ملفات خاصة

 
 
 

آري أستر ينقل وجه أميركا التقليدية إلى مهرجان كانّ

فيلم "المبتلعة" يصور الريف الفرنسي الرجعي عشية نهاية القرن ال20

هوفيك حبشيان

كان السينمائي الدولي

الثامن والسبعون

   
 
 
 
 
 
 

ملخص

مع مشاركة خمسة أفلام أميركية هذا العام في مسابقة مهرجان كان (13 - 24 مايو / أيار)، لا شك في أن الولايات المتحدة، سواء تلك التي تمثلها مرحلة ترامب أو ما قبلها، ستكون محور النقاش والاهتمام.

لا يبدو أن أحدث أعمال المخرج الأميركي المجدد آري أستر، "إدينغتون" (يتسابق على "السعفة")، سيخيّب التوقعات؛ فمضمونه، في نهاية المطاف، يتجاوز كثيراً، جمالياته التي تسعى إلى تحويل الفيلم من عمل عادي إلى كيان غريب يهبط علينا من أقاصي الأرض.

تسود في الأعوام الأخيرة نزعة متزايدة لدى بعض السينمائيين الأميركيين إلى توجيه بوصلتهم نحو أميركا العميقة، تلك المناطق التي يغلب فيها إلى حد ما لون سكاني واحد، حيث الفكر المحافظ يفرض هيمنته الكاملة، الهدف من ذلك يبدو واضحاً: تصوير جهل هذه الفئة، وتخلفها، وتعنّتها، في محاولة لشيطنة أولئك الذين لا ينسجمون مع الصورة المثالية لأميركا، أرضاً للتنوع والانفتاح. كأن هؤلاء السينمائيين "ينتقمون" في معنى ما، من سكان هذه المناطق النائية الذين أوصلوا ترمب إلى البيت الأبيض. 

فيلم آري أستر يأتي في هذا الإطار، هجاء سياسي لاذع يعيد إحياء مفردات الوسترن، هذا النوع السينمائي الذي يعد من بقايا الماضي، ليغرف من الحاضر، ويثير سجالاً واسعاً حول الراهن الأميركي بما يحمل من علل واضطرابات وهواجس جماعية. تدور أحداث الفيلم في زمن الجائحة، وتحديداً في مايو (أيار) 2020، أي في اللحظة التي كان من المفترض أن نكون فيها في مهرجان كانّ لولا إلغاء تلك الدورة بسبب تفشي وباء كوفيد 19.

أما بطل هذه الكوميديا السوداء، التي تنزلق عمداً من منطقها وتفلت من قبضة العقل، فهو شريف (واكين فينيكس) لبلدة صغيرة تدعى إدينغتون تقع في ولاية نيو مكسيكو، يرفض هذا "القبضاي" رفضاً قاطعاً الإجراءات الاحترازية ضد الوباء، ولا يؤمن حتى بوجوده في بلدته. في ظل هذا الإنكار، تسود أجواء محلية مشحونة بالتوجس، وتنتشر نظريات مؤامرة هزلية لا تُصدّق لشدة طرافتها وغرابتها. اختيار هذه اللحظة الزمنية (لحظة كوفيد) ليس أمراً عرضياً، بل تفصيل جوهري يمنح الفيلم بعداً تأويلياً؛ إذ يضعنا أمام مرحلة مفصلية تكشف هشاشة العالم المعاصر، وتعرّي تناقضاته في التعامل مع الكوارث، بين منكر ومصدّق، بين رافض ومُذعن.

مَن سيقف في وجه هذا الشريف؟ إنه عدوه اللدود: العمدة المنتخب حديثاً (بدرو باسكال)، الذي يتحدى الشريف ويدخل معه في صراع محموم، هذا التصادم يشق البلدة نصفين، ويكرّس انقساماً حاداً يعكس الاستقطاب الذي عرفته أميركا والعالم خلال تلك الفترة ولا تزال تعانيه حتى اليوم.

الخلاف بين الشريف والعمدة، الذي يتخذ أحياناً طابعاً كاريكاتورياً، يُغرق البلدة في فوضى عارمة، سرعان ما تتجاوز حدود المعقول لتتحول إلى مواجهة عبثية، عنيفة وساخرة في آن واحد، يصوّرها آري أستر في حال من التيه الكامل أحياناً، وفي أحايين أخرى باستعادة متعمّدة للتوازن، وكأنما يختبر قدرة المشاهد على التماسك وسط هذا الانهيار. لكن كثافة التفاصيل والأحداث المتلاحقة، ضمن إيقاع تصادمي خانق، تُثقل الفيلم وتمنعه من التنفّس بحرية، يُضاف إلى ذلك الزجّ بعدد كبير من القضايا في حيّز سردي واحد: نظريات المؤامرة، العنصرية ضد السود واللاتينيين، تفشّي الشعبوية، انفلات السلاح، وكلها تصبّ في بوتقة من العنف المتسلسل، يبدو بلا نهاية.

ومع أن مدة الفيلم تقترب من الساعتين ونصف الساعة، إلا أن التكرار، والإطالة، ولحظات الوقوف الإخراجي على حافة الهاوية، ترهق المشاهد. ومع ذلك، وبفضل حرفيته المعروفة في أفلامه السابقة، ينجح أستر مراراً في تفادي الانهيار الكلي، كما لو أنه يستعيد السيطرة عند آخر رمق.

الأخوان كووين ليسا بعيدين عن هذه الرؤية الملتبسة لأميركا، لكن أستر يذهب أبعد منهما، ضارباً تحت الحزام، مختصراً الطريق بين السياسي والنفسي، في رؤية سينمائية أقرب إلى برج بابل، يدين فيها الكثير، مستخدماً أدوات ما يدينه، ذاتها. كل ذلك يجري وسط التباس وغموض وضياع متعمّدين، في سيناريو يصعب فكّ شيفراته، مما يترك المشاهد في حال من الانزعاج المشروع، انزعاج يبدو أن أستر يفتعله. 

في التعاون الثاني له مع أستر بعد "بو خائفاً"، يهيمن واكين فينيكس على الشاشة بصفته "الرجل الأول" لدى المخرج، لكن أداءه يتراوح هذه المرة بين التهريج والتكرار، من دون أن يفسح مجالاً للانفعال، في المقابل، يظل ظهور بدرو باسكال وإيما ستون باهتاً، مما يشكل نقطة ضعف واضحة في البنية التمثيلية للعمل.

الريف الفرنسي

الريف بصفته بيئة حاضنة للرجعية هو ما نراه أيضاً في فيلم "المبتلعة" (معروض في قسم "أسبوعا صنّاع السينما")، باكورة أعمال المخرجة الفرنسية لويز إيرمون، إذ نتابع قصة إيميه (غالاتيا بيلوجي)، أستاذة شابة تصل إلى قرية نائية في أعالي جبال الألب، قبيل نهاية القرن الـ20، لتعليم القراءة والكتابة لسكان يغرقون في الجهل والخرافة.

إيميه، التي تبدأ رحلتها كرمز للعلمانية والتنوير، تواجه رفضاً وسخرية، لكنها تدرجاً تؤثر في الأطفال وبعض السكان، بينما تتأثر هي بدورها بالبيئة الجديدة، وتروح تنغمس في نمط حياة مختلف. 

في هذه القرية التي تعرف فقط كاليفورنيا والجزائر كعالمين أسطوريين، يهيمن الغموض، وتتخلل الفيلم أجواء من الأسطرة والمجهول، عاصفة ثلجية تبتلع القرية وسكانها، وتخلق مشهدية بصرية رائعة، تستفيد منها المخرجة إيرمون عبر كادرات كلاسيكية وصورة ضيقة يتناوب فيها البياض الخارجي والعتمة الداخلية، في تعبير بصري عن صراع النور والظلام.

ولكن على رغم الجماليات البصرية والعناية بالصورة، يبدو الفيلم تقليدياً من حيث المضمون، فكرة التحضر التي تمثلها البطلة تنحل تدرجاً في لا يقين الفيلم، إذ تصل إلى لحظة ترى فيها الخرافة والجهل ملاذاً بسيطاً ومريحاً، وبين صدام العقل والإيمان، تظهر مفارقة ساخرة: نساء القرية يعترضن على كتابة الحكايات، معتقدات أن تدوينها يقتل هذه الحكايات، في نقيض واضح لوظيفة السينما ذاتها، التي تخلّد القصص بالصورة.

"المبتلعة" فيلم عن التحوّل، عن هشاشة القناعات، وعن الانصهار في الآخر، حيث لا أحد يخرج كما دخل، لا البطلة، ولا القرية ولا المتفرّج.

 

الـ The Independent  في

17.05.2025

 
 
 
 
 

كانّ 78 – "لا وجود للموت": أين تبدأ الثورة وأين تنتهي؟

هوفيك حبشيان -  كانّ - "النهار"

في خضمّ حملة منظّمة تستهدف كبار الملاّك، تهرب إيلين إلى الغابة، متخلّيةً عن شركائها في مشروعهم الثوري. غير أن مانون، صديقتها ورفيقة دربها، لا تلبث أن تلاحقها كظلّ، حاملةً إليها عرضاً جديداً وفرصةً ثانية. بين العنف والصمت، بين الفعل والخذلان، تجد إيلين نفسها وجهاً لوجه مع ماضيها، ومع أسئلتها الوجودية الكبرى. وإذا أُتيحت لها فرصة أخرى، فإلى أي مدى ستكون على استعداد للذهاب دفاعاً عن مبادئها؟ 

هذه هي الخطوط الرئيسية التي يقترحها فيلم التحريك الكندي "لا وجود للموت" لفيليكس دوفور لابيريير، المعروض ضمن برنامج "أسبوع صُنّاع الأفلام" في الدورة الثامنة والسبعين من مهرجان كانّ السينمائي (13 - 24 أيار). إيلين ورفاقها يطمحون إلى قلب موازين الواقع، إلى إشعال شرارة تُلهب ستاتيكو النظام القائم. غير أن المسافة شاسعة بين الشعارات المعلّقة على جدران غرف المراهقين والطموحات المرجوّة، بين الأهداف المرسومة والواقع العنيد.

الثورة، حين تكون فكرة، تبدو ملهمة ونقية. لكن، ماذا عن تجلّياتها على الأرض؟ وماذا عن الثمن؟ هل العنف وسيلة مجدية، ولو جزئياً، لفكّ أسر المأزق القائم؟ 

يسائل الفيلم: أين تنتهي ارتدادات العنف؟ وما الذي يخلفه في أعقابه؟ من يُشعل الشرارة هل يملك السيطرة الكاملة على النيران التي يطلقها، أم أن الأمور تفلت من يده في اللحظة التي تتحرّر فيها؟ ثم يأتي ذلك الوعي اللحظي، الصادم أحياناً: ماذا لو اكتفينا بما لدينا؟ ومع توالي المشاهد، يتحول الفيلم إلى بيان مؤسس عن التزام قضية، مهما يكن ثمنها باهظاً، وعن شعور ثقيل بالمسؤولية تجاه المستقبل الذي يتكوّر في الأفق وينتظر مَن يصونه.

اختار المخرج لابيريير صوغ فيلمه كحكاية تراجيدية تتخلّلها عناصر خيالية، تمنح السرد عمقاً داخلياً، كاشفةً عن التردّدات والهواجس التي تمزّق الشخصيات من الداخل. في الملف الصحافي للفيلم، يقول: "أعتقد أنني أسقطتُ جزءاً كبيراً من شكوكي، ومن قناعاتي وتناقضاتي، على شخصيات إيلين ومانون، والسيدة العجوز، تلك التي وُضعت هدفاً للهجوم، لكنها في الوقت ذاته تمثّل تلك السيدة الوجه الآخر لإيلين، نقيضها الذي لا ينفصل عنها".

هذه الأسئلة وأكثر، يطرحها الفيلم من دون أن يدّعي تقديم إجابات جاهزة. في لحظات، يبدو كأنه يلامس فكرة الثورة المضادة، أو حتى الاستسلام، لكنه في الجوهر يطرح تساؤلات لا بد أن نواجهها، خاصةً إن كنّا نؤمن بالتغيير من خلال المواجهة. لعلّه يدفعنا إلى إعادة النظر في استراتيجيات أثبتت محدوديتها في مواجهة الواقع الصلب.

فيلم متخم بالأسئلة، عن الذات والوسائل والغايات. ذكّرني بذلك القول المنسوب إلى أكثر من كاتب، بصيغه المختلفة:
"
إذا لم تكن شيوعياً في العشرين، فأنت بلا قلب. وإن كنت لا تزال شيوعياً في الأربعين، فأنت بلا عقل". انه فيلم عن الضياع الحالي، انطلاقاً من استحالة اللجوء إلى العنف، واستحالة القبول بالوضع القائم
.

معظم مشاهد الفيلم يدور حول ملاحقة مانون لإيلين، في رحلة أقرب إلى مطاردة وجودية منها إلى صراع جسدي. مانون لا تريد فقط اعادة إيلين إلى الخطّ، بل تسعى لإجبارها على اتخاذ موقف حاسم: "عليكِ أن تختاري، وإلّا اختار الآخرون عنكِ". هذا المبدأ البسيط، لكن العنيف، يضع إيلين أمام مأزق الوجود في عالم لا مكان فيه للحياد.

ينطلق الفيلم من كليشيه يبدو مألوفاً: "الأغنياء الأشرار الذين يتحكّمون بنا نحن الضعفاء". لكنه لا يكتفي بذلك، بل يتجاوزه إلى مساءلة دور الضحية نفسها، وتحميلها قسطاً من الذنب. إحدى شخصيات الفيلم تلخّص هذا الاتجاه بوضوح: "كلّ هؤلاء الأغنياء وأصحاب النفوذ، ليسوا سوى الجزء الظاهر من مأساتنا. المشكلة الحقيقية تكمن في ما نخفيه داخلنا، في ضعفنا، في خوفنا، في عارنا. هذا هو الجوهر الذي لا نواجهه".
لا تظهر الحيوانات كمجرد عناصر تزيينية أو خلفية طبيعية، بل تحمل في حضورها دلالات. فالطائر الطنّان، على سبيل المثل، يأتي هشّاً، سريع الزوال، عصيّاً على الإمساك. أما العصفور، فيمثّل عودة الروح، استعادة النفس، وبصيص الأمل الذي ينبثق بعد طول انطفاء. في المقابل، الذئاب والخراف تجسّد الثنائية الأزلية بين المفترس والفريسة، في لعبة مطاردة لا تنتهي، كما لو أنها تكرار دائم لمعادلة الحياة والنجاة. لكن حضور الحيوانات لا يتوقّف عند البُعد الرمزي فحسب، بل يمنح الفيلم جسداً نابضاً، ملموساً، مكوناً من لحم وعضل، من هروب وملاحقة، من رغبة فطرية بالحياة. إنها تضفي على الفيلم بعداً حسياً، غريزياً، يعكس شدّة التوتر بين البقاء والاندثار
.

رغم التنقّل الدائم للفيلم بين الأمكنة، لا سيما في الغابة، حيث تتجسّد الهواجس والأفكار في هيئة وحوش مفترسة، فإنه يقدّم وجبة فلسفية ثقيلة تتجاوز حدود السرد المباشر. مانون، في هذا السياق، ليست مجرد مطاردة خارجيّة؛ إنها تمثّل ضمير إيلين، تجسيداً لما تهرب منه: الذات والآخر في آنٍ واحد، السائلة والمُدانة. إيلين ليست سوى صورة منّا جميعاً، بضعفنا واصرارانا وتخبطاتنا واستسلامنا: نثور ونغضب، لكن نتردّد عند لحظة الحسم، لأسباب لا يختصرها الخوف وحده. هناك تردّد أخلاقي، هشاشة داخلية، وقلق وجودي لا يُفصح عن نفسه بسهولة.

ورغم المواجهة المكشوفة بين الشخصيتين، ينسج الفيلم فراغاً عاطفياً يتسلّل بين المشاهد: شعور بالتيه، بالارتياب، بانعدام الأفق. إلى حد أننا، عند النهاية، نجد أنفسنا نتعاطف مع السيدة العجوز التي تطالب الفرقة الثائرة بتصفيتها. فهي ستبدو لنا أكثر اتزاناً، أكثر واقعيةً، وربما أكثر صدقاً. تقول لإيلين جملة توجز الكثير:"أنتِ لا تعرفين ما تفعلين بالخوف. ولا أنا، في المناسبة!". هي لحظة نادرة من وحدة المصير بين المعتدي والمعتدى عليه، بين من يملك القدرة على إيذاء الآخر، ومن لم يعد يعرف كيف يدافع عن نفسه.

يروي فيليكس دوفور لابيريير ان هذا الفيلم كتبه وهو يفكّر في ابنته وابنه، وقد أسقط على مستقبلهما، الذي لا يزال مفتوحاً على جميع الاحتمالات، كلّ ما يخالجه من شكوك وهواجس وآمال كبيرة تسكنه وترافقه. وضع فيه شيئاً من ذاته: تساؤلاته الخاصة، ولاءاته وتردّداته، تنازلاته وجرأته، واقتناعاته، سواء كانت بسيطة أم عميقة. حاول أن يجعل من الفيلم انعكاساً لقلق حقيقي، لكن مشبّع بالحبّ في الوقت نفسه. أراده فيلماً عن الصداقة، الإخلاص والروابط التي تمنح الإنسان معنى، حتى في أكثر اللحظات اضطراباً. يقول: "سؤال مشروعية العنف، مسألة اللامساواة وقضية الالتزام والراديكالية تبرز اليوم كإشكاليات في غاية المعاصرة. فنحن نشهد محاولات لإعادة تشكيل الأنظمة القائمة، وتغييرات عنيفة في بعض البلدان. وللأسف، يعاود العنف الظهور، أو يصبح مرئياً من جديد، أحياناً في أماكن كانت تعتقد أنه بات حكراً على غيرها“.

 

####

 

كانّ 78 – "لستُ هناك": رامبو مر من هنا

هوفيك حبشيان - كانّ 78 - "النهار"

في إطار تكريم المخرج الأميركي تود هاينز، 64 عاماً، بجائزة "لا كاروس دور" من قسم "أسبوعا صنّاع السينما" داخل مهرجان كانّ (13 - 24 أيار)، عُرضت رائعته "لستُ هناك" (2007) التي يمكن اعتبارها تجربة سينمائية يصعب أن تحدّث عنها من دون أن نفقد سحرها. ساعتان من المشاهدة التي تمزج بين لحظات من الألم والمتعة، الانسجام والنفور، الانجذاب والتمدّد في فضاء البهجة. هو فيلم يشبه الحياة في تنقلاتها المتسارعة، وفي عواطفها الحادة التي تفوق قدرتنا على الفهم أو التحليل.

في هذا الفيلم، يجد هاينز الطريقة المثلى للحديث عن بوب ديلان: الإنسان والفنّان والعشيق و"النبي"، الخارج عن القانون، الأب والمواطن والمناضل والشاعر والموسيقي. أغلب الظن أن هناك طرقاً أخرى لعرض سيرته، لكن هذه الطريقة هي التي تقود هاينز إلى انشراح فنّي، نافضاً الغبار عن سينما السيرة الذاتية الأميركية التقليدية، معيداً إليها بعضاً من شجاعتها المفقودة ومجدها المبعثر

يعتمد الفيلم على خمسة ممثّلين مختلفين (وممثّلة واحدة!) لتجسيد شخصية ديلان عبر سبع مراحل من حياته، مستلهماً من أسطورة غناء الفولك الأميركي، وهي الوحيدة التي حصلت على موافقة ديلان شخصياً. الموسيقى في "لستُ هناك" مذهلة، والمعالجة البصرية لتسلسل اللقطات تعيد الأموات من قبورهم، بفضل جمالها الذي يأسر الألباب. توزيع الأدوار يعكس طموحاً من نوع مختلف: كايت بلانشيت، ريتشارد غير، كريستيان بايل، جوليان مور، وغيرهم، يحضرون وكأنهم ريشة في يد فنّان تشكيلي، يُستدعون فقط عند الحاجة، سواء عند التوليف أو السرد. أحياناً، نرى ديلان على هيئة طفل أسود يعزف على القيثارة، منشداً أغاني من تأليفه. أحياناً أخرى، نراه يتقمّص شخصية رامبو في مقر الشرطة. وفي النهاية، يُختم الفيلم بديلان عجوزاً يسكن الغابات، في مشاهد سيكيديليكية لا يمكن أن تُنجز إلا تحت تأثير المخدّرات أو حين يكون الفنّان في حالة انجذاب تام إلى أفكاره. هذه المشاهد تعبر الفيلم، متناولةً خلفية الرواية التي تمتد عبر نحو أربعة عقود من التاريخ الأميركي. من خلال شخصية ديلان، المثال المتجسّد في التمرد والرفض، يقدّم هاينز مزيجاً من الابتكار الفنّي والتساؤلات الوجودية

النتيجة: فيلم غوداري الهوى، صاخب النبرة، وكأن "عفريتاً" مر بين الثقوب في جانبي الشريط السينمائي الخام، وقلب المشاهد في الاتجاه الذي يريده. الفيلم لا يقدّم لنا صورة جديدة لديلان بقدر ما يجعلنا ننسى كلّ ما نعرفه عنه. فهاينز غير معني بتقديم معلومات في شأنه، وإذا حاول تمرير بعضها، فإنه يفعل ذلك بطريقته الملتوية الحالمة، الرومنطيقية والليريكية.

أنجز تود هاينز عملاً بصرياً كان حتماً سينال إعجاب رامبو لو شاهده. إنه بديل صوري لقصائد الشاعر الذي لم يكن ديلان بعيداً من عالمه، بحيث استعان هاينز من عباراته التأسيسية مثل "أنا هو آخر”.

يضع تود هاينز نفسه أمام رهان صعب بدلاً من تسهيل مهمّته: الاعتماد على عناصر غير شفهية لاستذكار ديلان، وعدم اللجوء إلى المسميات. على الفيلم أن يكون سامياً ويستحق أن يرتقي إلى مصاف الأسطورة التي يرويها، أو أن يختفي من وجه الأرض إلى الأبد. وفي سبيل هذا الإبهار البصري المشبّع بالألوان والأصوات والنوستالجيا، يقدم هاينز على خيارات جمالية ومونتاجية وتأطيرية غير تقليدية. وهذه الفوضى الدرامية المخطط لها، التي يشيّد هاينز حكايته على أساسها، ليست سوى الفوضى التي عاش فيها ديلان. فهذه ليست فوضى تسقط على الفيلم بالمظلة، إنما هي فوضى عضوية، و"المسؤول" عنها هاينز وديلان، اللذان لا يبخلان في توظيف "أفظع" الإمكانات.

قبالة كاميرا هاينز، يتحول أمير الفولك والناطق باسم حركة المناضلين الأميركيين إلى شيء مبهم لا وجه له ولا كاريزما ولا حضور. يجرّد هاينز بطله من سطوته، يمحوه تقريباً، مبنياً إياه كضحية أكثر منه مثالاً أعلى للملايين، لكنه يمنحه الحق في التعبير عن نفسه في لعبة مرايا معقّدة. والأهم أنه يتيح له أن يكون هذا الآخر الذي كان يتمناه، انطلاقاً من عبارة "أنا هو آخر”.

 

####

 

كانّ 78 - "المُبتَلَعة": هكذا ابتلعت الخرافات إيميه

هوفيك حبشيان - كانّ - "النهار"

الزمان: اللحظة الفاصلة بين قرن يوشك على الوداع وآخر يوشك على الوصول. المكان: أقاصي الريف في أعالي جبال الألب. الشخصية الرئيسية: إيميه (غالاتيا بيلوجي) أستاذة شابة. مهمّتها: تعليم القراءة والكتابة لسكّان المنطقة الذين يعيشون في ظلام الجهل والخرافات التي تتحكّم بمصائرهم. في بداية الفيلم، نراها في أحد المشاهد الأولى وهي تقرأ ديكارت، وقد بدأت مهمّتها في هذا المكان النائي. الفيلم ممتلئ بشخصيتها الساحرة وحضورها الغامض، تطلّ علينا كما لو انها تجسيد لميثولوجيا، ستأتي وترحل حاملةً سرها معها.

تدور العقدة الأساسية في ”المبتلعة“، أول أعمال المخرجة الفرنسية الشابة لويز إيمون، الذي عُرض في قسم "أسبوعا صنّاع السينما“، على أفكار إيميه ومعتقداتها التي سيواجهها الكثيرون بالسخرية. ورغم ذلك، مع مرور الوقت، ستبدأ الأمور في التلاشي. فبينما يظهر بعض السكّان، خاصةً الأطفال، استجابة معينة لفكرها، فإن إيميه نفسها لن تبقى على حالها. البيئة الجديدة التي دخلتها ستترك تأثيراً كبيراً عليها. احتكاكها المتواصل بالآخرين، وخصوصاً الشباب منهم، سيزرع في قلبها رغبة غريبة، وكأنها تدخل في حوار غير معلن بين الأزمنة المختلفة، وبين المعتقدات المتناقضة وأنماط الحياة المتباينة.

القرية النائية تحمل في طياتها سراً. سكّانها لا يعرفون من العالم الخارجي سوى بلدين: كاليفورنيا والجزائر. ذلك لأن هذين المكانين ارتبطا في خيالهم بنوع من الأساطير التي لا تنتهي. تصل إيميه إلى القرية بوجه ناعم وجميل، وفي البداية يشعرها السكّان بالخوف، لكن سرعان ما تُبتَلع تدريجياً من هذا العالم، وتصبح جزءاً من هذا الكلّ الغريب. أمام تخبّط المرجعية الأولى (العقل)، يزداد الرهان على الغريزة وحاجاتها البيولوجية التي توحّد البشر، فتجرفها في رحلة نقيضة لمهمّتها

ولن تكون الوحيدة التي تُبتَلع؛ إذ ستسهم عاصفة ثلجية في تغطية القرية، في مشهد تحوّله إيمون إلى لوحة انطباعية. لن تقتصر العاصفة على المكان فحسب، بل ستمتد لتطال البشر، إذ يختفي أحد القرويين ويُعتقد أنه قد ذهب إلى الجزائر بعد أن ضل طريقه. والثلوج كثيفة إلى درجة ان السكّان يضطرون إلى ”دفن“ جثّة رجل متوفى على سطح الكوخ الذي تسكن فيه إيميه، فلا مكان آخر يضمن ألا تلتهمه الحيوانات المفترسة!
تقدّم لنا إيمون رؤية بصرية كلاسيكية، مع كادرات تعكس اهتماماً بإغراء البصر وإعادة إحياء التفاصيل الحسية للماضي. تتسم الصور بضيق في الزوايا، حيث يهيمن اللونان الأساسيان: البياض الناصع في الخارج والعتمة المظلمة في الداخل، ممّا يخلق تبايناً رائعاً يعبر عن الصراع بين النور والظلام. الخيارات البصرية لها يد طولى في بث احساساً بالانغلاق رغم الطبيعة الشاسعة التي تحيط بالفيلم.  يبدو كلّ شيء مضبوطاً بدقّة، يتبلور تحت سيطرة مخرجة بدأت للتو مسيرتها خلف الكاميرا
.

لكن على المستوى المفهومي، يصعب فهم الرؤيا الدقيقة للمخرجة، المليئة بالفجوات السردية والبُعد الصوفي، فتيمة الحضارة التي تطرحها في البداية تظهر على أنها ثقل ثقيل، إذ تنقلب سريعاً لتركّز على فكرة الفيلم نفسها، ممّا يعكس حيرة في سرد الأحداث. لافتة أيضاً هي اللحظة التي تدرك فيها إيميه أن الانغماس في الخرافات والجهل قد يمنحها حياة أكثر بساطة وسهولة، من دون الحاجة لمواجهة تعقيدات الحياة. هكذا تلقيتُ الفيلم، وقد تكون له قراءات أخرى، أكثر تعقيداً ربما

لا تخفي إيمون انبهارها بالقرية، متحدثةً عن ”واقعية سحرية“ في مقاربتها للجانر الذي ينتمي اليه الفيلم، مع العلم انها استلهمت حكاية الفيلم من قصص سمعتها من عائلة أمّها عن بعثات علمانية كانت تُرسل إلى هذه البقع الجغرافية البعيدة لنشر الفكر المناقض للدين. هناك المخرجة وبطلتها وهناك الفيلم وسكّانه، والمواجهة واضحة بين الطرفين، حتى ان ثمة مشهد يحكي عن الإيمان غير العاقل. فنساء القرية يعترضن على اقدام إيميه على كتابة قصّة معينة، معتقدين بأن وضعها على دفتر ستقتل تلك القصّة. أليس هذا نقيض ما تفعله السينما التي تخلّد الحكايات من خلال التقطاها في فضاء مادي محدود؟

 

النهار اللبنانية في

17.05.2025

 
 
 
 
 

جناح مهرجان القاهرة السينمائي الأفضل في "كانّ"

القاهرة/ مروة عبد الفضيل

فاز جناح مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، بجائزة أفضل جناح في مهرجان كان السينمائي الدولي، خلال الدورة الـ78 المقامة حاليًا بمدينة كان الفرنسية، متقدمًا على أجنحة تمثل أكثر من 150 دولة من بينها الولايات المتحدة والصين. وهنّأ وزير الثقافة المصري أحمد فؤاد هَنو، الفنان حسين فهمي، رئيس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، بهذا التتويج، مؤكدًا في بيان أن "هذا الفوز يأتي في إطار الجهود المشتركة لتعزيز مكانة السينما المصرية على الساحة الدولية، وإبراز مصر كوجهة جذابة للتصوير السينمائي، ودعم حضورها في المحافل الكبرى بما يعكس ثراء وتنوع المشهد الثقافي المصري".

وجاء التتويج "كثمرة لمشاركة متميزة في سوق مهرجان كان السينمائي، من خلال جناح مصري مشترك جمع بين مهرجان القاهرة السينمائي الدولي ومهرجان الجونة السينمائي ولجنة مصر للأفلام (EFC)، في إطار شراكة تهدف إلى تقديم نموذج تكاملي يعكس قوة السينما المصرية وتاريخها العريق"، وفق البيان.

وقال الفنان حسين فهمي، رئيس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، في البيان نفسه، إن "هذا التتويج اعتراف عالمي بالمكانة التي تحتلها السينما المصرية اليوم، وبالجهود المتواصلة التي نبذلها من أجل تمثيلها بالشكل اللائق في المحافل الدولية". وتابع: "لقد حرصنا على أن يعكس الجناح المصري في سوق مهرجان كان روح التعاون والانفتاح على العالم، من خلال برنامج حافل بالحوار والتفاعل الثقافي والفني، ويمثل خطوة جديدة نحو تعزيز حضور مصر على خريطة صناعة السينما العالمية، وجذب المزيد من الاهتمام الدولي بما لدينا من طاقات بشرية وإمكانات إبداعية ومواقع تصوير استثنائية".

وكان الجناح قد شهد تنظيم عدد من الفعاليات الثقافية والنقاشية، من بينها جلسات حوارية حول صناعة السينما في المنطقة العربية، واستراتيجيات الإنتاج المشترك، وحفلات استقبال للتشبيك بين صنّاع السينما المصريين والدوليين، بما أسهم في جذب الأنظار إلى الحضور المصري اللافت. ويُعد هذا الفوز شهادة جديدة على تطور صناعة السينما المصرية، وقدرتها على المنافسة في أكبر التجمعات السينمائية الدولية، خاصة في ظل نجاح لجنة مصر للأفلام في استقطاب أكثر من 60 إنتاجًا عالميًا إلى مصر خلال السنوات الأخيرة، وهو ما يعزز مكانتها كموقع تصوير سينمائي عالمي.

يذكر أن مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، الذي انطلق عام 1976، هو أعرق مهرجان سينمائي في العالم العربي وأفريقيا، وهو معتمد من الاتحاد الدولي لجمعيات منتجي الأفلام (FIAPF). أما سوق مهرجان كان، الذي تأسس عام 1959، فهو أكبر سوق سينمائي في العالم، ويُعد المنصة الأهم لتبادل الأعمال السينمائية والتعاون الدولي بين المنتجين والموزعين والمهرجانات الكبرى.

 

العربي الجديد اللندنية في

17.05.2025

 
 
 
 
 

أنجلينا جولي تخلّد ذكرى المصورة الفلسطينية فاطمة حسونة في مهرجان «كان»

سلمى خالد

في لفتة إنسانية مؤثرة خلال فعاليات الدورة الـ78 من مهرجان كان السينمائي الدولي، حرصت النجمة العالمية أنجلينا جولي على تكريم المصورة الفلسطينية الشهيدة فاطمة حسونة، التي اغتيلت على يد قوات الاحتلال، وذلك بترديد كلماتها المؤثرة أمام وسائل الإعلام العالمية.

لفتت النجمة الأمريكية أنجلينا جولي الأنظار خلال مهرجان كان السينمائي، عندما خصّت المصورة الفلسطينية الشهيدة فاطمة حسونة بتحية مؤثرة، مستذكرة كلماتها الخالدة التي كتبتها قبل استشهادها، حيث قالت:

"أريد موتًا يسمعه العالم، وأثرًا يبقى على مر العصور، وصورًا خالدة لا يمحوها الزمان ولا المكان." — فاطمة حسونة.

ويأتي هذا التكريم وسط حضور عالمي واسع في الدورة الـ78 من المهرجان، التي انطلقت يوم الثلاثاء 13 مايو وتستمر حتى 24 من الشهر نفسه، بمشاركة عدد كبير من نجوم الفن من مختلف أنحاء العالم.

وشهد حفل الافتتاح تكريمًا لعدد من رموز السينما، أبرزهم الممثل الأمريكي روبرت دي نيرو الذي نال "السعفة الذهبية الفخرية" تقديرًا لمسيرته الفنية الطويلة، كما تم تكريم النجمة الأسترالية نيكول كيدمان بجائزة "المرأة في الحركة"، التي تُمنح للنساء المؤثرات في صناعة السينما العالمية.

 

####

 

الجناح المصري يفوز بجائزة أفضل تصميم من مهرجان كان السينمائي | صور

رانيا الزاهد

فاز الجناح المصري بجائزة أفضل تصميم من سوق الأفلام بمهرجان كان السينمائي الدولي لعام 2025.

وتسلم الفنان حسين فهمي درع الجائزة من لجنة التحكيم المشكلة لمعاينة ومتابعة أنشطة وفعاليات أجنحة الدول المشاركة طوال فترة المشاركة.

وتهدف الجائزة إلى تسليط الضوء على مشاركة وإبداع العديد من المؤسسات التي تتخذ من مهرجان كان مقرًا لها، في القرية الدولية، خلال أيام السوق.

وتأتي أهمية الجائزة من حرص المهرجان وسوق الأفلام على تسليط الضوء على المشاركة الثمينة والمثمرة لجميع المؤسسات المشاركة في المعرض كل عام

واستطاع الجناح المصري الحصول على جائزة أفضل تصميم جناح لعام 2025، بعد أن أعجبت لجنة التحكيم بالتحدي المزدوج الذي واجهه الجناح من حيث المحتوى الثري من مناقشات وندوات وضيوف بالإضافة للتصميم المتميز.

ويقدم الجناح المصري للزائر معلوماتٍ دقيقة وواسعة تغطي مجموعةً واسعةً من المواضيع بأسلوبٍ واضحٍ ومنظم، مع دمجها تلقائيًا في مناقشة حقيقيةٍ.

أما التصميم الحديث النابض بالحياة من مدخل الجناح والاستقبال وحتى ركن الاسترخاء في نهاية اليوم، كان له تاثير كبير على تجربة الزائرين.

وأقيم الجناح المصري في مهرجان كان السينمائي 2025 بتنظيم مشترك بين مهرجان القاهرة السينمائي الدولي ومهرجان الجونة السينمائي ولجنة مصر للأفلام (EFC).

ويهدف إلى إبراز دور مصر كموقع تصوير عالمي فريد ومركز إنتاج سينمائي متكامل، حيث يُسلط الضوء على الإمكانيات الإنتاجية الهائلة التي توفرها مصر.

ودعم المواهب المصرية الشابة، من خلال تنظيم حلقات نقاشية وحفلات استقبال تهدف إلى فتح سبل جديدة للتعاون مع صناع السينما العالمية.

تُبرز مشاركة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في مهرجان كان 2025 رسالة مصر إلى العالم: أن السينما المصرية ليست مجرد صناعة محلية، بل هي قوة ثقافية عالمية قادرة على التأثير والإلهام.

تعكس هذه المشاركة التزام مصر بدورها الريادي في صناعة السينما، ليس فقط على المستوى العربي، بل على الساحة الدولية، حيث تُعد هذه الخطوة بداية جديدة لعصر من التعاون والإبداع السينمائي الذي يربط بين الشرق والغرب.

مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، الذي انطلق لأول مرة في عام 1976، يُعد واحدًا من أقدم وأهم المهرجانات السينمائية في العالم العربي وإفريقيا.

ويتميز المهرجان بمكانته كونه معتمدًا من الاتحاد الدولي لجمعيات منتجي الأفلام (FIAPF)، مما يجعله واحدًا من المهرجانات الدولية القليلة في المنطقة التي تحمل هذه الصفة.

وعلى مدار أكثر من خمسة عقود، نجح المهرجان في أن يكون منصة رائدة لعرض الأفلام من جميع أنحاء العالم، مع التركيز على دعم السينما العربية والإفريقية.

كما يضم المهرجان مسابقات دولية مرموقة مثل المسابقة الدولية للأفلام الروائية الطويلة، بالإضافة إلى ملتقى القاهرة السينمائي الذي يُعتبر جسرًا لدعم صناع الأفلام العرب وربطهم بالمنتجين والموزعين الدوليين.

 

####

 

الفائزون بجوائز النقاد للأفلام العربية في مهرجان كان السينمائي | صور

رانيا الزاهد

أعلن مركز السينما العربية عن الفائزين بجوائز النقاد للأفلام العربية في دورتها التاسعة، والتي أُقيمت على هامش الدورة الـ 78 من مهرجان كان السينمائي الدولي العريق.

وتهدف جوائز النقاد للأفلام العربية إلى تسليط الضوء على أبرز الإنجازات في السينما العربية خلال العام الماضي، حيث اختير الفائزون هذا العام من قبل لجنة تحكيم مؤلفة من 281 ناقداً سينمائياً من جميع أنحاء العالم، وقد أتيح لهم مشاهدة الأفلام من خلال منصة Festival Scope، الشريك الرسمي للمركز.

وإليكم الأسماء الفائزة بجوائز النقاد للأفلام العربية:

أفضل فيلم

شكراً لأنك تحلم معنا! | ليلى عباس | فلسطين

أفضل سيناريو

نبيل عيوش ومريم توزاني | في حب تودا | المغرب

أفضل مخرج

ليلى عباس |شكراً لأنك تحلم معنا! | فلسطين

أفضل ممثلة

نسرين الراضي | في حب تودا | المغرب

أفضل ممثل

آدم بيسا | أثر الاشباح | فرنسا وتونس

أفضل موسيقى

أمين بوحافة | عائشة | فرنسا وتونس

أفضل مونتاج

نواز ديشه وفيليبي غيريرو | سوفتكس | رومانيا وكولومبيا

أفضل تصوير سينمائي

مصطفى الكاشف | قرية قرب الجنة | مصر

أفضل فيلم وثائقي

لا أرض أخرى | فلسطين

أفضل فيلم قصير

ما بعد | مها الحاج | فلسطين

عن جوائز النقاد للأفلام العربية

ونظمت مركز السينما العربية الجوائز، بالتعاون مع MAD Solutions، وجمعية المواهب السينمائية الدولية الناشئة، ومسابقة NEFT الدولية للمواهب السينمائية الناشئة.

وكانت جوائز النقاد للأفلام العربية انطلقت في نسختها الأولى على هامش فاعليات الدورة الـ 70 من مهرجان كان السينمائي، وتمنح الجوائز لأفضل إنجازات السينما العربية سنوياً في فئات أفضل فيلم روائي، ووثائقي، ومخرج، ومؤلف، وممثلة، وممثل، وتصوير، ومونتاج، وموسيقى، إضافة إلى فئة الأفلام القصيرة التي استحدثها المركز بهذه الدورة.

وقد وقع الاختيار على القائمة النهائية المرشحة للجوائز وفقًا لمعايير تضمنت أن تكون الأفلام قد عرضت لأول مرة دولياً في مهرجانات سينمائية دولية خارج العالم العربي خلال عام 2024، وأن تكون إحدى جهات الإنتاج عربية (أياً كانت نسبة وشكل مشاركتها بالفيلم).

 

####

 

مصر تفوز بجائزة أفضل تصميم جناح في الدورة 78 من مهرجان كان السينمائي

بوابة أخبار اليوم

حصدت مصر جائزة أفضل تصميم جناح في الدورة الـ78 من مهرجان كان السينمائي الدولي، في إنجاز جديد يؤكد على مكانتها المتجددة في الساحة السينمائية العالمية. وجاء الفوز بعد عودة متميزة للجناح المصري إلى المهرجان هذا العام.

وقد شاركت مصر هذا العام من خلال جناح موحّد يضم لجنة مصر للأفلام ومهرجان القاهرة السينمائي الدولي ومهرجان الجونة السينمائي، في إطار تحالف استراتيجي جديد يهدف إلى توحيد الجهود وتعزيز الحضور المصري في الفعاليات الدولية، وتقديم صورة متكاملة عن الإمكانيات السينمائية التي تتمتع بها البلاد.

تسلم مسؤولو الجناح الجائزة في أجواء احتفالية مميزة، وبحضور ممثلين عن الجهات الثلاث المشاركة. وقد لاقى الجناح إشادة واسعة من إدارة المهرجان والزوار على تصميمه، ونوعية الفعاليات التي نظمها، والتي تميّزت بالتنوع والثراء المهني والثقافي.

وشهد الجناح المصري خلال أيام المهرجان تنظيم فعاليات يومية شملت حلقات نقاشية رفيعة المستوى، ولقاءات ثنائية، وحفلات استقبال بحضور جماهيري كبير من مختلف دول العالم. وخلال هذه اللقاءات، قدم وفد مصر عرضًا شاملاً للإمكانيات الكبيرة التي توفّرها لجنة مصر للأفلام، التابعة لمدينة الإنتاج الإعلامي من حيث التسهيلات، والتصاريح، والدعم اللوجستي لصناع السينما العالمية الراغبين في التصوير داخل مصر.

كما تم استعراض عدد من الأعمال الكبرى التي تم تصويرها مؤخرًا في مصر، والتي نالت استحسان الحاضرين، وأثارت اهتمام عدد من المنتجين والشركات بتنفيذ مشاريع جديدة في مصر خلال الفترة المقبلة.

ويؤكد هذا الإنجاز أهمية التعاون المشترك بين لجنة مصر للأفلام، ومهرجان القاهرة السينمائي الدولي، ومهرجان الجونة السينمائي، في دعم الحضور المصري على الساحة الدولية، وترسيخ مكانة مصر كمركز محوري لصناعة السينما في المنطقة والعالم.

 

بوابة أخبار اليوم المصرية في

17.05.2025

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004