ملفات خاصة

 
 
 

«كان السينمائي»…

أسباب غير مهنية في المشاهدة والكتابة

سليم البيك

كان السينمائي الدولي

الثامن والسبعون

   
 
 
 
 
 
 

ليست المقارنة بين المهرجانات السينمائية الثلاثة الكبرى سينمائية وحسب، فحولها تحوم عناصر لا يمكن إلا أن تكون مؤثرة في سلوك الناقد، الزائر لعشرة أيام تقريباً، أو أكثر لإمضاء بعض الوقت قبل المهرجان وبعده. هي عناصر لا سينمائية تساهم في تحديد يوميات هذا الآتي، كما يُفترض، للمشاهدة والكتابة.

قبل الحديث عن مهرجانات برلين وكان وفينيسيا، أشير إلى آخر كان لي فرصة زيارته للمهمة النقدية ذاتها، المشاهدة والكتابة، هو مهرجان سان سيباستيان السينمائي، الأصغر من ذلك الثلاثي لكنه، والحديث عن عناصر لا سينمائية تحوم حول المهرجان ومبعثها هي المدينة، يفوقها، ثلاثتها، في عناصر إمتاعية، لا سينمائية دائماً، تحدد في سلوك الناقد الزائر.

المدينة الإسبانية الباسكية تحط على المحيط، ممتدة على شواطئ مستديرة ومقابلة جبلين صغيرين مشجّرين، تحت سماء شاسعة وشمس تغيب متأخرة في زمن المهرجان، في أيلول/سبتمبر. لسنا هنا في الشتاء كما هو حال مهرجان برلين، ولا في الربيع حيث لا الزمان ولا المكان صديقين لاستلقاء على رمال تكون دافئة وغير مزدحمة، كحال مهرجان كان. كما أننا لسنا في أيلول مدينة فينيسيا السياحية جداً، والغائبة عنها أو البعيدة منها شواطئ يلجأ إليها الناقد مع أغراض لا يكون اللابتوب منها، هارباً من الصالة المكيَّفة.

لا كلام سينمائياً هنا، بالمرة، لكنها ظروف تزيد من همة الناقد أو تُنقص، في سيرورة إجهاد ممتدة لعشرة أيام من المشاهدة والكتابة وما يتخللهما، ككأس ضروري وبارد مقابل ساحة، بين فيلمين.

الطقس يؤثر، نعم. وهنالك، كحال كاتب هذه الأسطر، من لا يهتم بمؤتمر صحافي لفيلم، أي فيلم، فهذا مقصَد الصحافة السينمائية لا النقد، لكتابة التقارير والأخبار وربما التحضير لمقابلات، ودائماً عند البعض التقاط صور للسوشيال ميديا، كحال «المؤثرين» و»كتّاب المحتوى». الناقد باحث عن الفيلم للمشاهدة والكيبورد للنقر، وكفى. لكنه، وهنا يأتي دور الطقس، يقرر أن يحضر مؤتمراً صحافياً في مهرجان برلين السينمائي، فقط لأن صالة المؤتمرات في الفندق ذاته حيث المساحة الهادئة للكتابة والضاجة لشرب القهوة، وفقط، وهذا الأهم، لتفادي البرد القارس في الخارج، في شباط/فبراير برلين، الملفوح بالهواء النشط والسماء المبللة الملبدة، ثلجاً وأمطاراً. هذه أسباب غير سينمائية، غير مهنية، بل غير نقدية بالمرة، تدفع لسلوك من الناقد هنا وتحدّ منه هناك.

في مهرجاني كان وفينيسيا، وإن كانت المؤتمرات الصحافية أهم من تلك التي في برلين، لطبيعة الأفلام طبعاً، فهي ليست بهذا الإغراء الذي تتكئ لأجله برلين على طقسها. ففي ساعتين خاليتين بين فيلم وآخر في أي من المدينتين الساحليتين، جنوبي أوروبا، مَن (ذا الذي) سيترك الشمس ونورها، والسماء وصفاءها، ورائحة البحر وأصوات أمواجه جنوبي فرنسا؟ روائح مياه القنوات العفنة شمالي إيطاليا مسألة أخرى. مَن سيترك ذلك في كان، أو المعارة الاستثنائية في فينيسيا، نهاراً، وكأس Spritz في المدينة الإيطالية المحاذية لموقع اختراع هذا الكوكتيل الأحمر العجيب، من سيترك كل ذلك ليحضر، بالله، مؤتمراً صحافياً في صالة شديدة التكييف والإنارة؟

نحن هذه الأيام في مهرجان كان السينمائي، ولكل مهرجان روتينه اليومي، المتعلق بالسينما ومهنتي المشاهدة، فهذه مهنة كذلك للناقد، والكتابة، وروتينه غير المتعلق بالسينما، وقد آتي لاحقاً على مسائل تخص المهرجانات الأخرى، أستعيد فيها روتيناً كان منها لمهرجان برلين هذا العام، وقد حال تراكم المواضيع الكتابية دون تخصيص مقالة أو أكثر، له. لكن الحال في مهرجان كان الفرنسي يختلف. نحن هنا أمام مهرجان هو الأكثر برستيجاً وألقاً وترقباً من بين الثلاثة. وزمان المهرجان ومكانه، بمعزل عن طبيعته كمهرجان سينمائي، أي عروضه وبرامجه الرسمية والموازية، يحددان، الزمان والمكان، روتيناً ليس بالضرورة سينمائياً، يفقده برلين زماناً فالمهرجان الألماني ينعقد في أصقع شهر في السنة، أما مكاناً، فبرلين تنال النقاط الأعلى بالمقارنة مع كان وفينيسيا. لا ننسى أن في العاصمة هذه شارعاً اسمه «شارع العرب»، هو زونينأليه، مطاعم بأطباق الشاورما السورية تجعل من المهرجان السينمائي الألماني متقدماً، في ما هو غير سينمائي، على الفرنسي والإيطالي وكل ما يمكن أن يكون في أوروبا.

أترك أمر مهرجان برلين جانباً الآن، لكوننا من منتصف مهرجان كان السينمائي هذه اللحظات. وهو المهرجان الأكثر بهجة لمكانه وزمانه، أجواء ربيعية في مدينة صغيرة متوسطية، مركزها بيوت وزواريب عتيقة، على النمط الفرنسي القروسطي نوعاً ما، أما مبانيه الأحدث والمحيطة بالمركز، فهي نموذجية لعمارة الجانب الأوروبي من المتوسط، مباني بيضاء بخطوط عرضية وانحناءات نهايات المباني مانحة الشرفات شكل الأحزمة التي تلف العمارة الواطئة، مع شوادر ملونة، زرقاء تحديداً. لا يكون، هذا المنظر، إلا مرفقاً برائحة بحر المتوسط وبعض رطوبته، وحرارة شمس لا تهدأ، وكأس كبيرة وباردة من بيرة IPA، والتردد في احتمال إلغاء مشاهدة الفيلم التالي قائم لأننا، ببساطة، لسنا في برلين، لأن الطاولات أمام المقاهي ممتلئة بالناس، ولأن أشغال الترميم والبناء في ساحة تتوسطها نافورة، مقابل قصر المهرجان الريفييري، انتهت.

في المدينة أسباب كثيرة تدعو للبقاء تمدداً على كرسي المقهى، وطلب كأس آخر، بدل التحرك إلى صالة لن تكون بدفء وحميمية صالات مهرجان برلين لأن في الأخيرة حاجة للهروب إلى الداخل، بينما في مهرجان كان حاجة للهروب إلى الخارج، إلى المقاهي وطاولاتها والتفرج على الناس، تفرج أولى من ذلك المهني، في صالات ليس الآن وقتها.

هذه كلها أسباب، وغيرها كثير، تزاحم تلك السينمائية، أسباب تتعلق بالمدينة، بالطقس، بالمزاج. أمر واحد يمكن أن يعكّر صفو الجلوس الكسول إلى طاولات المقاهي أمام كأس زجاجية ترطّبت، جداً. هو، في مهرجان كان، الشعور الدائم بالذنب أمام أي فيلم فضّل أحدنا حياله كرسي المقهى على مقعد الصالة، المقصود هو امتياز أفلام المهرجان الفرنسي بالمقارنة مع أفلام غيره، فانطباع عام يحوم في المهرجانات، هو أن الجميع، مخرجين ومنتجين في العالم، يحاول التقدم لمهرجان كان، وحالة الرفض تتبعها محاولة الخائب للتقديم لغيره، كبرلين وفينيسيا وغيرهما. أسباب كثيرة لا تتعلق بالسينما، تساهم في تحديد يوميات الناقد المهرجاناتية، وتساعد في رسم جدول مشاهداته، بإلغاء المشاهدات كما هو بتسجيلها.

* كاتب فلسطيني سوري

 

القدس العربي اللندنية في

13.05.2025

 
 
 
 
 

حضور لافت من مصر وتونس والعراق وفلسطين

ثماني مشاركات عربية تزيّن الدورة الـ78 من مهرجان كان السينمائي

 أحمد العياد

إيلاف من كانيترقب عشاق السينما حول العالم انطلاق فعاليات الدورة الـ78 من مهرجان كان السينمائي الدولي، والتي تُقام في الفترة من 13 إلى 24 مايو 2025، وسط حضور جماهيري ونخبوي كبير، واهتمام واسع من وسائل الإعلام والنقّاد وصنّاع الأفلام. يُعد المهرجان، الذي تأسس عام 1946 في مدينة كان الفرنسية، أحد أعرق وأهم المهرجانات السينمائية في العالم، ويُنظر إليه كبوابة مرموقة نحو العالمية، ومنصة لاكتشاف الأعمال الجريئة والمتميزة من مختلف الثقافات.

تشهد هذه الدورة حضورًا عربيًا لافتًا يتمثل في ثمانية أفلام من مصر وتونس وفلسطين والعراق، تتوزع بين الروائي والوثائقي، وتشارك في أقسام متنوعة مثل "المسابقة الرسمية"، و"نظرة ما"، و"أسبوع النقاد"، و"أسبوع المخرجين"، و"كان كلاسيك". ويعكس هذا التنوع ليس فقط الحضور الكمي، بل أيضًا التنوع الفني والجغرافي في السينما العربية، حيث تسلط هذه الأفلام الضوء على قضايا الهوية، والهجرة، والفساد، والذاكرة، والتهميش، من خلال عدسات سينمائيين شباب ومخضرمين.

يبرز في هذه الدورة أسماء بارزة مثل طارق صالح وحفصية حرزي، إلى جانب أصوات صاعدة مثل مراد مصطفى، الذي يخوض أولى تجاربه في الفيلم الروائي الطويل بعد سلسلة من النجاحات في مجال الأفلام القصيرة. المشاركة العربية في "كان 78" تؤكد على تطور السينما العربية وجرأتها في طرح المواضيع، وتنوع رؤاها الفنية، مما يعزز مكانتها ضمن المشهد السينمائي العالمي.

تخوض الممثلة والمخرجة الفرنسية من أصول تونسية حفصية حرزي أولى تجاربها في المسابقة الرسمية لمهرجان كان بفيلمها الجديد "الأخت الصغيرة". يتناول الفيلم صراع الهوية بين الدين والتقاليد في حياة شابة تونسية تعيش في باريس. سبق أن شاركت حرزي بفيلم قصير في "أسبوع النقاد" عام 2019. يشارك في بطولة الفيلم نادية ميليتي وبارك مين-جي.

"نسور الجمهورية" – طارق صالح (مصر/السويد)

يعود المخرج السويدي من أصل مصري طارق صالح إلى المسابقة الرسمية بفيلمه "نسور الجمهورية"، الذي يُعد ختام ثلاثيته عن القاهرة. يتناول الفيلم قصة ممثل يُجبر على أداء دور في فيلم دعائي لصالح الحكومة وسط أجواء من الرقابة والفساد. يُذكر أن طارق صالح حصد جائزة أفضل سيناريو في "كان" عام 2022 عن فيلمه "ولد من الجنة". الفيلم الجديد من بطولة جورج فهمي، سيزار لينا خودري، عمرو واكد، زينب تريكي، وشيرين دعيبس.

والفيلم من الأفلام التي يتوقع أن تكون مثيرة للجدل على غرار أفلام طارق صالح التي لم يسمح بعرضها في أي من المهرجانات العربية المختلفة أو بالصالات السينمائية.

"عائشة لا تستطيع الطيران" – مراد مصطفى (مصر)

يشارك المخرج المصري مراد مصطفى بفيلمه الروائي الطويل الأول "عائشة لا تستطيع الطيران" ضمن قسم "نظرة ما". وقد عُرف مراد سابقًا بعدد من الأفلام القصيرة اللافتة التي جابت مهرجانات دولية مثل "حنّة ورد" و"ما لا نعرفه عن مريم".

يروي الفيلم قصة شابة سودانية تعيش في القاهرة وتكافح من أجل البقاء وسط واقع الهجرة والتهميش، مسلطًا الضوء على قضايا الهوية والانتماء في بيئة قاسية. يقوم ببطولة الفيلم بوليانا سيمون أروب، عماد غنيم، ومغني الراب زياد ظاظا.

وكان مراد مصطفى قد حاز بفيلمه "عيسي" في المهرجان عام 2023 على جائزة «رايل الذهبية» للفيلم القصير خلال مشاركته بمسابقة «أسبوع النقاد».

"كان يا ما كان في غزة" – طرزان وعرب ناصر (فلسطين)

يعرض الأخوان الفلسطينيان طرزان وعرب ناصر فيلمهما الجديد "كان يا ما كان في غزة" ضمن قسم "نظرة ما". يقدم الفيلم دراما اجتماعية عن ثلاثة شبان يسعون إلى النجاة في واقع معقّد يعكس الحياة اليومية في قطاع غزة.

الفيلم الذي صور في الأردن ينتمي مخرجيه لقطاع غزة، وهو يحمل انتقادات لحماس التي تسيطر على القطاع منذ سنوات.

"سماء بلا أرض" – أريج السحيري (تونس)

تفتتح المخرجة التونسية أريج السحيري قسم "نظرة ما" بفيلمها "سماء بلا أرض"، الذي يتناول الهجرة النسائية والتضامن بين نساء من خلفيات متعددة. سبق أن برزت السحيري في مهرجان كان من خلال فيلمها الوثائقي "تحت الشجرة"، الحائز على جائزة لجنة التحكيم ضمن مسابقة "نصف شهر المخرجين". يشارك في بطولة الفيلم آيسا مايجا، ليتيشا كي، ديبورا ناني، ومحمد جرايا.

"الحياة بعد سهام" – نمير عبد المسيح (مصر)

في قسم "ACID Cannes"، يشارك المخرج المصري نمير عبد المسيح بفيلمه الوثائقي "الحياة بعد سهام"، الذي يستعيد فيه ذكريات والدته الراحلة بأسلوب حميمي يمزج بين الحنين والتأمل الذاتي.

"كعكة الرئيس" – حسن هادي (العراق)

يمثل المخرج العراقي حسن هادي بلاده لأول مرة في تاريخ المهرجان عبر فيلمه "كعكة الرئيس"، الذي يُعرض ضمن "أسبوع المخرجين". تدور أحداث الفيلم في تسعينيات العراق، وتروي قصة فتاة صغيرة تُكلف بصنع كعكة للرئيس في ظل أزمة غذائية خانقة. الفيلم صُوّر بالكامل في العراق بمشاركة ممثلين غير محترفين من سكان المنطقة.

"سعيد أفندي" – كاميران حسني (العراق)

يعود الفيلم الكلاسيكي العراقي "سعيد أفندي" (1956) للمخرج كاميران حسني إلى الضوء من جديد عبر قسم "كان كلاسيك". الفيلم مقتبس عن قصة "شجار" للكاتب إدمون صبري، ويعد من أبرز الأعمال التي وثّقت التحولات الاجتماعية في العراق منتصف القرن العشرين.

 

موقع "إيلاف" السعودي في

13.05.2025

 
 
 
 
 

"كان" السينمائي 78... أزياء محتشمة واحتجاجات سياسية

بيان مفاجئ يلقي الضوء على ويلات الحروب وشروط الملابس تربك النجوم

نجلاء أبو النجا 

ملخص

منع مهرجان "كان" السينمائي ضيوفه ارتداء الملابس العارية والشفافة والمخلة على سجادته الحمراء أو ضمن فعالياته، ورافق ذلك رسالة مفتوحة نشرت عبر صحيفة "ليبيراسيون" الفرنسية، وفيها إدانة لحال الصمت الدولي حيال ما وصفوه بالإبادة الجماعية في غزة

قبيل انطلاق الدورة الـ 78 من المهرجان الذي افتتح للمرة الأولى عام 1947، فوجئ محبو السينما وصناعها والنجوم المدعوون إلى المهرجان كمشاركين أو ضيوف، بفرضه قواعد أربكت الجميع، إذ منع ضيوفه ارتداء الملابس العارية والشفافة والمخلة على سجادته الحمراء أو ضمن فعالياته.

ارتباك وصدمة

ولم يكتف البيان الصادر من المهرجان قبيل انطلاقه بساعات بذلك، بل منع أيضاً ارتداء الملابس الضخمة والفساتين ذات الذيل الطويل التي يتطلب عناية خاصة ومساحات كبيرة على السجادة الحمراء أثناء السير، مما يعرقل حركة الصحافيين والنجوم الذين يتابعون الأفلام والفعاليات، كما يتطلب حراسات ويحدث مشكلات متكررة بين المصورين والنجوم من جهة، وبين المسئولين عن الأمن والضبط في المهرجان.

وأثار القرار تعجب الجميع بخاصة أنه لم يفسح مساحة من الوقت لاستبدال ما أحضروه من أزياء قد تكون ضخمة ومبالغاً فيها، أو مخالفة للكود الجديد المستحدث خلال الساعات الأخيرة.

وكانت الصدمة الأكبر من نصيب مصممي الأزياء الذين يستغلون المهرجان وسجادته الحمراء لاستعراض أحدث تصاميمهم، والتي بالتأكيد تغلب عليها المبالغة والابتكار غير المنطقي في كثير من الأحيان.

واضطرت الممثلة الأميركية هالي بيري عضو لجنة تحكيم مهرجان "كان" السينمائي الـ78، إلى "تغيير" فستانها لحضور حفل الافتتاح الثلاثاء بسبب قيود جديدة على الملابس.

وقالت بيري في مؤتمر صحافي قبل ساعات من صعودها درج المهرجان مرتدية فستاناً طويلاً مخططاً باللونين الأسود والأبيض "كان لدي فستان رائع من تصميم (غوراف) غوبتا لأرتديه الليلة، لكنني لا أستطيع ارتداءه لأن ذيله طويل جداً. بالطبع، سألتزم القواعد، لذا اضطررتُ لتغيير زيّي".

غير أن آخرين لم يحذوا حذو هالي بيري. فقد سارت عارضة الأزياء الألمانية هايدي كلوم على السجادة الحمراء بفستان وردي طويل، في حين ظهرت الممثلة والمؤثرة الصينية وان تشيان هوي بتنورة بيضاء واسعة.

وفي هذا العام، نشر المنظمون ميثاقاً للمشاركين في المهرجان يحظر "الملابس، وخصوصاً الطويلة منها، التي يعيق حجمها حركة الضيوف ويجعل من الصعب الجلوس في القاعة"، وكذلك "العري على السجادة الحمراء".

وفي هذه النقطة، أبدت هالي بيري اعتقادها بأن "هذا الأمر جيد".

مفاجآت سياسية

ولم يمثل الأمر مفاجأة على مستوى الملابس والاحتشام والالتزام، بقدر الاحتجاجات والبيانات التي تعلقت بأحداث ترتبط بالسياسة والحروب والوضع الإنساني لبعض الدول التي تكبدت ويلات الصراعات الدامية، فقبل الانطلاق الوشيك للدورة الـ 78 من المهرجان والذي يستمر من الـ 13 وحتى الـ 24 من مايو (أيار) الجاري، وجه 380 من كبار صناع السينما رسالة مفتوحة نشرت عبر صحيفة "ليبيراسيون" الفرنسية، وفيها إدانة لحال الصمت الدولي حيال ما وصفوه بالإبادة الجماعية في غزة، كما استحضرت الرسالة مقتل المصورة فاطمة حسونة التي قتلت بقصف إسرائيلي منتصف أبريل (نيسان) الماضي مع 10 من أفراد أسرتها ومنهم شقيقتها الحامل، وهي بطلة فيلم وثائقي سيعرض خلال الدورة بعنوان "ضع روحك على كفك وامش".

وانتقدت الرسالة سلبية المؤسسات الثقافية وعلى رأسها أكاديمية "أوسكار" بعد الاعتداء على المخرج الفلسطيني حمدان بلال، وجاء في البيان أن "سلوك 'أوسكار' يجعلنا نشعر بخيبة الأمل والخجل، وأن هناك ضغطاً سياسياً على بعض الدوائر السينمائية"، لتطالب الرسالة في نهايتها صناع السينما بكسر الصمت ونقل معاناة الضحايا إلى العالم، بدلاً من الاكتفاء بعرض القصص الخيالية.

ووقع على الرسالة نخبة من النجوم والمخرجين وصناع السينما ومنهم رالف فينيس و بيدرو ألمودوفار وسوزان ساراندون وريتشارد غير والمخرج السويدي روبن أوستلوند والكندي ديفيد كروننبرغ والإسباني خافيير بارديم، وتردد أن رئيسة لجنة تحكيم هذه الدورة، الفرنسية جولييت بينوش، كانت من بين الموقّعين على الرسالة في بدايتها، لكن اسمها غاب لاحقاً عن القائمة التي كشفت عنها "ليبيراسيون"، مما يعكس وجود ضغوط أو تردد داخل بعض الدوائر السينمائية.

من جانبها قالت وزيرة الثقافة الفرنسية رشيدة داتي اليوم الثلاثاء إن نجوم السينما الذين وقّعوا على الرسالة المفتوحة يؤدون دورهم، موضحة خلال زيارة إلى بروكسل أن "دورهم هو اتخاذ موقف والتعبئة في شأن ما يحدث في العالم".

أزمة أوكرانيا

ولم تكن القضية الفلسطينية الوحيدة الحاضرة ضمن الأجندة الخاصة بمهرجان "كان" السينمائي قبل انطلاق دورته الجديدة، بل نظم كذلك برنامجاً خاصاً بعنوان "ثلاثة أفلام من أجل أوكرانيا"، وعرض البرنامج اليوم في قصر المهرجانات بمدينة كان الفرنسية، وتضمن ثلاثة أعمال سينمائية تسلط الضوء على الحرب الأوكرانية، وأولها فيلم بعنوان "زيلنيسكي" (Zelensky) ويرصد رحلة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من طفل سوفياتي في كريفي ريه إلى زعيم يقود بلاده في مواجهة واحدة من أعنف الحروب المعاصرة، مروراً بمحطاته الفنية ووصولاً إلى مركز القيادة السياسية.

أما الفيلم الثاني فهو "حربنا"(Notre Guerre)  ويوثق يوميات القتال في جبهتي بوكروفسك وسومي بمرافقة كتيبة "آن دي كيف" المدعومة فرنسياً، كما يتضمن لقاء خاصاً مع الرئيس زيلينسكي وشهادات مدنيين يعيشون تحت القصف اليومي، والفيلم الثالث والأخير هو "2000 متر لأندرييفكا" (2000 Meters to Andriivka) للمخرج الأوكراني مستيسلاف تشيرنوف، الحائز جائزة "أوسكار" عن فيلمه "20 يوماً في ماريوبول"، إذ يستعرض الفيلم مهمة وحدة أوكرانية لاستعادة قرية أندرييفكا.

غادر يوماً

وسيعرض خلال الافتتاح فيلم "غادر يوماً" للمخرجة الفرنسية أميلي بونان، ويشهد الحفل تكريم الممثل الأميركي روبرت دي نيرو بـ "السعفة الفخرية الذهبية"، وقد تولى دينيرو رئاسة لجنة تحكيم مهرجان كان منذ 14 عاماً، كما فاز بـ "السعفة الذهبية" في المهرجان نفيه منذ 50 عاماً عن فيلم "تاكسي درايفر" للمخرج العالمي مارتن سكورسيزي.

وسيقدم لدينيرو الجائزة ليوناردو دي كابريو، شريكه على الشاشة في أحدث أفلام مارتن سكورسيزي، "كيلرز أوف ذي فلاور مون"، كما سيلقي دي نيرو المعروف بمعارضته العلنية لدونالد ترامب كلمة مرتقبة، وقد أعلن من قبل أنه يشعر بالقلق إزاء صعود الأنظمة الاستبدادية وتهديد الرئيس الأميركي بفرض ضريبة بنسبة 100 في المئة على الأفلام المنتجة خارج الولايات المتحدة

وسيجري أيضاً تكريم النجمة السينمائية الأسترالية نيكول كيدمان بجائزة "المرأة في الحركة" والتي تخصص للشخصيات التي تسهم في تعزيز مكانة النساء في السينما والمجتمع.

لجان التحكيم

وتترأس لجنة تحكيم "السعفة الذهبية" الممثلة الفرنسية جولييت بينوش، وتضم اللجنة الممثلة الأمريكية هالي بيري والممثل الأمريكي جيرمي سترونغ والممثلة الإيطالية ألبا رورواشر والمخرجة الهندية بايال كاباديا والمخرج المكسيكي كارلوس ريغاداس والمخرج الكوري الجنوبي هونغ سانغ سو  والمخرج الكونغولي ديودو حمادي والكاتبة الفرنسية ليلى سليماني.

السعفة الذهبية

وأعلن المهرجان أن نحو 22 فيلماً روائياً طويلاً يتنافسون على جائزة "السعفة الذهبية" خلال هذه الدورة، ومن بين الأفلام المرشحة بقوة للفوز فيلم "ألفا" للمخرجة الفرنسية جوليا دوكورناو والتي تحاول أن تكون ثاني مخرجة تفوز بالجائزة مرتين خلال أربعة أعوام بعد فوزها بفيلم "تيتان" عام 2021، وينافس كذلك فيلم "إيدينغتون" للمخرج أري أستر، وتدور أحداثه خلال جائحة "كوفيد-19" في بلدة صغيرة بنيومكسيكو، ويركز على التوترات بين الشريف ورئيس البلدية، ويشارك في بطولة الفيلم خواكين فينيكس وإيما ستون وبيدرو باسكال.

ويراهن بعض النقاد على فيلم "المخطط الفينيقي" للمخرج أندرو أندرسون، ويدور العمل حول رجل أعمال ثري يعين ابنته الوحيدة الراهبة وريثة لممتلكاته، مما يثير صراعات عائلية، وهو من بطولة بينيسيو ديل تورو ومن المقرر عرضه في دور العرض في الـ 28 من مايو الجاري.

مشاركة عربية

وتشارك السينما العربية في الأقسام الرسمية المختلفة بالمهرجان بأربعة أفلام وهي "نسر الجمهورية" للمخرج السويدي  من أصل مصري طارق صالح، في المسابقة الرسمية، وفيلم "عائشة لا تعرف الطيران" للمخرج المصري مراد مصطفى في قسم "نظرة ما"، وفي القسم ذاته أيضاً يشارك الفيلم الفلسطيني "كان ياما كان في غزة" للمخرجين الفلسطينيين طرزان وعراب نصار، والفيلم التونسي "سماء بلا أرض" للمخرجة أريج السحيري.

مهمة مستحيلة

وأعلن مهرجان "كان" السينمائي أن النجم الأميركي توم كروز سيشارك خارج المسابقة الرسمية في الدورة  الـ 78 للمهرجان بفيلمه الجديد (Mission Impossible – The Final Reckoning)، وهو آخر جزء من سلسلة "مهمة مستحيلة" التي بدأت عام 1996، وسيعرض في قاعة لوميير الكبرى غداً الأربعاء بحضور مخرج العمل كريستوفر ماكوايري وطاقم الفيلم.

ويعد الجزء الأخير من فيلم "مهمة مستحيلة" المشاركة الثالثة للنجم الأميركي في المهرجان الأشهر عالمياً، إذ شارك عام 1992 بفيلم (Far and away)، وفي عام 2022 شارك بفيلم (Top Gun: Maverick) ونال حينها "السعفة الذهبية الفخرية"، كما شارك في  محاضرة جماهيرية تحدث فيه عن مشواره وعن الفيلم الأخير.

يذكر أن حفل افتتاح الدورة الـ 78 من ستشهد عرضاً استثنائياً للمغنية الفرنسية الكندية ميلين فارمر، إذ ستقدم أغان جديدة للمرة الأولى صنعت لهذه المناسبة، وسيقدم حفل الافتتاح والختام الممثل الفرنسي لوران لافيت.

صحافية @nojaaaaa

 

الـ The Independent  في

13.05.2025

 
 
 
 
 

جولييت بينوش: الإبداع موضع القداسة… لا الأشخاص

هيثم مفيد

أقيم عصر اليوم المؤتمر الصحفي الأول للجنة تحكيم المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي الثامن والسبعين، الذي تترأسه النجمة الفرنسية جولييت بينوش، وشهد تركيزًا كبيرًا على بعض القضايا السياسية، منها أزمة التعريفات الجمركية على الأفلام الأجنبية الواردة إلى أمريكا، وإدانة الممثل الفرنسي جيرار ديبارديو بتهمة التحرش الجنسي، والتي أُعلن عنها في وقت سابق اليوم.

قضية ديبارديو

في بداية المؤتمر، الذي استمر لمدة 25 دقيقة، سُئلت بينوش عمّا إذا كانت إدانة ديبارديو تُعدّ خطوة إضافية في حركة «MeToo» التي استمرت على مدار السنوات السبع الماضية، وكيف ينعكس ذلك في مهرجان كان.

وردّت بينوش قائلة إن الممثل الفرنسي جيرار ديبارديو «لم يعد مقدسًا». وأضافت: «بالنسبة لي، ما هو مقدس هو ما يحدث أثناء الإبداع، أثناء التمثيل، عندما تكون على خشبة المسرح». وتابعت: «نحن لا ندرك القداسة؛ والآن لم يعد مقدسًا. هذا يعني أنه علينا أن نفكر مليًا في السلطة التي يمتلكها بعض الأشخاص ويستغلونها؛ وربما تكون السلطة في مكان آخر».

كما أكدت بينوش أن المهرجان يواكب هذا التحول الاجتماعي والسياسي، قائلة: «لقد شهد العالم تغيرات كبيرة. أحيانًا يتبع المهرجان هذا التوجه، وأحيانًا يتصدره – الأمر يعتمد على السياق. أعتقد أن مهرجان كان يواكب الحاضر بشكل متزايد».

نبوءة روي كوهن وحرب غزّة

انتقل الحديث لاحقًا إلى تأثير الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي أثّرت قراراته الجمركية في الاقتصاد العالمي، والذي فرض مؤخرًا رسومًا جمركية بنسبة 100% على الأفلام الأجنبية، ما أثار قلقًا واسعًا لدى منتجي الأفلام المشاركين في مهرجان كان.

بينوش علّقت على ذلك قائلة: «لست متأكدة من قدرتي على الإجابة عن هذا السؤال، فهو يتطلب تحليلًا متعمقًا للصناعة السينمائية عالميًا. أتفهم أن الرئيس ترامب كان يحاول حماية بلاده، ولكن في أوروبا، نمتلك مجتمعًا سينمائيًا قويًا».

من جانبه، قال جيريمي سترونغ، نجم مسلسل «Succession» والمرشح لجائزة الأوسكار عن تجسيده شخصية روي كوهن في فيلم علي عباسي «The Apprentice»: «أرى أن كوهن كان مؤسسًا للأخبار الكاذبة والحقائق البديلة. نحن نعيش الآن في ظل ما خلّفه».

وأضاف: «في زمن تتعرض فيه الحقيقة للتهديد المتزايد، تزداد أهمية الفن والسينما. من هنا، وفي هذا المكان تحديدًا، أعتقد أن دورنا كصُنّاع للقصص يتجلى في مواجهة تلك القوى، ونقل الحقائق الفردية والإنسانية، والاحتفاء بمشتركنا الإنساني».

وعند سؤالها عن سبب عدم توقيعها على الرسالة المفتوحة التي وقّعها أكثر من 350 من صُنّاع السينما ــ من بينهم ريتشارد جير، وسوزان ساراندون، وخافيير بارديم ــ والتي دانت صمت مهرجان كان تجاه الحرب في غزّة، أجابت بينوش بإيجاز: «ربما ستفهمون ذلك لاحقًا»، ورفضت التعليق أكثر.

قواعد السجادة الحمراء الصارمة

في سياق مختلف، كشفت النجمة هالي بيري أنها لن تتمكن من ارتداء الفستان الذي كانت قد اختارته لحفل الافتتاح، بسبب القواعد الجديدة الصارمة التي فرضها المهرجان، والتي تحظر الأزياء ذات الذيول الطويلة والعري.

وقالت بيري: «كان لديّ فستان رائع لأرتديه الليلة، لكنه ذو ذيل طويل جدًا، لذا اضطررت لتغييره احترامًا للقواعد. أظن أن حظر العري قد يكون قاعدة جيدة أيضًا».

وعن شخصية جيمس بوند، قالت مازحة: «في عام 2025، من الجميل أن نقول: يجب أن تكون امرأة. لكنني لا أعلم إن كان هذا القرار هو الأنسب».

تشكيلة لجنة التحكيم

تتكون لجنة التحكيم من تسعة أعضاء، برئاسة جولييت بينوش، وتضم: جيريمي سترونغ، هالي بيري، ألبا رورفاكر، ديودو حمادي، هونغ سانغ سو، بايال كاباديا، كارلوس ريغاداس، والكاتبة ليلى سليماني.

ينطلق مهرجان كان السينمائي (13–24 مايو) مساء اليوم، بالعرض العالمي الأول للفيلم الكوميدي الفرنسي «Leave One Day» للمخرجة أميلي بونين. ومن المقرر أن يتسلم النجم الأمريكي روبرت دي نيرو «السعفة الذهبية الفخرية» لإنجاز مدى الحياة خلال حفل الافتتاح.

 

####

 

روبرت دي نيرو في افتتاح كان: لا يوجد سعر للإبداع

هيثم مفيد

انطلقت الدورة الثامنة والسبعون من مهرجان كان السينمائي، حيث خيّمت السياسة على كلمات كل النجوم الذين صعدوا على خشبة مسرح غراند لوميير، بما في ذلك النجم الأمريكي روبرت دي نيرو، أثناء تكريمه بـ«سعفة كان الفخرية» لإنجاز مدى الحياة؛ قبل أن يعتلي المخرج كوينتن تارانتينو المسرح، ويلقي بالميكروفون أرضًا، معلنًا بدء النسخة الجديدة.

هيمنة سياسية ولفتة إنسانية

افتتح الممثل الفرنسي لوران لافيت الحفل بكلمة أهداها للممثلة البلجيكية إيميلي ديكوين، التي توفيت بسبب نوع نادر من السرطان في 16 مارس الماضي، عن عمر ناهز 43 عامًا.

وفي كلمته الافتتاحية، أشاد لافيت بأولئك الذين يلتزمون بالقضايا الاجتماعية والإنسانية، وفي نهاية القائمة الطويلة، أشاد بفولوديمير زيلينسكي، «الممثل الذي تحول إلى أمير حرب»، الرئيس الأوكراني الذي يخوض حربًا مع روسيا.

في خطاب افتتاحي سياسي للغاية، أشادت الممثلة الفرنسية جولييت بينوش بالفنانين الذين يكافحون ضد القمع في جميع أنحاء العالم، وتحدثت عن ضحايا العدوان الإسرائيلي.

وتطرقت رئيسة لجنة التحكيم إلى «رهائن السابع من أكتوبر»، وكذلك إلى المصوّرة الصحفية الفلسطينية فاطمة حسونة، التي قتلت في قصف إسرائيلي في منتصف أبريل الماضي، بعد يوم واحد من إعلان اختيار الفيلم التسجيلي «Put Your Soul on Your Hand and Walk ضع روحك على يدك وسِر» الذي تشارك في بطولته، وكان من المقرر عرضه ضمن فعاليات مهرجان كان السينمائي. قائلة: «كان ينبغي أن تكون هنا، هذا المساء».

وأضافت بينوش: «الحرب، والبؤس، وتغيّر المناخ، وكراهية النساء البدائية، وشياطين وحشيتنا، لا تترك لنا منفذًا». واستكملت: «اليوم، رياح الألم عاتية لدرجة أنها تجرف الأضعف: رهائن السابع من أكتوبر، وجميع الرهائن والسجناء والغرقى الذين يعانون من الرعب ويموتون في شعور رهيب بالهجران واللامبالاة. في مواجهة ضخامة هذه العاصفة، يجب أن نولد اللطف».

تلا كلمة بينوش مقطع للنجمين نيكولاس كيدج ولورا ديرن من فيلم «Wild at Heart»، تكريمًا للمخرج الأمريكي ديفيد لينش، الذي توفي في 16 يناير الماضي عن عمر يناهز 78 عامًا. كما شاركت المغنية الفرنسية ميلين فارمر في حفل الافتتاح بأداء أغنية جديدة تكريمًا للمخرج الأسطوري، الذي كثيرًا ما تحدثت عن إعجابها به.

تكريم روبرت دي نيرو بـ«السعفة الفخرية»

سلّط النجم ليوناردو دي كابريو، الذي صعد إلى المسرح وسط تصفيق حار، الضوء على الدور الذي لعبه روبرت دي نيرو في بداية مسيرته المهنية. قائلًا: «خلال نشأتي في لوس أنجلوس، كان كل ممثل شاب أعرفه يتابع أعمال دي نيرو. درسناه، محاولين فهم كيف انغمس تمامًا في شخصياته. لقد وضع حجر الأساس. لم يكن مجرد ممثل عظيم آخر، بل كان الممثل بحد ذاته».

تذكّر دي كابريو كيف حصل على أول فرصة كبيرة له في التمثيل أمام دي نيرو في فيلم «This Boy’s Life»: «كانت تجربة الأداء صعبة. تنافس شديد. لم يكن أحدنا يعلم من سيحصل على الدور… في الخامسة عشرة أو السادسة عشرة من عمري، فعلتُ الشيء الوحيد الذي لم أستطع تحمّله: صرختُ عليه بأعلى صوتي».

وفي نهاية الحفل، تأثر روبرت دي نيرو عندما صعد إلى المسرح لقبول الجائزة التي قدمها له ليوناردو دي كابريو، وهي «السعفة الذهبية الفخرية» لإنجاز مدى الحياة. وبعد أن جفف دموعه وعانق زميله، ألقى الممثل البالغ من العمر 81 عامًا خطابًا حيويًا حذر فيه من غير الديمقراطيات المحتضرة، وتحدث دون تسمية دونالد ترامب: «في بلدي، نحن نناضل».

وأكمل دي نيرو: «في بلدي، نناضل بشراسة من أجل الديمقراطية التي كنا نعتبرها أمرًا مسلّمًا به. وهذا يؤثر علينا جميعًا هنا، لأن الفن هو بوتقة التقاء الناس، كما حدث الليلة. الفن يبحث عن الحقيقة، والفن يحتضن التنوع. لهذا السبب يُشكل الفن تهديدًا. ولهذا السبب نشكّل تهديدًا للمستبدين والفاشيين». قبل أن تتعالى أصوات التصفيق الحار داخل مسرح غراند لوميير، حيث وقف ليوناردو دي كابريو خلفه بعد تكريم مؤثر لشريكه الدائم وأيقونته التمثيلية.

وعن أزمة التعريفات الجمركية، قال دي نيرو: «لا يمكن وضع سعر للإبداع، ولكن يبدو أنه يمكن فرض رسوم جمركية عليه. بالطبع، هذا غير مقبول. كل هذه الهجمات غير مقبولة. وهذه ليست مشكلة أمريكية فحسب، بل مشكلة عالمية. وكما هو الحال في الأفلام، لا يمكننا جميعًا أن نجلس مكتوفي الأيدي ونشاهد. علينا أن نتحرك، وعلينا أن نتحرك الآن».

واختتم قائلًا: «لقد حان الوقت لكل من يهتم بالحرية أن ينظّم ويحتج، وعندما تُعقد انتخابات، فليُصوّت. صوّتوا. الليلة، وعلى مدار الأحد عشر يومًا القادمة، نُظهر قوتنا والتزامنا بالاحتفاء بالفن في هذا المهرجان الرائع. حرية، مساواة، إخاء».

اختُتم حفل افتتاح مهرجان كان السينمائي (13-24 مايو)، بالعرض العالمي الأول للفيلم الكوميدي الفرنسي «Leave One Day» للمخرجة أميلي بونين. فيما تتكون لجنة تحكيم المسابقة الرسمية من تسعة أعضاء، تترأسها جولييت بينوش، وتضم في عضويتها: جيريمي سترونغ، وهالي بيري، وألبا رورفاكر، والمخرجين ديودو حمادي، وهونج سانج سو، وبايال كاباديا، وكارلوس ريغاداس، والكاتبة ليلى سليماني.

 

موقع "فاصلة" السعودي في

13.05.2025

 
 
 
 
 

ألمودوفار وباردم وآخرون في رسالة عن غزة عشية مهرجان كان: نشعر بالخجل

مارك رافالو، غاي بيرس، ميليسا باريرا ورالف فينيس من بين أكثر من 350 شخصية يوقعون رسالة حول قتل بطلة الفيلم الوثائقي المتجه إلى كان: "نحن نشعر بالخجل" من "سلبية" الصناعة

مجموعة من أكثر من 350 ممثلاً ومخرجاً ومنتجاً دولياً قد وقعوا رسالة نُشرت في اليوم الأول من مهرجان كان تدين قتل فاطمة حسونة، الصحفية الفلسطينية وبطلة الفيلم الوثائقي "ضع روحك في يدك وامشِ"، في غارة جوية إسرائيلية.

الرسالة، التي وقعها أسماء مثل مارك رافالو، غاي بيرس، رالف فينيس، ميليسا باريرا، يورغوس لانثيموس، خافيير باردم، هانا إينبايندر، بيدرو ألمودوفار، ديفيد كروننبرغ، ألفونسو كوارون، مايك لي، أليكس جيبني، فيغو مورتنسن، سينثيا نيكسون والعديد من الآخرين، نددت أيضاً "بعدم دعم" أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة، الأوسكار، لمخرج الفيلم "لا أرض أخرى" حمدان بلال.

بعد ثلاثة أسابيع فقط من فوزه بجائزة الأوسكار عن الفيلم الوثائقي، تعرض بلال للاعتداء من قبل المستوطنين واختطفه الجيش الإسرائيلي. وبعد أن تم انتقاد الأكاديمية لصمتها بشأن الحادث، اعتذرت الأكاديمية علنًا في النهاية. "نحن نشعر بالخجل من مثل هذه السلبية"، أشارت الرسالة.

لكن الرسالة دعت أيضاً السينما -التي وصفتها بأنها "تربة خصبة للأعمال الاجتماعية الملتزمة"- إلى استخدام فنها "لاستخلاص الدروس من التاريخ، لصناعة أفلام ملتزمة" وأن تكون "حاضرة لحماية الأصوات المضطهدة".

واختتمت: "من أجل فاطمة، من أجل جميع أولئك الذين يموتون في اللامبالاة. للسينما واجب في حمل رسالتهم، في عكس مجتمعاتنا. دعونا نتحرك قبل فوات الأوان.

الرسالة والموقعون

فاطمة حسونة كانت في الخامسة والعشرين من عمرها.

كانت صحفية فلسطينية حرة. تم استهدافها من قبل الجيش الإسرائيلي في 16 أبريل 2025، اليوم الذي تم فيه الإعلان عن اختيار فيلم سيبيدي فارسي "ضع روحك في يدك وامشِ"، الذي كانت هي بطلتها، في قسم ACID في مهرجان كان السينمائي.

كانت على وشك الزواج.

تم قتل عشرة من أقاربها، بما في ذلك أختها الحامل، بنفس الضربة الإسرائيلية.

منذ المجازر الرهيبة في 7 أكتوبر 2023، لم يُسمح لأي صحفي أجنبي بدخول قطاع غزة. الجيش الإسرائيلي يستهدف المدنيين. تم قتل أكثر من 200 صحفي عمداً. الكتاب وصناع الأفلام والفنانون يتم قتلهم بوحشية.

في نهاية مارس، تعرض صانع الأفلام الفلسطيني حمدان بلال الذي فاز بجائزة الأوسكار لفيلمه "لا أرض أخرى"، لهجوم وحشي من مستوطنين إسرائيليين ثم تم اختطافه من قبل الجيش، قبل أن يتم الإفراج عنه تحت ضغط دولي. عدم دعم أكاديمية الأوسكار لحمدان بلال أثار غضب بين أعضائها، واضطرت للاعتذار علنًا عن عدم تحركها.

نحن نشعر بالخجل من هذا السكون.

لماذا يبدو أن السينما، وهي أرض خصبة للأعمال الاجتماعية الملتزمة، غير مبالية بشكل كبير برعب الواقع والاضطهاد الذي يعاني منه أخواتنا وإخواننا؟

كفنانين وفاعلين ثقافيين، لا يمكننا أن نبقى صامتين بينما يحدث الإبادة الجماعية في غزة وهذه الأخبار المروعة تضرب مجتمعاتنا بقوة.

ما فائدة مهنتنا إذا لم نأخذ دروسًا من التاريخ، لنصنع أفلامًا ملتزمة، إذا لم نكن موجودين لحماية الأصوات المضطهدة؟

لماذا هذا الصمت؟

الحركات اليمينية المتطرفة، والفاشية، والاستعمار، والحركات المعادية للتحول، والمعادية لمجتمع الميم، والتمييز الجنسي، والعنصرية، والإسلاموفوبيا، ومعاداة السامية تشن معركتها في ساحة الأفكار، مهاجمة النشر والسينما والجامعات، ولهذا السبب لدينا واجب في القتال.

لنرفض أن تكون فنوننا متواطئة مع الأسوأ.

لنقم بالثورة.

لنسمِّ الواقع.

دعونا نتجرأ معًا على النظر إليه بدقة قلوبنا الحساسة، حتى لا يمكن إسكاتها أو تغطيتها بعد الآن.

لنرفض الدعاية التي تستعمر خيالنا باستمرار وتجعلنا نفقد إحساسنا بالإنسانية.

من أجل فاطمة، ومن أجل جميع الذين يموتون في ظل اللامبالاة.

لدى السينما واجب في حمل رسائلهم، في عكس مجتمعاتنا.

دعونا نتحرك قبل فوات الأوان.

 

الموقعون:

 

Khalid Abdalla - Noée Abita - Hany Abu-Assad - Raphaëlle - Agogué - Iyad Alasttal - Catia Albertazzi - Vlad Alexis - Taraneh Alidoosti - Waad Al-Kateab - Yasmine Al Massri - Pedro Almodóvar - Pedro Alonso - Cristèle Alves Meira - Serdar Akar - India Amarteifio - Gianni Amelio - Mo Amer - Carmine Amoroso - Elisa Amoruso - Romain André - Roberto Andò - Geoff Arbourne - Francesca Archibugi - Tiziana Aristarco - Swann Arlaud - Olivier Azam - Gökçe Bahadir - Jeanne Balibar - Baloji - Avital Barak - Carlos Bardem - Javier Bardem - Melissa Barrera - Belma Baş - Dominique Baumard - Xavier Beauvois - Saïd Ben Saïd - Leïla Bekhti - Luca Bellino - Suzy Bemba - Adila Bendimerad - Kaouther Ben Hania - Dali Benssalah - Fabrizio Bentivoglio - Julie Bertuccelli - Simone Bitton - Konstantin Bojanov - Bertrand Bonello - Agathe Bonitzer - Amélie Bonnin - Bruno Bontzolakis - Lucie Borleteau - Sami Bouajila - Elodie Bouchez - Bastien Bouillon - Guillaume Brac - Rachida Brakni - Evelyne Brochu - Silvia Brunelli - Jean-Stéphane Bron - Celeste Brunnquell - Gianfranco Cabiddu - Esmeralda Calabria - Laure Calamy - Mimmo Calopresti - Mehmet Can Mertoğlu - Eric Cantona - Stefania Casini - Antonio Maria Castaldo - Marco Castaldi - Sergio Castellitto - Beniamino Catena - Ebru Nuri Ceylan - Nuri Bilge Ceylan - Lolita Chammah - Moïra Chappedelaine-Vautier - Amira Chebli - Nadim Cheikhrouha - Antoine Chevrollier - Simona Chiocca - Julie Christie - Hélier Cisterne - Isabel Coixet - Daniele Coluccini - Maddalena Crippa - David Cronenberg - Costa-Gavras - Saverio Costanzo - Paolo Costella - Pappi Corsicato - Brian Cox - Marcia Cross - Alfonso Cuarón - Liam Cunningham - Sinéad Cusack - Fatima Daas - Cherien Dabis - Béatrice Dalle - Charles Dance - Ciro D’Emilio - Arkin Mercan Dede - Mary Ellen Davis - Slimane Dazi - Yann Dedet - Matthieu de Laborde - Pierre Deladonchamps - Émilie Deleuze - Agnès de Sacy - Volfango De Biasi - Ciro De Caro - Maura Delpero - Maria De Medeiros - Giuliana De Sio - Maria Teresa De Vito - Sylvain Desclous - Lukas Dhont - Juan Diego Botto - Alice Diop - Javad Djavahery - Julie Delpy - Xavier Dolan - Dimitri Doré - Laetitia Dosch - Joana Dos Reis - Mike Downey, OBE. - Sara Driver - Luana Duchemin - Sophie Dupuis - Pierre-Nicolas Durand - Virginie Efira - Hannah Einbinder - Sayyid El Alami - Ouidad Elma - Amir El-Masry - Mareike Engelhardt - Víctor Erice - Benedikt Erlingsson - Adèle Exarchopoulos - Roberto Faenza - Frédéric Farrucci - Sepideh Farsi - Nina Faure - Elda Ferri - Margherita Ferri - Isabella Ferrari - Lisa Festa - Ralph Fiennes - Sophie Fiennes - Milena Fiore - Mahdi Fleifel - Michele Fornasero - Marine Francen - Blanche Gardin - Lena Garrel - Carmen Garcia - Jean-Raymond Garcia - Nicole Garcia - Pablo Garcia Canga - Matteo Garrone - Alessandro Gassmann - Nadia Genet - Xavier Gens - Paolo Genovese - Aurélia Georges - Richard Gere - Denis Gheerbrant - Adriano Giannini - Alex Gibney - Raphaël Girardot - Jonathan Glazer - Judith Godrèche - Brice Gravelle - Emmanuel Gras - Zeno Graton - Marco Greco - José Luis Guerín - Diane Guerrero - Samir Guesmi - Vincent Guilbert - Alain Guiraudie - German Gutierrez - Naomi Foner Gyllenhaal - Grimur Hákonarson - Rebecca Hall - Arthur Harari - Misan Harriman - Lena Headey - Clotilde Hesme - Hafsia Herzi - Ted Hope - Vanessa Hope - Sandra Huller - Fiorella Infascelli - Mohamed Jabaly - Annemarie Jacir - Alma Jodorowsky - Óskar Jónasson - Elisabeth Jonniaux - Valdimar Jóhannsson - Rachel Leah Jones - Þorsteinn Jónsson - Gladys Joujou - Radu Jude - Ilker Kaleli - Asif Kapadia - Semih Kaplanoğlu - Mathieu Kassovitz - Aki Kaurismäki - Jacques Kébadian - Erwan Kepoa Falé - Yannick Kergoat - Sofian Khammes - Michel Khleifi - Shaka King - Héléna Klotz - Nicolas Klotz - Wilma Labate - Ariane Labed - Mourad Laffitte - Philippe Laïk - Yórgos Lánthimos - Alexis Langlois - Nadav Lapid - Luc Leclerc du Sablon - Erwan Le Duc - Radouan Leflahi - Mike Leigh - Blandine Lenoir - Philippe Lespinasse - Mica Levi - Luigi Lo Cascio - Elisabetta Lodoli - Florence Loiret-Caille - Stefano Lorenzi - Boris Lojkine - Fabiomassimo Lozzi - Daniele Lucchetti - Silvia Luzi - Filippo Macelloni - Guslagie Malanda - David Mambouch - Simone Manetti - Andrea Manni - Miriam Margolyes - Narimane Mari - Vincent Mariette - Félix Maritaud - Laïla Marrakchi - Lucrecia Martel - Mario Martone - Alessandra Masi - Valerio Mastandrea - Patricia Mazuy - Simon McBurney - Mounia Meddour - Sylvestre Meinzer - Fernando Meirelles - Kleber Mendonça Filho - Nina Menkes - Stéphane Mercurio - Christian Carmosino Mereu - Frédéric Mermoud - Nina Meurisse - Valerio Mieli - Emmanuelle Millet - Davide Minnella - Avi Mograbi - Indya Moore - Mercedes Morán - Laura Morante - Gérard Mordillat - Viggo Mortensen - Anna Mouglalis - Gabriele Muccino - Peter Mullan - Margherita Murolo - Lino Musella - Arab Nasser - Tarzan Nasser - Dalia Naous - Nadine Naous - Raphaël Neal - Enza Negroni - Susanna Nicchiarelli - Cynthia Nixon - Bruno Nuytten - Andrea Occhipinti - Michela Occhipinti - Joshua Oppenheimer - Luis Ortega - Ruben Östlund - Damien Ounouri - Ferzan Ozpetek - Rosa Palasciano - Hlynur Pálmason - Daphné Patakia - Paul Pascot - Raffaele Passerini - Guy Pearce - Elisabeth Perceval - Antonin Peretjatko - Nahuel Pérez Biscayart - Aurélia Petit - Ralitza Petrova - Just Philippot - Giuseppe Piccioni - Caroline Poggi - Laura Poitras - Claire Pommet (Pomme) - Franssou Prenant - Frédérique Pressmann - Vimala Pons - Marco Simon Puccioni - Katell Quillévéré - Olivier Rabourdin - Michèle Ray-Gavras - Annick Redolfi - Christophe Régin - Jérémie Renier - Yannick Renier - Rémy Ricordeau - Michele Riondino - Yannick Rosset - Cecilia Roth - Mark Ruffalo - Rúnar Rúnarsson - Ira Sachs - Zaho de Sagazan - Ludivine Sagnier - Céline Sallette - Claudio Santamaria - Susan Sarandon - Stefano Sardo - Stefania Sandrelli - Aloïse Sauvage - Greta Scarano - Angela Schanelec - Pierre Schoeller - Niels Schneider - Vassili Schneider - Alessandro Scippa - Amanda Seales - Tracey Seaward - Sarah Seené - Guillaume Senez - Léonor Serraille - Alia Shawkat - Mélanie Simon-Franza - Eyal Sivan - Giancarlo Soldi - Paolo Sorrentino - Massimo Spano - Morgan Spector - Laetitia Spigarelli - Italo Spinelli - Juliette Smadja - Robyn Slovo - Roger Stahl - Teona Strugar Mitevska - Laurent Sylvestre - Gianluca Maria Tavarelli - Natacha Thiéry - Jean-Pierre Thorn - Ásdís Thoroddsen - Léa Todorov - Maria Sole Tognazzi - Melita Toscan du Plantier - Claire Touzard - Justine Triet - Alessandro Trigona - Jasmine Trinca - Carice van Houten - Pamela Varela - Giuseppe Varlotta - Indira Varma - Anjana Vasan - Sophie Verbeeck - Giovanni Veronesi - Paolo Virzì - Cat Villiers - Jonathan Vinel - Nicolas Wadimoff - Harriet Walter - James Wilson - Lambert Wilson - Alex Winter - Benedict Wong - Jessica Woodworth - Arieh Worthalter - Maud Wyler - Mohanad Yaqubi - L. Rezan Yeşilbaş - Sofiane Zermani - Andrea Zuliani

 

رمان \ فاريتي

 

مجلة رمان الثقافية في

13.05.2025

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004