ملفات خاصة

 
 
 

«السينما الفلسطينية تحت المجهر»

ندوة بمركز السينما العربية في مهرجان كان

كان ـ «سينماتوغراف»

كان السينمائي الدولي

الثامن والسبعون

   
 
 
 
 
 
 

تحت عنوان "السينما الفلسطينية تحت المجهر"، ناقش مركز السينما العربية بالتعاون مع مؤسسة الفيلم الفلسطيني وسوق الأفلام بمهرجان كان السينمائي، تاريخ السينما الفلسطينية في ندوة حضرها مجموعة من الأسماء البارزة في صناعة السينما الفلسطينية وذلك صباح اليوم الجمعة 16 مايو على المسرح الرئيسي.

وعن التحديات التي تواجه صناع السينما الفلسطينية، قالت المخرجة مي عودة: "عندما تصنع سينما تحتاج للحرية، وهو لا يتوافر لدينا في فلسطين، لا نستطيع الحركة، إذا أردت تصوير فيلم لا أستطيع لأني محبوسة في منطقة ولايمكنك التحرك بحرية لأننا تحت احتلال يرغب في تفريقنا ومهمشين، لتدمر هويتنا ولا يمكنني رؤية أحد من غزة إلا خارج فلسطين وهو ما لا يساعد لأننا نحتاج للتواصل من كافة المناطق بفلسطين، وهذا ما أحبه فينا كفلسطينيين، نفكر خارج الصندوق ونخاطر لتصوير أفلامنا دون أن يخبرني أحد بما مسموح أو مرفوض"

وعن تجربتها قالت المخرجة والممثلة شيرين دعيبس : "لا أظن أنه يمكن أن تكون فلسطينياً دون أن تفكر في بلدك، أول تجربة سفر لفلسطين كنت 8سنوات وتعرضنا للإهانة، فمن المستحيل ألا تفكر في كونك فلسطيني بعد تلك التجربة".

وقال المخرج ركان مياسي: " كل من حولي كان يبحث عن هويته، ولم يمكن مسموحا لي بالعودة لفلسطين، وفكرت أنه من الرائع استكشاف فلسطين عبر السينما، وما تختلف فيه تجربة صانع الأفلام الفلسطيني أنه يواجه تحديا غير تقليدية، مثلاً فيلم بونبونة كنت أريد العمل مع صالح بكري لكنه لم يكن مسموحاً له السفر إلى لبنان وكان من الضروري استخراج جواز سفر آخر حتى يتمكن، كل تلك صراعات لا تفكر فيها عند صناعة فيلم في مكان آخر".

وقالت الباحثة اللبنانية رشا السلطي : "لفهم السينما الفلسطينية يجب تذكر أن الذي تعرضوا للاحتلال لم يكن مسموحاً لهم بتصوير أنفسهم أو صنع روايات خاصة بهم وبالتاكيد أفلام لهم…رشيد من الجيل المؤسس للسينما الفلسطينية وهم من ابتكروا طرق لصنع أفلام بالتحايل على قيود الاحتلال، والجيل التالي منهم ابتكروا أشكال سينمائية جديدة وكسروا القواعد، السينما الفلسطينية الأكثر تنوعاً في المنطقة يوجد كوميديا وكوميديا سوداء، ودراما ورومانسية، فهي سينما تعيد إنتاج نفسها".

وأضافت: "عرض أفلام فلسطينية كان تجربة غير تقليدية، عند عرض فيلمي في نيويورك معظم من يحضر أفراد يبحثون عن أفلام غير أمريكية، وما حدث لهم عند عرض فيلم فلسطيني هو وصفهم لها بأنها كانت معقدة وإنسانية وتغير علاقات القوة، والنقاشات بعد عرضها كانت معقدة وساخنة، تتعلم منها أن تكون أكثر امتنانا، السينما الفلسطينية علمتني أن أكون أفضل، وعند عرضه في المخيمات كانت تجربة مختلفة كانوا يسألون هل يمكننا رؤية أفلام عربية أخرى، نرغب في رؤية أماكن اخرى وهذا درس آخر لي".

وقالت "السينما الفلسطينية في قلب الكفاح الفلسطينية وهي من تخلق الرموز مثل شجرة الزيتون، البئر، المفتاح".

وقال رشيد مشهراوي عن العمل مع مخرجين في غزة، وما يحتاجونه : "ما نفعله في غزة خلال مؤسسة مشهراوي هو أمر فريد، لا نملك قواعد لتصوير لدينا الفكرة ونبدأ التصوير والمونتاج في نفس الوقت، لم يحصل من قبل في إنتاج بالعالم أن نتصل لنسأل حول إذا كان من سيرسل القرص الصلب من مدينة إلى أخرى مازال حيا أم لا، هذه ليست سينما بل رد فعل وأنا مصر على الاستمرار، صنعنا قصصة شخصية فقط قصص غير مروية كلها صنعت أثناء الحرب، طالما الحرب مستمرة في غزة فمؤسسة مشهراوي مستمرة في التصوير وصنع أفلام لعرضها في الخارج"

وأضاف محمد جبالي : "أعتقد أننا نتعلم من غزة ذاتيا لدي أصدقاء صناع أفلام قتلوا في غزة مثل عبود قتل العام الماضي، لدينا الكثير ممن فقدناهم وكان لديهم حياة وقصة، الكاميرا أصبحت وسيلة نجاة للناس في غزة حيث تشغل المصور عن تفاصيل الحياة القاسية التي يعيشونها".

وقالت مي عودة: " كصناع سينما فلسطينيين.. نحن غاضبون لمدة سنتين تركنا العالم، صناع الأفلام هم وزارة الدفاع عن غزة، حاليا مسئوليتنا عرض صورة ما يحدث في غزة… صنعنا بعد ما حدث في غزة مجموعة أفلام عن غزة لأنه من الصعب تقبل محاربتنا من خلال الصورة، وصنعنا افلام من مخرجين من داخل فلسطين وخارجها تظهر حقيقتنا وقصنتا التي يحاولون طمسها، وكان من المذهل رؤية فعل الناس وتضامنهم، كصانعة أفلام أفكر ما الفيلم الذي يمكن صنعه بعد تعرضنا لذلك الجرح العميق، نحن نقاوم من خلال السينما:

وعن مستقبل السينما الفلسطينية قالت مي عودة : "علينا مواجهة أن العالم يتجه نحو اليمين المتشدد والسياسيين يقللون الدعم للسينما ومنظمي المهرجانات خائفين من قبول أفلام فلسطينية، أعتقد أن الوضع أصبح أكثر تحدياً لصناع الأفلام الفلسطينيين، وعلينا توفير تمويلنا وتضامننا بعيد عن الحكومات حتى لا نتعرض للرقابة وهذا كفاح كبير، لأني أعتقد أن توزيع الافلام الفلسطينية وإنتاجها لن يعود سهلا وعلينا مواجهة ذلك".

الندوة التي أدراتها ميلاني جودفيلو مراسلة السينما الدولية في موقع ديدلاين، استعرضت تاريخ السينما الفلسطينية المتواجد منذ عام 1953 ودورها في توثيق الهوية والحدود، وطرحت التساؤلات حول ما إذا السينما يمكنها فعلا أن تُحدث فرقًا في فهم العالم للقضية؟، وما هي استراتيجيات التسويق للأفلام التي تُنتَج في زمن يشهد انقسام حاد في الآراء؟.

 

####

 

«مؤسسة البحر الأحمر» تحتفي بإنجازات المرأة السينمائية

في «مهرجان كان الـ 78»

كان ـ «سينماتوغراف»

نظّمت مؤسسة البحر الأحمر السينمائي فعالية خاصة بعنوان "المرأة في السينما"، تكريمًا للمواهب النسائية البارزة أمام الكاميرا وخلفها، وذلك على هامش الدورة الـ78 من مهرجان كان السينمائي. وأُقيم الحفل في فندق "دو كاب-إيدن روك" الشهير بمدينة كاب دانتيب الفرنسية، بحضور نخبة من نجوم الفن والسينما العالميين.

وسلّط الحفل الضوء على المسيرة الملهمة لسبع شخصيات نسائية تركن بصمة واضحة في المشهد السينمائي، وهن: إلهام علي، الممثلة السعودية، جاكلين فرنانديز، ممثلة من جنوب آسيا، غايا جيجي، مخرجة سورية، أمينة خليل، واحدة من أبرز نجمات السينما في العالم العربي، رونغانو نيوني، مخرجة وكاتبة وممثلة من زامبيا وويلز، سارة طيبة، فنانة ومخرجة سينمائية من جدة، إنغفا واراها، الممثلة التايلاندية الصاعدة.

كما حضر الحفل عدد من كبار الشخصيات السينمائية والفنية من مختلف أنحاء العالم، بينهم: جيسيكا ألبا، يسرا، كاترين دونوف، دانيال كالويا، فاطمة البنوي، هيفاء المنصور، مارييل هيلر، رزان جمّال، ميلاني لوران، ظافر العابدين، جولييت بينوش، إيزا غونزاليس، غوريندر تشادها، إيموجين بوتس، وهناء العمير.

وفي كلمتها خلال الحفل، أكدت جمانا الراشد، رئيسة مجلس أمناء المؤسسة، أن "دعم المرأة في جميع جوانب صناعة السينما يُعد أحد الركائز الأساسية لمؤسسة البحر الأحمر السينمائي"، مشيرة إلى أن المؤسسة، منذ عام 2019، قدمت الدعم لأكثر من 230 مخرجة وصانعة أفلام عبر برامجها المختلفة، بما يشمل صندوق البحر الأحمر، ومعمل البحر الأحمر، ومهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي.

وأضافت الراشد: حفل الليلة هو احتفاء بإبداع المرأة وتمكينها من سرد قصصها بصوتها الخاص. وسنواصل التزامنا بتعزيز حضورها عالمياً ومنحها الفرصة لصناعة الفارق.

بدورها، قالت شيفاني باندايا مالهوترا، المديرة العامة للمؤسسة: المكرّمات هذا العام يُجسّدن تنوّعاً لافتاً في المشهد السينمائي بالمملكة والعالم العربي وأفريقيا وآسيا، ويُشكّلن نماذج مُلهمة تُعزز التبادل الثقافي وتعكس الحيوية التي تنبض بها هذه الصناعات.

 

####

 

«من هوليوود إلي القاهرة» جلسة نقاش حول التعاون السينمائي

بين الولايات المتحدة ومصر في مهرجان كان

كان ـ «سينماتوغراف»

استضاف مهرجان كان السينمائي جلسة نقاش بعنوان "من هوليوود إلى القاهرة: ربط الصناعات السينمائية الأمريكية والمصرية". جمعت الجلسة خبراء الصناعة لاستكشاف إمكانية التعاون بين الصناعات السينمائية في الولايات المتحدة ومصر.

أدارت الجلسة ميلاني جودفيلو، المراسلة الدولية الكبيرة في ديدلاين، وضم الفريق الممثل المتميز ورئيس مهرجان القاهرة السينمائي حسين فهمي، وكاتبة السيناريو ورئيسة منتدى سينى جونة مريم نعوم، و محمد حفظى منتج و مؤسس فيلم كلينيك، والممثلة والمخرجة الفلسطينية شيرين دعيبس.

ركزت المناقشة على العلاقة بين هوليوود والصناعات السينمائية المصرية في بداية كلتا الصناعتين، وعملية التعاون مع الاستوديوهات الأمريكية الكبرى ومنصات البث، والتغيرات في تمثيل العرب في هوليوود على مدى العقد الماضي.

كما سلطت المناقشة الضوء على الروابط التاريخية للسينما الأوروبية، مع ارتباط مصر بشكل خاص بفرنسا منذ زمن المخرج الراحل يوسف شاهين.

وقال حسين فهمي: "يجب أن ننشر إيقاعاتنا وثقافتنا الخاصة".

وفرت الجلسة منصة قيمة لخبراء الصناعة للتواصل وتبادل الأفكار حول العلاقات بين الصناعات السينمائية في الولايات المتحدة ومصر.

 

####

 

كان 2025 | الفيلم الثالث للتونسية حفصية حرزي

في المسابقة الرسمية لـ «كان السينمائي 78»

كان ـ «سينماتوغراف»

يا له من عام حافل بالنسبة للتونسية حفصية حرزي!، فبعد فوزها بجائزة السيزار لأفضل ممثلة عن دورها في فيلم "بورجو" للمخرج ستيفان ديموستيه، سارت الممثلة الآن على السجادة الحمراء لمهرجان كان السينمائي 2025 بصحبة زميلتيها الممثلتين نادية ميليتي وبارك مين-جي، حيث تم اختيار فيلمها الروائي الجديد كمخرجة "الأخت الصغيرة، La Petite Dernière " للمشاركة في المسابقة الرسمية للدورة الـ 78.

هذا هو فيلمها الثالث، حيث شارك الفيلم السابق في مسابقة نظرة ما، أما الفيلم الأول فكان في أسبوع النقاد.

الفيلم الجديد مقتبس عن رواية فاطمة دعاس الذاتية لعام 2020 "الأخيرة".

ومرة أخرى، تُظهر حفصية حرزي مواهبها كمخرجة وقناعاتها كامرأة، وكفتاة نشأت في أحياء الطبقة العاملة في مرسيليا - وما يحدث للشباب الذين يبتعدون عن وسطهم الأصلي لأسباب شخصية أو عاطفية أو جنسية أو اجتماعية أو سياسية.

ويشارك في بطولته الفيلم الممثلة الجديدة نادية مليتي في دور ابنة مهاجرين جزائريين في باريس تكافح من أجل الموازنة بين توقعات عائلتها وهويتها الناشئة. ويضم طاقم الممثلين المساعدين بارك جي مين ولويس ميمي ومنى سوالم والعديد من الممثلين غير المحترفين.

تركز أحداث الفيلم على فاطمة، 17 عامًا، أصغر ثلاث بنات، تخطو بحذر وهي تبحث عن طريقها الخاص، وتتصارع مع رغباتها الناشئة، وجاذبيتها للنساء، وولائها لعائلتها الفرنسية الجزائرية المهتمة. تبدأ دراستها الجامعية في باريس، حيث تواعد وتكوّن صداقات وتستكشف عالمًا جديدًا تمامًا، كل ذلك أثناء مواجهة معضلة خالدة ومؤلمة: كيف يمكن للمرء أن يظل صادقًا مع نفسه عندما يبدو التوفيق بين أجزاء مختلفة من هويته مستحيلًا؟.

 

####

 

كان 2025 | «إدينغتون» فيلم كوميديا سوداء غربي

طال انتظاره من إخراج آري أستر

كان ـ «سينماتوغراف»

إذا كان هناك فيلم واحد يتشوق الجمهور لرؤيته في مهرجان كان 2025، فهو فيلم آري أستر الجديد «إدينغتون،Eddington» الذي تم اختياره للمشاركة في المسابقة الرسمية والمنافسة على السعفة الذهبية.

هذه هي المرة الأولى التي يزور فيها المخرج الأمريكي الكروازيت، الذي من بين أفلامه «وراثي» و«ميدسومار» و«بو الخائف».

يؤدي خواكين فينيكس دور الشريف، وتؤدي إيما ستون دور زوجته، بينما يؤدي بيدرو باسكال دور العمدة، ويؤدي أوستن بتلر دور واعظٍ كاريزمي.

تدور أحداث الفيلم، في مايو 2020، حيث اندلعت مواجهة بين عمدة بلدة صغيرة (خواكين فينيكس) ورئيس البلدية (بيدرو باسكال) مما أدى إلى اشتعال حرب أهلية حيث يتنافس الجار ضد جاره في إيدينغتون، نيو مكسيكو.

وفي صور السجادة الحمراء للفيلم يظهر، بيدرو باسكال، إيما ستون، أوستن باتلر، آري استر وخواكين فينيكس، ولوك غرايمز.

حقق فيلم الرعب «وراثي»، أول أفلام أستر، نجاحًا باهرًا في مهرجان صندانس السينمائي عام 2018، وكان من أكثر الأفلام تحقيقًا للإيرادات في ذلك العام.

كما لاقى فيلمه التالي «ميدسومار» إشاداتٍ واسعةً وإيراداتٍ جيدةً في شباك التذاكر، لكن فيلم «البو خائف» لعام 2023، من بطولة فينيكس أيضًا، لم يحظَ بقبولٍ يُذكر.

 

####

 

كان 2025 | «سوق الأفلام» يناقش مخاوف كتّاب السيناريو من الذكاء الاصطناعي

كان ـ «سينماتوغراف»

لم يشذّ مهرجان كان السينمائي عن توجه مختلف القطاعات للجوء إلى الذكاء الاصطناعي، إذ تشهد أروقة سوق الأفلام خلال المهرجان نقاشات في هذا الشأن، في ظل مخاوف بعض كتّاب السيناريو الذين يرون في هذه التقنية خطراً على الإبداع.

وبات الذكاء الاصطناعي موضوع الساعة في الإنتاجات الأميركية الكبرى، و"الشرير" في القصص التي تتناولها الأفلام، ففي فيلم "ميشن إمباسيبل – ذي فاينل ريكونينغ" (Mission: Impossible – The Final Reckoning) الذي عُرض خارج المسابقة خلال مراسم افتتاح النسخة الثامنة والسبعين من مهرجان كان ويُطرح الأسبوع المقبل في صالات السينما، ينبري إيثن هانت (توم كروز) طوال نحو ثلاث ساعات لمقاتلة "الكيان"، وهو ذكاء اصطناعي شرير خرج عن السيطرة ويهدف إلى القضاء على البشرية.

ويعد الفيلم الطويل للغاية (ساعتان و49 دقيقة)، بتقديم كل مفاتيح القصة الملحمية التي بدأت على الشاشة الصغيرة بين عامي 1966 و1973، ونقلها بريان دي بالما إلى الشاشة الكبيرة عام 1996، واختتمها المخرج كريستوفر ماك كويري.

فيما وضع الجزء السابع توم كروز في مواجهة أداة ماكيافيلية عاملة بالذكاء الاصطناعي تسمى "ذي إنتيتي"، يعد الجزء الجديد باستكمال ما انتهى إليه العمل السابق، مع نفس الشركاء على الشاشة، بما في ذلك سيمون بيغ وهايلي أتويل.

بعد واحد من أقوى مشاهد الإثارة في فيلم "ميشن إيمباسيبل"، على متن قطار يسقط في الفراغ، يطير توم كروز هذه المرة متصلا بأجنحة طائرة صغيرة أو يغوص في الأعماق لاختراق غواصة، بحسب اللقطات الأولى التي نُشرت للفيلم الجديد.

ولم يكن محبو شخصية "إيثان هانت" ليحلموا بمكان أفضل لاختتام هذه الملحمة السينمائية التي أصبحت من كلاسيكيات الفن السابع، فيما يستفيد المهرجان من حضور النجم توم كروز البالغ 62 عاما، وهو من النجوم القلائل القادرين على جذب ملايين المشاهدين لمتابعة أعماله.

وفي المهرجان أيضا فيلم "دالواي" (Dalloway) للمخرج الفرنسي يان غوزلان يُطرح في الصالات التجارية في السابع عشر من سبتمبر، ويتناول قصة روائية تعجز عن الكتابة منذ ست سنوات (تؤدي دورها سيسيل دو فرانس)، فتلتحق ببرنامج إقامة فنية مرموق لاستعادة الإلهام.

وتستعين في سعيها إلى تأليف كتابها بذكاء اصطناعي توليدي (بصوت المغنية الفرنسية ميلين فارمر)، يهيمن عليها أكثر فأكثر، مما يدفعها إلى التشكيك في نواياها.

ويطرح يان غوزلان في فيلم التشويق النفسي هذا مسألة تأثير التكنولوجيا على الإبداع. وسأل في هذا الصدد "هل سيكون الذكاء الاصطناعي أداةً ستؤدي في النهاية إلى استعبادنا واستبدالنا؟ إنها مصدر قلق حقيقي".

وأوضح أن شخصية الروائية في الفيلم "تصبح شديدة الإدمان على أداتها القائمة على الذكاء الاصطناعي +دالواي+، ولا تعود عمليا قادرة على الكتابة من دونها".

ولاحظ غوزلان أن "ثمة كتاب سيناريو يستعينون بـ+تشات دي بي تي+ لمساعدتهم"، لكن المُخرج يرفض هذا الواقع.

وأضاف "في مكان ما، عندما يفوّض المرء مهمة ما إلى غيره، يفقد القدرة على تولّيها بنفسه إذا استمر طويلا في تفويضها"، وهو ما يؤدي مثلا إلى فقدان القدرة على الكتابة.

والواقع أن الشركات شرعت في أروقة أكبر سوق للأفلام في العالم خلال مهرجان كان في عرض أشكال مختلفة من الخدمات لتوفير الوقت والمال على شركات الإنتاج.

ورأى المؤسس المشارك لشركة "لارغو دوت إيه آي" (Largo.ai) سامي أربا أن "الذكاء الاصطناعي سيساهم في تحسين الإبداع".

وتُحلل أداته "محتوى الأفلام، وتُقدم رؤيةً ثاقبةً لنقاط القوة والضعف"، شارحا أنها تتيح "تحليل الشخصيات، واقتراح اختيار الممثلين، وتحديد الأنسب منهم لكل شخصية، وتقديم توقعات للإيرادات المتوقعة في شباك التذاكر أو عبر منصات البث التدفقي".

ورأى رئيس الشركة أن الذكاء الاصطناعي يساعد على تقليص موازنات الإنتاج، إذ "يمكّن الناس من اكتشاف أنواع جديدة، وأشكال مختلفة، ويفتح آفاقا جديدة".

ويشدد أربا على أنه "أداة مساعِدة تساهم في تسريع العمل لكنها في الوقت نفسه تجعل الإبداع البشري الأساس".

ولدى "لارغو دوت إيه آي" أكثر من 600 زبون في أوروبا والولايات المتحدة، بدءا من الاستوديوهات وحتى المنتجين والموزعين، لإنتاجات تصل قيمتها إلى 150 مليون دولار.

وقلّل المفوّض العام لمهرجان كان تييري فريمو الاثنين أهمية مخاطر الذكاء الاصطناعي على الإبداع.

وقال "بالنسبة إلى النصوص والأدب، لست متأكدا من أننا يجب أن نشعر بالقلق الشديد"، مؤكدا أن "الأمل لا يزال موجودا، وهو الأمل ممنوح للمبدعين".

وأضاف الرجل الذي يدير منذ 2007 أكبر مهرجان سينمائي في العالم "أنا أنتمي إلى مدرسة فرنسية لحماية المؤلفين، والاستثناء الثقافي، والدفاع عن المؤلفين مهما حدث"، داعيا تاليا شركات التكنولوجيا العملاقة إلى وضع حدود لهذه التكنولوجيا الجديدة.

 

####

 

كان 2025 | عرض «مهمة مستحيلة 8» لتوم كروز

في الصين رغم التوترات التجارية

كان ـ «سينماتوغراف»

أعلنت الشركة المنتجة لفيلم Mission: Impossible – The Final Reckoning على هامش فعاليات مهرجان كان السينمائي الـ 78، عن بدء عرضه في دور السينما الصينية في 30 مايو الحالي، رغم التوترات التجارية القائمة بين الولايات المتحدة والصين.

يعتبر هذا الحدث بمثابة انتصار كبير لصناعة السينما، حيث يستكمل الفيلم مسيرته في تقديم مغامرات البطل الشهير توم كروز.

هذا العرض يأتي في وقت تشهد فيه الصين زيادة ملحوظة في قبول أفلام هوليوود، حيث تم عرض أفلام بارزة مثل Lilo & Stitch وHow to Train Your Dragon مؤخرًا في السوق الصينية وما يعكس رغبة لدى بكين بفتح أبوابها مجددًا للأفلام الأمريكية، رغم التحديات الاقتصادية والسياسية.

وعلى الرغم من التحذيرات الصادرة عن الصين في أبريل المنصرم بشأن خفض استيراد الأفلام الأمريكية بشكل معتدل، فإن هذا العرض يعكس عدم تنفيذ هذه التحذيرات بالكامل وتظل العلاقات التجارية بين البلدين متقلبة، مما يزيد من أهمية هذا الفيلم في سياقها.

مشاهدة الفيلم في الصين تمثل فرصة حيوية لجذب الجماهير وزيادة الإيرادات، خصوصاً وأن سلسلة Mission: Impossible حققت مبيعات تجاوزت 4 مليارات دولار حول العالم ولذلك، ويعد السوق الصينية محط الأنظار لتحقيق نجاحات جديدة.

وقد حصل الفيلم على اهتمام لافت خلال عرضه الأول في مهرجان كان السينمائي، مما زاد من شغف الجماهير لمشاهدته.

 

####

 

كان 2025 | الجناح التونسي في «كان السينمائي 78»

منصة تبرز ملامح الدورة الـ 36 لمهرجان قرطاج

كان ـ «سينماتوغراف»

تثبت السينما التونسية مرة أخرى مكانتها كأحد أبرز الأصوات السينمائية في العالم العربي، من خلال حضورها المتميز في الدورة 78 من مهرجان كان السينمائي الدولي. من خلال جناح تونس الرسمي في القرية العالمية “بانسيارو”.

وهو ليس مجرد مساحة عرض، بل منصة استراتيجية تجمع بين المبدعين التونسيين والعالم، لتعزيز التعاون وتقديم أحدث الإبداعات الفنية التي تعكس روح السينما الوطنية في تطورها المستمر.

وهذه المشاركة تؤكد حرص تونس على دعم مواهبها وتوسيع آفاقها العالمية في صناعة السينما.

ينظَّم الجناح التونسي من قبل المركز الوطني للسينما والصورة تحت اشراف وزارة الشؤون الثقافية ، ويهدف إلى دعم السينما التونسية على المستوى الدولي، من خلال الترويج للأعمال السينمائية الحديثة، وخلق فرص تعاون وشراكات إنتاج مع فاعلين عالميين في المجال.

ويُعدّ هذا الجناح منصة حيوية تجمع بين صناع السينما التونسيين من مخرجين ومنتجين وفنيين، مع نظرائهم من مختلف دول العالم، كما يُخصّص لعرض المشاريع التونسية الجديدة، وتقديم جلسات تعريفية بالبرامج والمبادرات الوطنية في مجالات الإنتاج، التوزيع، والتكوين السينمائي.

وتأتي هذه المشاركة في سياق استراتيجي يعكس التزام تونس بدعم الإبداع السينمائي، وتشجيع المواهب الشابة، والانفتاح على أسواق جديدة، مما يعزز من إشعاع السينما التونسية في المحافل الدولية.

وخلال هذه المشاركة، قدمت إدارة أيام قرطاج السينمائية أبرز ملامح الدورة السادسة والثلاثين، المقرر إقامتها في تونس من 13 إلى 20 ديسمبر 2025. وقد تم تحديد هذا الموعد بعد مشاورات مع فاعلين في القطاع السينمائي التونسي، لتفادي التداخل مع مواعيد مهرجانات سينمائية كبرى في المنطقة خلال خريف 2025، مثل مهرجانات الجونة، القاهرة، الدوحة، مراكش، والبحر الأحمر.

ومن بين الفعاليات المبرمجة في مهرجان كان:

- السبت 17 مايو، الساعة 11:00 صباحًا: الندوة الصحفية الخاصة بمهرجان أيام قرطاج السينمائية.

- الاثنين 19 مايو، الساعة 11:00 صباحًا: جلسة حوارية بعنوان "السينما التونسية: بين الماضي والحاضر".

كما سيستغل فريق أيام قرطاج السينمائية هذه الفرصة لتنظيم العديد من اللقاءات المهنية مع ممثلي مهرجانات السينما العربية والإفريقية، بهدف تعزيز التعاون بين دول الجنوب وتطوير شراكات جديدة تُسهم في تطوير صناعة السينما.

 

####

 

كان 2025 | أول جائزة «غولدن غلوب»  لفيلم وثائقي

في الدورة الـ 78 للمهرجان

كان ـ «سينماتوغراف»

ستُقدّم الممثلة الهوليوودية تيسا تومسون، التي برهنت على براعتها في أفلام مثل "كريد" و"ثور: راجناروك" و"رجال في الأسود: دولي"، أول جائزة غولدن غلوب على الإطلاق لفيلم وثائقي خلال مهرجان كان السينمائي.

تُكرّم هذه الجائزة الافتتاحية، التي تُقدّمها مؤسسة أرتميس رايزينغ، مخرجَ فيلم وثائقي "لمساهمته في تشكيل نوع الأفلام الوثائقية وتغيير نظرة الجمهور للعالم".

وقالت تومسون: "يشرفني دعم هذه الجائزة المهمة، وآمل أن تُسهم في تعزيز الاعتراف بقيمة الأفلام الوثائقية في إيصال الحقيقة للمجتمع".

قالت ريجينا ك. سكالي، المؤسِّسة والرئيسة التنفيذية لمؤسسة أرتميس رايزينغ: "تفخر مؤسسة أرتميس رايزينغ بتسليط الضوء على الأفلام الوثائقية المتميزة في مهرجان كان السينمائي".

وأضافت سكالي : "نؤمن بأن السرد القصصي المؤثر اجتماعيًا أصبح أكثر أهمية من أي وقت مضى في عالمنا المتغير باستمرار. ويسعدنا التعاون مع جوائز غولدن غلوب لتقديم هذه الجائزة الافتتاحية المهمة لمخرج أفلام وثائقية، والارتقاء بهذا النوع من الأفلام".

تضم لجنة تحكيم الجائزة رئيسة جوائز غولدن غلوب، هيلين هوني؛ وسكالي؛ والمؤسس المشارك لشركة إمباكت بارتنرز، جيرالين وايت دريفوس؛ وتومسون.

سيُعلن تومسون عن الفائز بالجائزة في فعالية ضمن فعاليات سوق كان السينمائي في 19 مايو على شاطئ النخيل، والتي تتضمن حلقة نقاش وحفل توزيع جوائز وحفل استقبال،

تُطلق الجائزة أيضًا في الذكرى الثلاثين لجائزة "كان لويل دور" للأفلام الوثائقية التي تقدمها "لا سكام".

وسيحصل الفائز على جائزة نقدية قدرها 10,000 يورو تقديرًا لمساهمته في مجال الأفلام الوثائقية.

 

####

 

كان 2025 | كريستين ستيوارت لا تخشى الفشل

في محاولتها الإخراجية الأولى

كان ـ «سينماتوغراف»

صرحت كريستين ستيوارت نجمة سلسلة أفلام "الشفق"، التي قدمت أول تجربة إخراجية لها في مهرجان كان السينمائي لعام 2025 اليوم الجمعة 16 مايو في قسم "نظرة ما" بفيلمها الجديد "تسلسل المياه" "The Chronology of Water"، أنها لا تخشى الفشل.

وكانت الممثلة، البالغة من العمر 35 عامًا، والتي تحولت إلى الإخراج، صريحة عندما قالت بأنها "لا تُصدق" أنها نجحت في عرض فيلمها الجديد في المهرجان المرموق.

فيلم "تسلسل المياه" لستيوارت مقتبس من مذكرات الكاتبة ليديا يوكنافيتش الصادرة عام 2011 والتي تحمل الاسم نفسه، وهو من بطولة إيموجين بوتس وإيرل كيف.

وصرحت ستيوارت أن لديها "عشرة أفلام أخرى أرغب في إخراجها" وأنها منفتحة على المشاركة في بطولة فيلم من إخراجها بنفسها.

ملخص الفيلم: تكافح الشابة ليديا التي نشأت في بيئة يعصف بها العنف والخمور، لتجد طريقها، وتتمكن من الهرب من عائلتها وتلتحق بالجامعة، حيث تجد ملاذًا في الأدب. شيئًا فشيئًا، تمنحها الكلمات حرية غير متوقعة.

 

####

 

كان 2025 | «إيدينغتون» يُثير جدلاً واسعاً بين النقاد في المهرجان

كان ـ «سينماتوغراف»

آري أستر، مخرج فيلمي الرعب "وراثي" و"ميدسمار"، ليس غريبًا على إزعاج الجمهور.

ولكن مع فيلمه الجديد "إيدينغتون"، الذي عُرض لأول مرة اليوم الجمعة في مهرجان كان السينمائي، ربما يكون أستر قد ابتكر تجربته السينمائية الأكثر قسوة حتى الآن، حيث أجبر الجمهور على عيش عام 2020 من جديد.

تدور أحداث الفيلم في مايو من ذلك العام، ويروي صراعًا في بلدة إدينغتون الخيالية في نيو مكسيكو بين الشريف المحافظ، جو كروس (خواكين فينيكس)، وعمدة المدينة الليبرالي، تيد غارسيا (بيدرو باسكال)، بعد إصرار الأخير على فرض ارتداء الكمامات وإجراءات الإغلاق خلال الجائحة.

"لا وجود لكوفيد في إدينغتون"، يُصرّ كروس رافضًا ارتداء الكمامة، مع أن إحباطه المتزايد من غارسيا قد يكون له علاقة أيضًا بالماضي الرومانسي المعقد للعمدة مع زوجة كروس (إيما ستون).

ولإحباط عدوه، يقرر كروس شنّ حملته الانتخابية الخاصة لمنصب عمدة المدينة، حيث يُلطّخ سيارته الشرطية بـ لافتات مكتوب عليها أخطاء إملائية ("أنت تُتلاعب بك")، وينشر نظريات مؤامرة عن خصمه على الإنترنت.

لكن مع تفجر احتجاجات "حياة السود مهمة" من قِبل إدينغتون، وبدء نشطاء مراهقين بتوجيه كاميرات هواتفهم نحو كروس، أملاً في التقاطه متلبساً بوحشية الشرطة، تُهدد التوترات المتصاعدة في هذه البلدة الصغيرة بإزهاق أرواح الناس يميناً ويساراً.

يحرص أستر على التركيز على اللحظة التي يتمزق فيها النسيج الاجتماعي المتهالك، وقد ألهم الفيلم بالفعل خطوط اشتباك واضحة المعالم بقدر وضوح الأطراف السياسية التي يقصد "إيدينغتون" السخرية منها.

تباينت الآراء الأولية بشدة، وفي حفل كوكتيل أعقب العرض الصحفي اليوم في المهرجان، ساد الجدل بين العديد من النقاد البعض وجدوه جريئاً ومُغامراً، إلا أن المُنتقدين وصفوه بأنه غير مُضحك، ومباشر للغاية، وأكثر ميلاً إلى السخرية من الليبراليين المُزعجين من الشخصيات الرئيسية المحافظة.

 

####

 

مراجعة | «إيدينغتون» لـ آري أستر فيلمٌ ذو ادعاءاتٍ كبيرة وإنجازاتٍ قليلة

كان ـ خاص «سينماتوغراف»

عُرض اليوم فيلم «إدينغتون» لأول مرة في المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي الثامن والسبعين، ويمكن القول أن سرد مخرجه آري أستر الطموح للسياسة الأمريكية اليمينية واليسارية مألوف للغاية، ولكنه بالكاد مُنير.

تدور أحداث الفيلم في بداية جائحة كوفيد، وتحديدًا عام 2020.

تيد غارسيا (بيدرو باسكال) هو عمدة لاتيني لبلدة إدينغتون الخيالية، وهي بلدة صغيرة في سهول نيو مكسيكو القاحلة. إنه سياسي مشهور يسعى لإعادة انتخابه، وتعتمد حملته الانتخابية بشكل أساسي على الاستمرارية، دون الإدلاء بأي تصريحات أيديولوجية حادة.

يقرر الشريف جو كروس (خواكين فينيكس) الانضمام إلى السباق كأبرز منافسيه، مما يُغضب ضابط العدل بسهولة، فهو مناهض للتطعيمات وإرهابي متآمر. ويطالب الجميع بعدم ارتداء الكمامة على الرغم من ادعائه احترام القانون، إلا أنه يجد متعة أكبر في انتهاكه.

بمدة عرض هائلة تقارب الساعتين والنصف، يشرع إدينغتون في تحليل خطاب وهواجس أقصى اليسار واليمين الأمريكيين والسخرية منها دون الانحياز لأي طرف.

غموض أستر السياسي ليس جديدًا على الإطلاق، حيث لم يُبدِ المخرج اليهودي أي آراء أو وجهات نظر حول الصراع بين إسرائيل وفلسطين، بل ظل محايدًا تمامًا. لذا، فإن مقارناته الزائفة ليست مفاجئة.

وعلى الرغم من عدم وجود أي تلميحات إلى الحزبين السياسيين الرئيسيين في الولايات المتحدة، إلا أن المتفرج يستطيع ربط النقاط.

يمثل غارسيا الديمقراطيين، بينما يمثل كروس الجمهوريين. وليس من قبيل المصادفة أن ملصقات حملاتهم الانتخابية مُلطخة باللونين الأزرق والأحمر على التوالي.

فيلم المخرج البالغ من العمر 38 عامًا بأكمله مليء بأكثر نظريات المؤامرة عبثية، الأقنعة تُشجع على خطف الأطفال، واللقاحات لم تُختبر أبدًا، بالإضافة إلى "الحقائق" والأرقام المُصنّعة بشكل غريب. هناك صلة بين المؤامرة والمصادفة، حيث يستغلّ خبراء اليمين على الفور الصدف الرقمية. حملة كروس مُزينة بلافتة كبيرة كُتب عليها "أنت مُتلاعب بك"، مما يُشير إلى وجود صلة بين ميول المؤامرة وضعف التعليم.

ما بدأ ككوميديا سياسية تحول إلى كوميديا جريمة في منتصف القصة تقريبًا، قبل أن ينزلق إلى كوميديا مُملة، مُسلطًا الضوء على العنف المُروع الذي اشتهر به أستر.

أفسح قطع الرأس في فيلم "وراثي" (2018) وانتحارات الجبال المُرعبة في فيلم "ميدسمار" (2019) المجال لجثث مُتفجرة وجمجمة مُشروخة بسكين.

لا شك أن أستر سعى للسخرية من العنف السياسي. لكنه للأسف، وقع في الفخ الذي نصبه لتجنبه، وانتهى به الأمر بالاحتفاء به. يُطلب من المُشاهدين تغيير ولائهم مرتين على الأقل خلال الفيلم، حيث يُسيء الأبطال التصرف، ليتفوق عليهم عدوٌّ أكثر عنفًا وعدوانية.

النتيجة غير جوهرية وغير مضحكة. فيلمٌ ذو ادعاءاتٍ كبيرة وإنجازاتٍ قليلة، باستثناء جرائم القتل المُذهلة والنكات السطحية.

 

####

 

مراجعة فيلم | «الأخت الصغيرة» لـ حفصية حرزي

أول ظهورٍ مُلفتٍ لبطلته نادية مليتي

كان ـ خاص «سينماتوغراف»

مرّت سبع سنوات منذ أن قادت كيت بلانشيت 82 امرأةً على السجادة الحمراء احتجاجًا لهيمنة الرجال على أكبر مهرجان سينمائي في العالم.

وقد تحقّق بعض التقدم منذ ذلك الحين - فقد تضاعف عدد الفائزات بجائزة السعفة الذهبية ثلاث مرات - لكن مهرجان «كان» لا يزال بعيدًا كل البعد عن تحقيق المساواة بين الجنسين، صحيح أن (هناك سبع مخرجات فقط في المسابقة هذا العام)، إلا أن الوضع يتغير بطرقٍ مُختلفة ومُرحب بها للغاية، مُقدّمةً أنواعًا جديدة من القصص النسائية.

فيلم "الأخت الصغيرة، The Little Sister" هو ثالث فيلمٍ للممثلة الفرنسية من أصل تونسي حفصية حرزي، لكنه يتمتع بنضارة العمل الأول في المسابقة الرسمية للمهرجان خلال دروته الـ 78.

في اقتباسٍ لرواية فاطمة دعاس شبه السيرة الذاتية "الأخيرة" الصادرة عام 2022، والتي تحكي قصة صحوةٍ جنسيةٍ لامرأةٍ مسلمةٍ مثليةٍ شابة، تأخذ حرزي بثقةٍ ما كان يمكن أن يكون قصةً تقليديةً للإفصاح عن الميول الجنسية، وتحولها إلى شيءٍ أكثر تحديًا، دراسةٌ للشخصية تجري في أرضٍ محايدةٍ بين عالم الطفولة القمعية وحرياتِ البلوغ.

بطلة الفيلم فاطمة (نادية مليتي)، تشعر بالرعب من اكتشاف عائلتها وأصدقائها في ضاحية باريس ذات الأغلبية المسلمة حيث تعيش، بأنها مثلية، إلا أن خوفها الأكبر على نفسها هو أنها تُقيد نفسها في عقدٍ من أجل التوافق، وهي الآن على وشك اجتياز امتحان البكالوريا (الامتحانات التي ستنقلها من المدرسة الثانوية إلى الجامعة).

فاطمة طالبة مجتهدة، لكنها أيضًا سريعة الانفعال وتغضب عندما يصفها زميل لها بأنها مثلية. لكن لا يُمكنها أن تكون مثلية، فهي مرتبطة بصديق مسلم، يعرض عليها الزواج بطريقة غير رومانسية على الإطلاق، ويتحدث بغرابة عن الأطفال الذين سينجبانهم معًا.

في هذه الأثناء، تُجرّب فاطمة تطبيق مواعدة، تُرتب لقاءات سرية مع جميع أنواع النساء، بدءًا من ليندا، التي تُعطيها درسًا شفهيًا في الاحتمالات العديدة لممارسة الجنس المثلي، ثم تلتقي بفتاة أخرى ثنائية الجنس في حانة للمثليات - "ذا موتيني"، لكن فاطمة تُفضل "الفتيات فقط".

وبالصدفة، أثناء حضورها دورة في "مدرسة محلية لعلاج الربو"، تُفاجأ فاطمة بظهور الممرضة هناك على تطبيقها. إنها جينا (بارك جي مين)، مهاجرة كورية منذ الطفولة، وتنشأ بينهما علاقة صداقة على الفور. ومع ذلك، تعاني جينا من مشاكل نفسية خطيرة، وسرعان ما تكسر قلب فاطمة.

فيلم حرزي لم ينتهِ بعد، فمع تغير الفصول خلال عام كامل، تجد فاطمة نفسها في جامعة مختلطة وبوهيمية للغاية، حيث تسودها روح من الهدوء والنشاط الجنسي، وتبدأ في إعادة التأقلم، ونرى ذلك من خلال مشاهد جنسية قوية بشكل مفاجئ تشير إلى أن حرزي قد تعلمت الكثير - من عبد اللطيف كشيش، الذي شاركته في فيلم "كسكس" عام 2007.

ومع ذلك، لا تزال جينا تثقل كاهل فاطمة، التي تحمل عبء كونها فتاة مسلمة صالحة، مما يدفعها إلى طلب الإرشاد من إمام جامعتها المحلي.

ورغم أن فيلم "الأخت الصغيرة" يبدوا مثيرًا للانقسام، ولكن إذا تأملت إيقاعاته، فإنه يصبح مغريًا للمشاهدة، ومفتاح نجاحه يكمن في بطلته نادية مليتي وهي تؤدي دور فاطمة الهشة والضعيفة، موهبة جديدة لفتت الانتباه وشقت طريقها نحو النجومية في مهرجان كان السينمائي.

 

موقع "سينماتوغراف" في

16.05.2025

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004