضحك، ويصوّر بجديّة متحررة من القسوة.

سألتها إن كانت الفروقات الثقافية قد ظهرت بينهما.

هزّت رأسها. «أبدًا. عندما نصوّر فيلمًا، نعبر إلى مكان آخر، ما بعد الزمان والمكان. نعيش في منطق السينما. الاختلافات لا تعود تعني شيئًا».

لكن هذه القفزات من شخصية إلى أخرى، ألا تربكها؟ ألا تتركها بلا أرض؟

«لو فُرض عليّ، لكان الأمر مؤذيًا. لكنني اخترتُ هذه المهنة. التمثيل ليس انتقالًا، إنه استكشاف. مثل الفنّ التشكيلي: لوحات مختلفة ولكن الروح واحدة. الحركة، اللون، النَفَس».

سألتها عن الدور الذي يعود إليها أولًا عندما تنظر إلى الوراء.

«أحاول أن أحبّها كلها بالتساوي، كي لا أخلق الغيرة في داخلي!». ثم تذكّرت تصويرها مع الإسبانية إيزابيل كوشيت فيلم «لا أحد يريد الليل». «لعبتُ دور امرأة عاشت العزلة والجوع والبرد. خرجتُ من التصوير وكأنني مستنزفة بالكامل، كنت على الحافة. هذا النوع من الأدوار يسكنني. هذا ما أبحث عنه».

كلّ إجابة منها بدت لي كما لو أنها تكتب قصيدة، تضيء لا تشرح.

سألتها إن كانت هناك شخصيات نبذتها، رفضت أن تراها ثانيةً، أو تركت بها مرارة لا تُمحى.

فكّرت قليلًا قبل أن تجيب:

«الممثّل لا يُدين الشخصية التي يُجسّدها. هذا ضد طبيعته. لا أحتاج أن أحبّ الشخصية، بل أن أفهمها. أن أعرف أين تربّت، ما الذي كسرها، من الذي لم يَحضنها. حين أفهم، لا أستطيع أن أكره. الفهم نقيض الرفض».

سألتها: وممّ تخافين؟

ردّت بهدوء امرأة انتزعت شوكها بأصابعها:

«الخوف نحن مَن نزرعه، ونحن مَن ننزعه. هو خيار، حتى حين يأتينا من عذابٍ ما. يجب أن نعرف ذواتنا كي نحول الخوف إلى شيء آخر. لا أريد أن أخلق لنفسي مخاوف لا أحتاجها».

لا تسعى بينوش إلى حصر نفسها في الضوء. هي تعرف أن المعنى يُولد أحيانًا في صالة صغيرة، أمام مئة شخص، ليس بالضرورة في ساحة تصفق فيها الآلاف.

«أحبّ أن أطرق الأبواب التي لا يطرقها أحد».

كنت تركتُ الحديث عن البدايات إلى نهاية اللقاء. فسألتها: «هل تتذكّرين أول تماس حقيقي لكِ بالسينما؟». 

«في البداية، أردتُ المسرح. وددتُ أن أكون جزءًا من عائلة فنية على الخشبة. ثم ذهبتُ إلى باريس، وحدي. بقيتُ شهراً. كنت أشاهد فيلمين كلّ يوم. أمي كانت تشير لي في مجلة «باريسكوب» إلى الأفلام التي يجب أن أراها. فيلليني، تاركوفسكي، كاسافيتيس… كان ذلك تأسيسًا بصريًا. ولكن التكوين الحقيقي بدأ مع ليوس كاراكس».

صحتُ: «كنتِ محظوظة!».

ردّت وكأنها تنقّب في ما لا يُرى:

«لا. بل محصّنة. كأن قوة غير مرئية كانت تحميني. ليست فكرة، بل إحساس جسدي. شيء يتّصل بالعاطفة، لا بالدين».

أردتُ أن أعرف إن كانت تؤمن.

«إيماني هو أن كلّ شيء ممكن، وكلّ شيء قابل للتحوّل. هو استقبال، لا تملّك. الديانة تبني فكرة الملكية وأنا أرفض ذلك».

كان لا بد أن أعرف أين هي من أحلامها.

«لم أصل. هناك دائمًا طريق. هناك دائماً مفاجأة. أحلم بوحدة بين الناس. نحن لا نزال في بداية هذا الحلم».

كان هناك ضوء باهت ينسكب من النافذة عندما سألتُها، كأن المدينة كلها تحبس أنفاسها في انتظار الجواب.

«بكيتِ أمس… ما الذي أثّرك؟».

قالت ببساطة موجعة:

«أن أكون هنا، في بيروت. وحده الحضور كان كافيًا كي يهزّ شيئاً في داخلي. غالبًا ما أبكي. دمعتي سخية». ثم ضحكت، تلك الضحكة التي تشبه موجة كسرت كلّ ما في الطريق من دون أن تؤذي أحدًا.

أينما حلّت، بينوش لا تأتي فارغة اليدين. تقول إنها لا تبقى طويلًا في أي مكان، الوقت لا يسعها، كأن الزمن يتآمر عليها ليذكّرها دائماً بأنها أمّ قبل أن تكون ممثّلة، وبأن هناك أعيناً صغيرة تنتظرها في مكان آخر.

«أخاصم الوقت، أقاومه، كي أكون أمّاً وممثّلة. عندما يرافقني أولادي، أمدّد الرحلة. وعندما لا يأتون، أقول لنفسي: سأعود. يومًا ما، سأعود من دون أن أشعر بالذنب».

سألتُها: «كم بلدًا قلتِ فيه: سأعود، ولم تعودي؟».

ضحكت وقالت: «حياتي لم تنتهِ بعد».

 

موقع "فاصلة" السعودي في

10.05.2025

 
 
 
 
 

سكارليت جوهانسون مخرجة لأول مرة في مهرجان كان 2025.. إليك التفاصيل

مشاهير/ فريق التحرير

النجمة سكارليت جوهانسون تخوض أولى خطواتها في عالم الإخراج في الدورة الثامنة والسبعين من مهرجان كان السينمائي الدولي، الذي سيُقام، في مايو/ آيار 2025، وستكون مشاركتها في قسم "نظرة ما"، الذي يُعرف بتقديم أعمال سينمائية مبتكرة ومختلفة من مخرجين جدد، مما يضع فيلمها على منصة مهمة لعرض الأعمال التي تبتعد عن الأنماط التجارية التقليدية، وقد تم الكشف عن هذه المشاركة خلال المؤتمر الصحفي الذي عُقد في باريس صباح الخميس.

فيلم "Eleanor the Great" لسكارليت جوهانسون

فيلم سكارليت جوهانسون الأول كمخرجة يحمل عنوان "Eleanor the Great"، وهو عمل روائي يتناول قصة امرأة في التسعين من عمرها تعيش في ولاية فلوريدا، وتدخل في علاقة صداقة غير متوقعة مع شاب في التاسعة عشرة من عمره.

على الرغم من الفارق الكبير بين أعمار الشخصيات، إلا أن الفيلم يسلط الضوء على العلاقة الإنسانية التي تنشأ بينهما، ويعالج موضوعات الوحدة والتواصل بين الأجيال والحكمة المتبادلة، ومن خلال هذا الفيلم، تقدم جوهانسون رؤية سينمائية إنسانية تعكس اهتماماتها بالتعمق في النفس البشرية، بعيدة عن التوجهات التجارية السائدة في هوليوود.

فريق عمل فيلم "Eleanor the Great"

يشارك في الفيلم مجموعة من الممثلين المبدعين الذين أضافوا للعمل قيمة كبيرة، من بينهم: جون سكويب، تشيوتيل إيجيوفور، جيسيكا هيشت، وإيرين كيليمان، وقد حرصت جوهانسون على اختيار فريق تمثيلي يشمل أسماء بارزة، بهدف تقديم أداء مميز يعكس عمق الشخصيات التي تمثلها في الفيلم، ويُظهر العلاقة بين الأجيال في إطار درامي مؤثر.

تحول جوهانسون من التمثيل إلى الإخراج

بعد مسيرة حافلة في عالم التمثيل، وعلى رأسها أدوارها الشهيرة في سلسلة "المنتقمون" ضمن عالم مارفل السينمائي، تسعى سكارليت جوهانسون إلى اكتشاف أفق جديد في مسيرتها الفنية، من خلال الدخول في عالم الإخراج، اختيارها لموضوع إنساني لفيلمها الأول يُعبر عن رغبتها في تقديم محتوى سينمائي يعكس اهتماماتها الشخصية بعيداً عن الأعمال التجارية المألوفة

 

موقع "فوشيا" الإماراتي في

10.05.2025

 
 
 
 
 

من إخراج كاميران حسني

"سعيد أفندي" يمثل العراق في "كان كلاسيك”

البلاد/ مسافات

أعلنت لجنة الحسن بن الهيثم للذاكرة العراقية المرئية عن اختيار فيلم "سعيد أفندي" ليمثل العراق في مهرجان كان الدولي.

وذكر بيان رسمي صادر عن اللجنة التابعة لرئاسة الوزراء العراقية أن "لجنة الحسن بن الهيثم للذاكرة العراقية المرئية - مكتب رئيس مجلس الوزراء العراقي، أعلنت بفخر عن اختيار الفيلم 'سعيد أفندي'، الذي أخرجه كاميران حسني وأنتج عام 1956، ليمثل العراق رسميًا في الدورة الثامنة والسبعين من مهرجان كان السينمائي الدولي، وذلك ضمن قسم كان كلاسيك."

وأضاف البيان أن "هذا الاختيار، الذي يُعتبر الأول من نوعه في تاريخ السينما العراقية، هو نتيجة جهود لجنة الحسن بن الهيثم للذاكرة العراقية المرئية، بدعم من السفارة الفرنسية في العراق ووزارة الخارجية الفرنسية، وتنفيذ Expertise France من خلال مشروع سينماتك العراق."وأشار إلى أنه “تم ترميم الفيلم بدقة k4 في المعهد الوطني السمعي البصري الفرنسي باستخدام النيغاتيف الأصلي،” مبينا أنه “تم حفظ النسخة المرممة من الفيلم لدى لجنة الحسن بن الهيثم للذاكرة البصرية العراقية.”

وواصل البيان، أن “سعيد أفندي فيلم مقتبس عن قصة ‘شِجَار’ للكاتب إدمون صبري، ويُعد من أبرز الأعمال الكلاسيكية العراقية، وتمثل هذه الخطوة غير المسبوقة إحياءً للتراث العراقي السينمائي ونقله إلى العالم من أوسع أبوابه.”

ولفت البيان إلى أن “مشروع سينماتك العراق يهدف إلى حماية وتعزيز أرشيف الأفلام الذي تحتفظ به لجنة الحسن بن الهيثم للذاكرة البصرية العراقية، يركّز المشروع على مجموعة من 104 أفلام روائية عراقية تتراوح تواريخ إنتاجها بين أربعينيات القرن الماضي والعقد الأول من الألفية الثانية. يحظى المشروع بدعم السفارة الفرنسية في العراق / وزارة أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسية، ويتم تنفيذه من قبل منظمة Expertise France.”

ويُعتبر “سعيد أفندي” من أبرز الأعمال السينمائية التي تعكس ملامح المجتمع العراقي في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية. وهو أول فيلم عراقي كلاسيكي يُشارك رسميًا في مهرجان كان السينمائي، حيث تم اختياره لتمثيل العراق في مسابقة “كان كلاسيك” المخصصة للأفلام المُرمَّمة، وذلك بعد مرور نحو 69 عامًا على إنتاجه.

وتدور أحداث الفيلم حول المعلم سعيد الذي ينتقل من منزل إلى منزل حتى يسكن في بيت عزت الإسكافي المجاور له. خلال إقامته، يلاحظ زيف أهالي الحي الذين يتظاهرون بالمحبة بينما يضمرون السوء، ويكتشف مظاهر الإهمال التي تملأ الحي. عندما يطلب صاحب المنزل من سعيد مغادرته، يرفض أهل الحي تركه، ويتكاتفون ضده. تتصاعد الأحداث عندما يصاب ابن سعيد في شجار مع أبناء عزت، مما يدفعه للسعي للانتقام.

ويعد مخرج الفيلم كاميران حسني (1927–2004) أحد رواد السينما العراقية في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية، وكان له دور بارز في تأسيس الهوية السينمائية الوطنية.

وُلد كاميران في العراق ودرس السينما في الولايات المتحدة، حيث تأثر بالمدارس السينمائية الغربية، خاصة الواقعية الإيطالية الجديدة. بعد عودته إلى العراق، أسس أول مجلة سينمائية محلية عام 1955، مما يعكس اهتمامه العميق بالسينما كوسيلة تعبيرية وثقافية.

تميز المخرج باستخدامه لأسلوب التصوير في المواقع الحقيقية، مما أضفى مصداقية وواقعية على أعماله. كما كان يولي اهتمامًا خاصًا بتفاصيل الحياة اليومية، مما جعل أفلامه تعكس الواقع الاجتماعي والثقافي للعراق في تلك الفترة.

وأنجز كاميران عدة أفلام تسجيلية قصيرة لصالح وزارة الثقافة العراقية، تناولت موضوعات اجتماعية وثقافية، لكن كثيرًا من هذه الأعمال غير موثقة حالياً أو لم تُحفظ بشكل رسمي.

وإلى جانب مشاركته في “كان كلاسيك”، تُنظم “خيمة العراق السينمائية” خلال أيام المهرجان الذي ينعقد في الفترة ما بين 13 و24 مايو الجاري، وهي مبادرة تهدف إلى تسليط الضوء على السينما العراقية وتعزيز حضورها في المحافل السينمائية العالمية. تتضمن هذه الفعالية عروضًا لأفلام عراقية حديثة، بالإضافة إلى ورش عمل ولقاءات مع صناع السينما، مما يسهم في بناء جسور تواصل بين السينمائيين العراقيين ونظرائهم الدوليين.

وتُعد هذه المشاركة جزءًا من جهود أوسع لدعم وتطوير الصناعة السينمائية في العراق، حيث تم تأسيس “لجنة دعم السينما” التي تعمل على إنتاج أفلام روائية قصيرة وطويلة، بالإضافة إلى تنظيم مهرجان بغداد السينمائي الذي يهدف إلى إعادة إحياء السينما العراقية وتعزيز مكانتها في المشهد الثقافي العربي والدولي.

 

البلاد البحرينية في

10.05.2025

 
 
 
 
 

"سعيد أفندي" يمثل العراق ضمن كان كلاسيك

الفيلم يُعد من أبرز الأعمال الكلاسيكية العراقية.

بغدادأعلنت لجنة الحسن ابن الهيثم للذاكرة العراقية المرئية اختيار فيلم "سعيد أفندي" لتمثيل العراق في مهرجان كان الدولي.

وذكر بيان رسمي للجنة التابعة لرئاسة الوزراء العراقية أن “لجنة الحسن بن الهيثم للذاكرة العراقية المرئية – مكتب رئيس مجلس الوزراء العراقي، أعلنت ضمن إطار مشروع سينماتك العراق، وبكل فخر عن اختيار الفيلم ‘سعيد أفندي’ من إخراج كاميران حسني وإنتاج عام 1956، لتمثيل العراق رسميًا في الدورة الثامنة والسبعين من مهرجان كان السينمائي الدولي، وذلك ضمن قسم كان كلاسيك.”

وأضاف البيان، أن “هذا الاختيار والذي يعدّ الأول من نوعه في تاريخ السينما العراقية، يأتي ثمرةً لجهود لجنة الحسن بن الهيثم للذاكرة العراقية المرئية، بدعم من السفارة الفرنسية في العراق ووزارة الخارجية الفرنسية وتنفيذ Expertise France من خلال مشروع سينماتك العراق.”

وأشار إلى أنه “تم ترميم الفيلم بدقة k4 في المعهد الوطني السمعي البصري الفرنسي باستخدام النيغاتيف الأصلي،” مبينا أنه “تم حفظ النسخة المرممة من الفيلم لدى لجنة الحسن بن الهيثم للذاكرة البصرية العراقية.”

وواصل البيان، أن “سعيد أفندي فيلم مقتبس عن قصة ‘شِجَار’ للكاتب إدمون صبري، ويُعد من أبرز الأعمال الكلاسيكية العراقية، وتمثل هذه الخطوة غير المسبوقة إحياءً للتراث العراقي السينمائي ونقله إلى العالم من أوسع أبوابه.”

ولفت البيان إلى أن “مشروع سينماتك العراق يهدف إلى حماية وتعزيز أرشيف الأفلام الذي تحتفظ به لجنة الحسن بن الهيثم للذاكرة البصرية العراقية، يركّز المشروع على مجموعة من 104 أفلام روائية عراقية تتراوح تواريخ إنتاجها بين أربعينيات القرن الماضي والعقد الأول من الألفية الثانية. يحظى المشروع بدعم السفارة الفرنسية في العراق / وزارة أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسية، ويتم تنفيذه من قبل منظمة Expertise France.”

ويُعتبر “سعيد أفندي” من أبرز الأعمال السينمائية التي تعكس ملامح المجتمع العراقي في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية. وهو أول فيلم عراقي كلاسيكي يُشارك رسميًا في مهرجان كان السينمائي، حيث تم اختياره لتمثيل العراق في مسابقة “كان كلاسيك” المخصصة للأفلام المُرمَّمة، وذلك بعد مرور نحو 69 عامًا على إنتاجه.

وتدور أحداث الفيلم حول المعلم سعيد الذي ينتقل من منزل إلى منزل حتى يسكن في بيت عزت الإسكافي المجاور له. خلال إقامته، يلاحظ زيف أهالي الحي الذين يتظاهرون بالمحبة بينما يضمرون السوء، ويكتشف مظاهر الإهمال التي تملأ الحي. عندما يطلب صاحب المنزل من سعيد مغادرته، يرفض أهل الحي تركه، ويتكاتفون ضده. تتصاعد الأحداث عندما يصاب ابن سعيد في شجار مع أبناء عزت، مما يدفعه للسعي للانتقام.

"سعيد أفندي" من إخراج كاميران حسني وهو من أبرز الأعمال التي تعكس ملامح المجتمع العراقي ما بعد الحرب العالمية الثانية

ويعد مخرج الفيلم كاميران حسني (1927–2004) أحد رواد السينما العراقية في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية، وكان له دور بارز في تأسيس الهوية السينمائية الوطنية.

وُلد كاميران في العراق ودرس السينما في الولايات المتحدة، حيث تأثر بالمدارس السينمائية الغربية، خاصة الواقعية الإيطالية الجديدة. بعد عودته إلى العراق، أسس أول مجلة سينمائية محلية عام 1955، مما يعكس اهتمامه العميق بالسينما كوسيلة تعبيرية وثقافية.

تميز المخرج باستخدامه لأسلوب التصوير في المواقع الحقيقية، مما أضفى مصداقية وواقعية على أعماله. كما كان يولي اهتمامًا خاصًا بتفاصيل الحياة اليومية، مما جعل أفلامه تعكس الواقع الاجتماعي والثقافي للعراق في تلك الفترة.

وأنجز كاميران عدة أفلام تسجيلية قصيرة لصالح وزارة الثقافة العراقية، تناولت موضوعات اجتماعية وثقافية، لكن كثيرًا من هذه الأعمال غير موثقة حالياً أو لم تُحفظ بشكل رسمي.

وإلى جانب مشاركته في “كان كلاسيك”، تُنظم “خيمة العراق السينمائية” خلال أيام المهرجان الذي ينعقد في الفترة ما بين 13 و24 مايو الجاري، وهي مبادرة تهدف إلى تسليط الضوء على السينما العراقية وتعزيز حضورها في المحافل السينمائية العالمية. تتضمن هذه الفعالية عروضًا لأفلام عراقية حديثة، بالإضافة إلى ورش عمل ولقاءات مع صناع السينما، مما يسهم في بناء جسور تواصل بين السينمائيين العراقيين ونظرائهم الدوليين.

وتُعد هذه المشاركة جزءًا من جهود أوسع لدعم وتطوير الصناعة السينمائية في العراق، حيث تم تأسيس “لجنة دعم السينما” التي تعمل على إنتاج أفلام روائية قصيرة وطويلة، بالإضافة إلى تنظيم مهرجان بغداد السينمائي الذي يهدف إلى إعادة إحياء السينما العراقية وتعزيز مكانتها في المشهد الثقافي العربي والدولي.

 

العرب اللندنية في

10.05.2025

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004