ملفات خاصة

 
 
 

السينما العربية تعيد اكتشاف نفسها فى الدورة الـ78 بمهرجان كان

خالد محمود

كان السينمائي الدولي

الثامن والسبعون

   
 
 
 
 
 
 

الأفلام تشتبك مع قضايا اجتماعية وسياسية معاصرة بين الواقع والخيال

المصرى «عائشة لا تستطيع الطيران» والفلسطينى «كان ياما كان فى غزة» ينافسان بـ«نظرة ما»

حفصية حرزى وطارق صالح يقتحمان المسابقة الرسمية بـ«نسر الجمهورية» و«الصغيرة الأخيرة»

تشهد شاشة مهرجان كان السينمائى الدولى فى دورته الـ ٧٨، حضورًا قويًا بمشاركة عدد من الأفلام المتنوعة التى تشكل تواجدا خاصا ومميزا للسينما العربية فى المحفل الدولى الكبير، حيث تُعيد أفلام هذا العام تعريف السينما العربية على الساحة العالمية فى عرضها الأول، سواء كان صناعها يعيشون داخل الوطن أو خارجه، بينما الإنتاج المشترك حاضر بقوة فى تلك الأعمال التى تلقى بظلالها على قضايا اجتماعية وسياسية معاصرة ما بين الواقعية التى تمنحنا فرصة لفهم العالم ومساءلته والفانتازيا والخيال الذى يضفى على القصص جمالا وسحرا وبعدا شعريا، كما تغوص فى بعض سنوات من الماضى شكلت جزءا مهما من التاريخ المعاصر من خلال سرديات آسرة وقصصٌ متجذّرة فى الواقع والمقاومة والمشاعر الجياشة.

المخرج السويدى من أصل مصرى طارق صالح، ينافس بالمسابقة الرسمية على السعفة الذهبية بفيلم «نسر الجمهورية» وهو بطولة ليانا صالح وفارس فارس، وشيرين دعبس، وتدور أحداثه حول جورج فهمى، الممثل المصرى الأكثر شهرة، يقع بين ليلة وضحاها فى فضيحة ويكون على وشك خسارة كل شىء، يُجبر جورج على قبول عرض لا يستطيع رفضه.

وهناك الفيلم الفلسطينى «كان ياما كان فى غزة» إخراج الأخوين طرزان وعرب ناصر والذى يشارك فى مسابقة «نظرة ما»، وهو بطولة نادر عبد الحى، مجد عيد، ورمزى قدسى، وتدور أحداث الفيلم فى غزة عام 2007 أثناء صعود حماس، عن يحيى الطالب الشاب الذى يُكوّن صداقة مع أسامة تاجر المخدرات ويبدآن معًا فى بيع المخدرات فى الخفاء من مطعم فلافل، لكنهما يُجبران على مواجهة شرطى فاسد يتسم بالغرور الشديد، ويرويان العقبات التى تواجههما.

وقال المخرجان فى تقديمهما للفيلم «فى قديم الزمان فى غزة، كان يحيى الضعيف، وأسامة المتهور، وسامى المنافق المتملق، ضحايا شعور مشترك بالكبرياء، مدفوعين بغريزة البقاء المشتركة. ومثل العديد من أبطال الشاشة الفضية الكلاسيكيين، يجد هؤلاء الثلاثة مساراتهم متشابكة فى مصير واحد، على خطى أفلام الغرب الأمريكى الحديثة. ستكون الصداقة والانتقام والفكاهة السوداء المكونات الرئيسية للفيلم، مجتمعةً تُشكّل مادةً للتأمل.

ويشارك الفيلم المصرى «عائشة لا تستطيع الطيران» للمخرج مراد مصطفى بمسابقة «نظرة ما»، الفيلم أول تجربة طويلة لمخرجه الذى صنع لنفسه حضورًا مميزًا خلال السنوات الأخيرة من خلال عدد من الأفلام القصيرة التى حظيت بإشادة نقدية واسعة، بدءًا من حنة ورد (2020)، مرورًا بـ خديجة وما لا تعرفه عن مريم (2021)، وصولًا إلى عيسى الذى شارك فى مسابقة أسبوع النقاد بمهرجان كان 2023، ما رسم مسارًا تصاعديًا لمشواره الفنى.

الفيلم يشارك فى إنتاجه تونس، السودان، قطر، السعودية، ألمانيا، وفرنسا، وبطولة بوليانا سيمون، من جنوب السودان، وزياد ظاظا، عماد غنيم، وممدوح صالح، وتدور أحداثه حول «عائشة»، وهى مهاجرة إفريقية فى العشرينيات من عمرها «٢٦عاما» تعيش فى حى عين شمس بالقاهرة، المعروف باحتضانه لجاليات متعددة من المهاجرين. تعمل عائشة كمدبرة منزل فى أكثر من بيت، وتكافح يوميًا وسط أجواء قاسية ومزدحمة تحرمها من لحظات الراحة، فى محاولة للتأقلم مع واقع لا يرحم.

يستكشف الفيلم من خلال حبكته المشهد الاجتماعى والسياسى للمنطقة سعيا لفهم التوترات التى تنشأ بين المصريين والجنسيات الإفريقية المختلفة التى تسكن الحى، ويعتمد مراد مصطفى أسلوبا سينمائيا صامتا يتيح للجمهور الشعور بمعاناة أزمة الهجرة، ويمثل الفيلم عودة السينما المصرية إلى مسابقة «نظرة ما» فى مهرجان كان بعد تسع سنوات.

نال العمل اهتمامًا مبكرًا منذ كان مشروعًا قيد التطوير؛ حيث شارك فى عدد من ورش العمل السينمائية المتخصصة، وحقق خلالها عدة جوائز مرموقة، من أبرزها الجائزة الكبرى لورشة «فاينال كت» ضمن مهرجان فينيسيا السينمائى، والجائزة الكبرى لورش «أطلس» فى مهرجان مراكش السينمائى، وذلك فى أواخر عام 2024، مما ساهم فى تسليط الأضواء عليه كمشروع واعد قبل عرضه الأول المنتظر فى مهرجان كان.

سبق وشارك مراد مصطفى بفيلمه «عيسى» فى مهرجان كان السينمائى الدولى 2023، من خلال مسابقة أسبوع النقاد؛ حيث حصل على جائزتين ضمن 30 جائزة فاز بها بعد ذلك خلال مسيرته، بالإضافة إلى أن الفيلم شارك فى مهرجانات سينمائية كبرى أخرى مثل مهرجان لوكارنو، ومهرجان ملبورن، وشيكاغو وستوكهولم.

المخرجة التونسية الفرنسية حفصية حرزى تشارك فى المسابقة الرسمية للمهرجان بفيلمها الجديد «الصغيرة الأخيرة» بطولة نادية ميليتى، وبارك مين ــ جى وتتناول أحداثه فاطمة، الابنة الصغرى لعائلة من المهاجرين الجزائريين، نشأت فى إحدى ضواحى باريس. تعتبر مواضيع الحب والجنس من المحرمات بالنسبة لها. عندما غادرت المدرسة الثانوية فى الضواحى للتحضير لدراستها، بدأت تبتعد عن عائلتها.

تكتشف فاطمة مشاريع حياة جديدة وتكتشف مثليتها الجنسية، مما يقودها سريعًا إلى الخروج من الحالة المركبة وهذا يؤدى إلى صراع مع عائلتها، ودينها ومع نفسها. يتتبع الفيلم حياة فاطمة وهى تنتقل بين الهوية والتقاليد واكتشاف الذات.

حفيظة حرزى الفائزة بجائزة السيزار لأفضل ممثلة عن دورها فى فيلم «بورجو» للمخرج ستيفان ديموستيه، وهذا هو فيلمها الثالث؛ حيث شارك الفيلم السابق فى مسابقة «نظرة ما»، أما الفيلم الأول فكان فى أسبوع النقاد.

أيضا المخرجة التونسية الفرنسية أريج السحيرى تشارك بفيلمها «سماء بلا أرض» الذى اختير لافتتاح مسابقة «نظرة ما» ضمن فعاليات الدورة الـ ٧٨ من المهرجان، فى عرض عالمى أول.

وقد حظى الفيلم باستقبال كبير لدى عرضه بقاعة ديبوسى بوصلة تصفيق استمرت 15 دقيقة؛ حيث استقبل الجمهور والنقاد المخرجة أريج السحيرى وبطلات فيلمها الثلاث آيسا مايجا وليتيسيا كى وديبورا نانى، وبطل الفيلم الممثل التونسى محمد جرايا ومديرة التصوير فريدا مرزوق بحفاوة وثناء على تقديم حكاية بسيطة عن ثلاث نساء مهاجرات يعشن فى تونس يعشن فى بيت واحد على وشك الانهيار، ويؤازرن بعضهن فى مواجهة واقعهن القاسى ويواجهن تحديات يومية تحت وطأة العنف والتمييز العنصرى، خصوصا بعد وصول طفلة يتيمة تقلب توازن علاقتهن.

وهو مستوحى من أحداث حقيقية وقعت فى تونس فى فبراير، عندما استُهدف المهاجرون من جنوب الصحراء الكبرى بعنف فى وسائل الإعلام وفى الشوارع. وقد أجج الخطاب السياسى الملتهب موجة من العداء، أدت إلى اعتقالات تعسفية وطرد.

وبدأت الإشادات النقدية عقب لحظة نهاية العرض. لخصّ آلان هانتر من سكرين دايلى الحالة التى أثارها الفيلم حيث كتب فيلم «سماء بلا أرض» احتفالًا تشوبه مرارة بالصمود والتضحية، حيث تُقدّم الممثلة الجديدة البارزة ديبورا نانى أداءً رائعًا كروحٍ نابضة بالحياة، مُصمّمة على الصمود فى وجه كل ما تُلقيه الحياة فى طريقها.

أكمل هانتر: «تبنى السحيرى القصة حول التحديات الفردية والجماعية التى تواجهها النساء. وهناك خط واحد حول الأمهات والبنات».

أما فابيان ليميرسييه من سينيروبا، فركز على الجانب الإنسانى العميق فى الفيلم، حيث كتب: «تأسر أريج السحيرى المشاهدين بفيلم إنسانى لا يُصدق، يُركز على ثلاث نساء محبوبات من إفريقيا جنوب الصحراء يعشن فى تونس، ويُطورن وعيًا متزايدًا بالعالم». وأكمل: «بإيقاعه الرائع، وروحه الانسيابية المذهلة فى الحركة والديكور، يزيح فيلم «سماء بلا أرض» ببطء ومهارة الستار عن الجوانب المختلفة لأبطاله الثلاثة».

ويمثل العرض سابقة فى تاريخ السينما التونسية؛ حيث لم يسبق لفيلم تونسى أن افتتح هذه المسابقة الرسمية التى تُعنى بالأصوات السينمائية الواعدة وتتسم بالابتكار والجرأة الفنية.

ويستند السيناريو إلى وقائع حقيقية شهدتها تونس فى فبراير، عندما تصاعدت أعمال العنف وخطابات الكراهية ضد المهاجرين من دول إفريقيا جنوب الصحراء، ما أدى إلى اعتقالات جماعية وحملات طرد. ويوثق الفيلم لحظات التوتر والتضامن فى مواجهة الخطر، ويسلط الضوء على هشاشة المهاجرين وصمودهم فى آن.

سماء بلا أرض هو الفيلم الروائى الثانى للسحيرى بعد «تحت الشجرة»، ويواصل ما وصفته برؤيتها «السينمائية الإنسانية» التى تمزج بين «الواقع والتأمل».

وأكدت السحيرى ميولها إلى الأعمال المستندة إلى الواقع، مضيفة: «أميل إلى الأفلام التى تنطلق من واقع ملموس، لأنها تمنحنا فرصة لفهم العالم ومساءلته.

لكن فى الوقت نفسه، أؤمن أن للخيال دورًا ضروريًا، لأنه يضفى على القصص جمالاً وسحرًا وبعدًا شعريًا يصعب الاستغناء عنه».

وقالت: «أنا فخورة، ومليئة بالحب لكل من صنع هذا الفيلم معى. آمل أن يُسهم كل فيلم، بطريقته الخاصة، فى إنهاء تهميش وتجريد الآخرين من إنسانيتهم». واختتمت كلمتها بتوجيه شكر صادق للجمهور الذى عاش معها الرحلة العاطفية التى نقلها الفيلم. ويعرض مهرجان كان الفيلم الوثائقى الفلسطينى ــ الفرنسى ــ الإيرانى «ضع روحك على يدك وامش» للمخرجة الإيرانية زبيدة فارسى فى تظاهرة السينما المستقلة «أسيد» ACID التى يقام على هامش المهرجان، وهو يتتبع واقع المصورة الفلسطينية فاطمة حسونة (25 عاما)، التى استشهدت فى غزة جراء قصف صاروخى إسرائيلى استهدف منزلها مع أفراد من عائلتها.

وفى نفس التظاهرة يُشارك الفيلم الوثائقى «الحياة بعد سهام» للمخرج المصرى نمير عبد المسيح، فى مهرجان كان السينمائى، وذلك فى عرضه العالمى الأول، وهو إنتاج مصرى فرنسى.

وتبدأ أحداث الفيلم مع لحظة فقدان المخرج والدته، «سهام»، التى رحلت عن عالمنا دون أن يدرك طفلها آنذاك أن الفقد حقيقى ونهائى. لكن فى عالم الطفولة، تبقى الأمهات خالدات. فى محاولة للحفاظ على ذاكرتها حية.

يذكر أنّ المخرج نمير عبد المسيح، عاش السنوات الأولى من حياته فى مصر، قبل أن يرحل إلى فرنسا، حيث التحق بالمدرسة الوطنية العليا لمهن الصورة والصوت «لافيميس» لدراسة الإخراج. وأخرج عدة أفلام قصيرة، كما سبق وشارك فى مهرجان كان، وبرلين، والمهرجان الدولى للفيلم الوثائقى بكوبنهاجن، بفيلم «العذراء والأقباط وأنا»، وفاز بجائزة التانيت الفضى فى أيام قرطاج السينمائية عام 2011، وبجائزة أفضل فيلم وثائقى فى مهرجان الدوحة ترايبكا.

 

الشروق المصرية في

17.05.2025

 
 
 
 
 

مهرجان "كان" الـ78 وسط أجواء مُلتهبة وإبادة غزة

كانّ ــ محمد هاشم عبد السلام

انطلقت مساء 13 مايو/ أيار فعاليات الدورة الـ78 لـ"مهرجان كان السينمائي الدولي" والتي ستتواصل حتى يوم 24 مايو / أيار. والمراسم المعقودة في "مسرح لوميير الكبير"، المُعاد تحديثه وتطويره مؤخرًا بأحدث وأكبر أجهزة الصوت في العالم، لم تخرج كثيرًا عن المعتاد سنويًا، باستثناء أن مقدمها هو الممثل الفرنسي لوران لافيت. حيث التعريف بلجنة تحكيم "المُسابقة الرئيسية"، ويتنافس فيها 22 فيلمًا، وتترأسها هذا العام المُمثلة والمُخرجة الفرنسية جولييت بينوش، التي وقفت على نفس المسرح العام الماضي لتقوم بتسليم "السعفة الذهبية الفخرية" للممثلة الأميركية ميريل ستريب.

اختيار جولييت بينوش لرئاسة لجنة التحكيم أتاح لها إلقاء كلمة بهذه المناسبة، انتهزت خلالها فرصة رثاء المصورة الصحافية الفلسطينية فاطمة حسونة، التي قُتلت في غارة جوية إسرائيلية على غزة، والإعراب عن حزنها لأنه كان من المفترض أن تكون حاضرة وموجودة في المهرجان. ورغم جرأة بينوش وكلمتها المؤثرة لكنها مع الأسف لم تنطق باسم إسرائيل، أو أن من قتلها ويرتكب المذابح والإبادة هي إسرائيل. وهو نفس النهج الذي اتبعته إدارة المهرجان في بيانها عن مقتل فاطمة حسونة. ومع ذلك، تعرضت بينوش لتعليقات صهيونية وإدانات وسخريات ضد كلماتها التضامنية.

في ذات السياق، تعتبر بينوش هي الرئيسة الثانية على التوالي للجنة "التحكيم الرئيسية" بعد المخرجة والممثلة الأميركية جريتا جرويج العام الماضي. وذلك منذ رئاسة أوليفيا دي هافيلاند وصوفيا لورين، عامي 1965 و1966. وهو ما وصفه المدير الفني للمهرجان، تيري فريمو، بالفضيحة، نظرًا لانقضاء 60 عامًا على حدوثه. الحضور النسائي البارز للمخرجات في المسابقة هذا العام، وفي رئاسة لجان تحكيم مختلف المسابقات، مقارنة بالسنوات السابقة، يتماشي وسياسة المهرجان في السنوات الأخيرة، حيث إفساح مساحة أكبر للنساء في مختلف فعاليات المهرجان.

تكريم روبرت دي نيرو

هذا العام، مُنحت أيضًا جائزة "السعفة الذهبية الفخرية" لأميركي، وهو المُمثل المُخضرم أو "الأسطورة" على حد وصف بيان المهرجان روبرت دي نيرو، تكريمًا له ولمسيرته السينمائية الحافلة. سلمها له المُمثل الأميركي الشهير ليوناردو دي كابريو. وذلك، بعد كلمة موجزة تحدث فيها دي كابريو عن علاقته الممتدة مع معلمه وأستاذه دي نيرو أو "بوب"، كما ينادونه، وتدعيمه له خلال مسيرته. الإعلان عن اختيار دي نيرو، 81 عامًا، كان مثيرًا لتساؤلات عديدة. مثلا، إن تم اختياره بمحض الصدفة أو بسبب العلاقة الشائكة والهجوم المتكرر والمعارضة الحادة من جانب دي نيرو للرئيس الأميركي دونالد ترامب؟

الأمر يصعب حسمه تمامًا، لكن كان مؤكدًا أن دي نيرو لن يفوت الفرصة أبدًا لانتقاد رئيسه، الذي وصفه بالمتعجرف في كلمته الموجزة التي ألقاها فور تسلم الجائزة، ووصفه صراحة بـ"عدو الفن" و"يمثل خطرًا على الفنون والديمقراطية"، وختمها بضرورة الوقوف ضد الفاشية والعنصرية. وكذلك، الاحتجاج والتصدي لما سيقدم عليه الرئيس من فرض ضرائب على الصناعة؛ "لا يمكنكم وضع سعر على الإبداع، لكن من الواضح أنه يمكنكم فرض ضريبة عليه". ومن ثم، فإن "السكوت لم يعد خيارًا"، بحسب كلماته.

"لأول مرة، يفتتح فيلم تونسي "سماء بلا أرض" لأريج السحيري مسابقة "نظرة ما"، مسلطاً الضوء على الواقع المأزوم للمهاجرين الأفارقة في تونس"

فهل فعلا سيجري الترتيب والتنسيق للاحتجاج على هذه الرسوم؟ أمر رفض تيري فريمو التعليق عليه بشكل صريح ومباشر باسم المهرجان، وأبدت جولييت بينوش في المؤتمر الصحافي تفهمها لكون الرئيس الأميركي يُكافح، ويحاول بطرق مختلفة "إنقاذ أميركا وحمايتها وإنقاذ نفسه".

*****

عقب حفل الافتتاح، الذي لم يخل من تناول السياسة والحرب وعدم الأمان والخوف مما يجري عالميًا، وأوضح بحسم لإدارة المهرجان، وغيره من المهرجانات، استحالة الزعم بالابتعاد عن السياسة وعدم التعاطي معها والاكتفاء بالفن، عُرض الفيلم الفرنسي الغنائي "الرحيل يومًا" للمخرجة إميلي بونان.

فيلم الافتتاح

في فيلمها "الرحيل يومًا"، وعبر قصة رومانسية غنائية عصرية، غير جديدة كليا، باستثناء طريقة التناول والمعالجة، وتطور الشخصيات وتقلبات مشاعرها، تطرح إميلي بونان عدة قضايا تخص العلاقات الإنسانية المعقدة.
تدور الأحداث حول سيسيل (جولييت أرمانيه)، الطاهية الباريسية التي تستعد لتحقيق حلمها بافتتاح مطعمها الخاص الفاخر. لكن، قبل أسبوعين على الافتتاح، تُربك الظروف الطارئة حسابات سيسيل كلها. إذ تعلم بحملها غير المتوقع، وغير المرغوب فيه، لكنها تخفي الأمر عن حبيبها سُفيان (توفيق جلاب) تجنبًا لأي صدام. كما يتعرض والدها لنوبة قلبية ثالثة كادت تودي بحياته. ما يضطرها، بضغط وتشجيع من سفيان، إلى العودة سريعًا إلى مسقط رأسها في الريف الفرنسي لرؤية والديها والبقاء معهما لفترة للمساعدة في شؤون المطعم.
هناك تلتقي بأصدقاء سنوات المراهقة والدراسة. من بينهم نتعرف على باستيان (رافائيل تينريرو)، حبيبها القديم، الذي تركها ذات يوم بدون سبب واضح. تدريجيًا، يبدأ باستيان في التقرب منها كثيرًا. وبدافع الحنين، تجد نفسها تدريجيًا تستعيد بعض اللحظات الماضية، وتتجدد المشاعر القديمة. تتقرب منه بعض الشيء، ويبادلها باستيان نفس الشيء، رغم حبها وإخلاصها لحبيبها، ورغم التزام باستيان الصادق تجاه زوجته وابنه. من خلال الأحداث البسيطة غير المفتعلة، وتطور العلاقات بين الشخصيات، تجنبت المخرجة الانزلاق إلى التكرار المعهود أو التوقع المسبق للأحداث في هذه النوعية من الأفلام الرومانسية، والتي لم تكن فقراتها الغنائية مزعجة أو مقحمة.

افتتاح تونسي لـ"نظرة ما"

من ناحية أخرى، افتتحت مساء الأربعاء 14 مايو/ أيار، فعاليات مُسابقة "نظرة ما". المُسابقة التالية في الأهمية لـ"المُسابقة الرئيسية"، وتتنافس فيها الأفلام الأولى أو الثانية للمخرجين والمخرجات، وتضم هذا العام 20 فيلمًا، وتترأسها المخرجة وكاتبة السيناريو والمصورة البريطانية مولي مانينغ ووكر، التي قالت في كلمتها التقديمية إنها فخورة بالاختيار وتتمنى أن تكون قراراتها ديمقراطية، على النقيض مما يحدث في بلدها.

المثير أن فيلم افتتاح التظاهرة هذا العام هو التونسي "سماء بلا أرض" للتونسية أريج السحيري. إذ لم يسبق لفيلم تونسي افتتاح هذه المسابقة الرسمية. فيلم "أرض بلا سماء" هو أحدث افتتاح عربي لهذه التظاهرة، وذلك بعد أن افتتحت في عام 2016 بالفيلم المصري "اشتباك" لمحمد دياب.

في جديدها "سماء بلا أرض" حاولت أريج السحيري، من خلال أداء تمثيلي جيد ومقنع، نقل الواقع المأزوم للمهاجرين الأفارقة في تونس. حيث تصاعدت حملات التحريض ضدهم، مما أدى إلى موجة عنف واعتقالات تعسفية وحالات طرد قسري.

"وقّع أكثر من 350 سينمائيًا عالميًا رسالة احتجاج تحت عنوان "في كان... لا يجب إسكات رعب غزة"، تخليدًا لذكرى المصورة الفلسطينية فاطمة حسونة"

قصة الفيلم مستوحاة من هذه الوقائع، وتسلط الضوء على العواقب التي تفجّرت بسبب خطابات الكراهية والخوف من الآخر.

تدور الأحداث حول "ماري"، وهي قسيسة من كوت ديفوار، وصحافية سابقة تعيش في تونس، التي تفتح أبواب منزلها أمام "ناني"، أم شابة تطمح لبداية جديدة وإقامة شرعية تتيح لها جلب ابنتها من بلدها، و"جولي"، الطالبة الجامعية صاحبة الإقامة الشرعية في البلاد بحكم دراستها، والحالمة بمستقبل عريض ينتظرها. كما تصل طفلة يتيمة إلى البيت بعد فقدان عائلتها المهاجرة، ما يزيد الأمور تعقيدًا. تستعرض الأحداث علاقتهن معًا، والاختبارات القاسية الكاشفة عن مدى هشاشتهن وضعفهن في ظل أجواء من التمييز والخوف وانسداد الأفق.

مُشاركات عربية

ينافس المخرج المصري السويدي طارق صالح في "المسابقة الرئيسية" بفيلمه الجديد "نسور الجمهورية"، وهو ثالث فيلم له، والأخير في ثلاثية "القاهرة"، "حادثة فندق النيل" (2017)، وقد نال "جائزة لجنة التحكيم الكبرى" في "مهرجان صندانس"، ثم تلاه فيلم "ولد من الجنة" الحائز على جائزة "أفضل سيناريو" في "مهرجان كان" عام 2022.

كما تحضر في المهرجان الممثلة والمخرجة الفرنسية التونسية الأصل حفصية حرزي. تنافس حفصية في "المُسابقة الرئيسية" لأول مرة، وذلك في خامس عمل لها خلف الكاميرا، ويحمل عنوان "الأخيرة الصغيرة"، وهو مقتبس من رواية بنفس العنوان للكاتبة الجزائرية فاطمة داعس، نشرت عام 2020.

كما يُعرض في قسم "نظرة ما"، إضافة إلى فيلم "أرض بلا سماء" لأريج السحيري، الفيلم المصري "عائشة لا تستطيع الطيران" للمخرج مراد مصطفى، ليمثل مصر في مسابقة غابت عنها منذ 10 سنوات تقريبًا. من فلسطين، يعود المخرجان التوأمان طرزان وعرب ناصر، هذه المرة للمشاركة في مسابقة "نظرة ما" بجديدهما "كان ياما كان في غزة".

وقد خلت تظاهرة مهمة، هي "أسبوع النقاد"، من الأفلام العربية الطويلة، الروائية أو الوثائقية. أما تظاهرة "أسبوع المخرجين" فيعرض فيها الروائي الطويل "كعكة الرئيس" للعراقي حسن هادي. وفي قسم "أسيد" الحديث نسبيًا، يعرض الوثائقي المصري "الحياة بعد سهام" لنمير عبد المسيح. وبهذا، لا تتجاوز المشاركات العربية هذا العام 7 أفلام روائية طويلة ووثائقية. وكان التواجد العربي قد بلغ 15 مشاركة قبل 3 أعوام، مما يثير أسئلة كثيرة عن أحوال ومستقبل السينما العربية.

بعيدًا عن الأفلام العربية، تشهد "سوق المهرجان" هذا العام مشاركة كثيفة من جانب الدول العربية، وبعضها لم يحضر للمشاركة في السوق منذ 10 سنوات أو أكثر. من أبرز الوجوه الجديدة أو العائدة الجناحان العراقي والمصري، وغيرهما من الأجنحة العربية المتجاورة معًا جنبًا إلى جنب. من ناحيتهم، طلب القائمون على الجناح العراقي نقل الجناح الإسرائيلي بعيدًا عن مكان تواجده. الأمر الذي استجابت له إدارة السوق والمهرجان بإبعاد الجناح الإسرائيلي لمكان آخر، بعيدًا عن منطقة الأجنحة العربية. استجابة سريعة لا شك في أنها وضعت في الحسبان البعد الأمني والابتعاد عن أية تطورات قد تخرج عن السيطرة.

رسالة احتجاج: لا يجب إسكات رعب غزة

عشية انطلاق المهرجان، وقع أكثر من 350 من صناع السينما، بينهم: ريتشارد جير، وسوزان ساراندون، وخافيير بارديم، وبيدرو ألمودوفار، وروبن أوستلوند، وديفيد كروننبيرج، رسالة مفتوحة في "ليبراسيون" الفرنسية تحت عنوان: "في كان... لا يجب إسكات رعب غزة". الرسالة، التي قيل إن جولييت بينوش سحبت توقيعها عليها في اللحظات الأخيرة، جاءت تخليدًا لذكرى المصورة الفلسطينية فاطمة حسونة (25 عامًا)، التي قُتلت في غارة إسرائيلية منتصف الشهر الماضي، بعد يوم من الإعلان عن الفيلم المُشاركة فيه، وهو وثائقي بعنوان "ضع روحك على كفك وامش"، للإيرانية الفرنسية زبيدة فارسي.

قرار اللحظة الأخيرة

رغم سخونة المشهد السياسي والأجواء المتوترة، والتي لا يمكن التكهن بتطوراتها خلال الأيام القادمة، أضاف المهرجان لمسته الخاصة ليزداد الأمر سخونة، وذلك بإعلانه فجأة عن فرض قواعد خاصة للزي، سيما النسائي، أكثر صرامةً من ذي قبل، تمنع العُري والفساتين الطويلة أو الملابس الفضفاضة. ما أثار تساؤلات كثيرة، وحتى دفع بعض النجمات إلى استبدال الفساتين الطويلة أو العارية بأخرى تناسب القانون الجديد. كان المهرجان قبل سنوات قد منع ارتداء الأحذية غير الأنيقة أو ذات الكعب العالي أو الحفايات. وكذلك التقاط الصور الشخصية أو ما يعرف بالسيلفي، متذرعًا بأن كل هذه الأمور تعطل السجادة الحمراء أو قد تؤدي لحوادث سقوط، ما قد يؤثر على سلامة الحضور.

ومع هذا، ارتبكت السجادة الحمراء مع أول يوم في الافتتاح، وذلك إثر وقفة احتجاجية مفاجئة نفذها عمال المهرجان بعنوان "تحت الشاشات... الفقر"، وهي حركة تضم قرابة 300 من العاملين في مختلف المهرجانات الفرنسية، وتطالب منذ سنوات بالحصول على حقوق اجتماعية أسوة بزملائهم في القطاع الفني، وإدماجهم في نظام التأمين ضد البطالة الخاص بقطاع الترفيه الفرنسي. وقد رفع المتظاهرون اللافتات حمراء، وأطلقوا الصافرات أثناء مرور النجوم، مما أجبر الشرطة على التدخل لفضّ التجمع.

 

ضفة ثالثة اللندنية في

17.05.2025

 
 
 
 
 

مهرجان "كان".. الفيلم الإسباني "سيرات" بين متاهة الصحراء المغربية والبحث عن السراب

"sirat" صور في صحراء المغرب لمجموعة من الشباب تهرب من صخب المدينة

كان (جنوب فرنسا): سعد المسعودي

يستعرض المخرج الإسباني أوليفر لاكس، مهاراته السينمائية التي تعودنا عليها في كل فيلم. وفي فيلمه الجديد "سيرات" (sirat) الذي صور في صحراء المغرب لمجموعة من الشباب تهرب من صخب المدينة.

يلجأ "Sirāt" إلى الصحراء للبحث عن حياة مختلفة يرسمها هو ويعيش بها. يفاجئنا في أول لقطاته بالفيلم بالصوت العالي حيث تتوسط الصحراء مكبرات صوت ضخمة استعدادًا لحفلة "رايف" لفرقة موسيقية في عمق الصحراء المغربية لمجموعة من الشباب وهم يمارسون طقوس الرقص الخاص بهم على صوت الموسيقى العالي.. يتراءى لنا رجل متوسط العمر "لويس"، يؤديه سيرجي لوبيز برفقة ابنه الصبي "استيفان" وهو يبحث وسط الرقص الصاخب عن ابنته التي فقدت منه قبل عدة أشهر، لكن هذه الرحلة تتحول تدريجيًا إلى مواجهة البحث عن الوجود والعائلة المفقودة، رحلة تتقاطع فيها الذاكرة بالخوف، والانتماء بالتيه وسط الصحراء الرملية، والواقع بالهلوسة والضياع.

المهمة المستحيلة

البحث عن الصحراء بعيدا عن متاعب الحياة لم يكن حلا في نهاية المطاف، حيث تتقاطع مصائر الغرباء في نشوة جماعية مضطربة، وجوه لا تشبهنا، وجوه شاحبة وأجساد امتلأت بالوشم، ورجال مشوهة معالم وجوههم وأياد مقطوعة، وآخر برجل مشوهة ويد مبتورة في إشارات جسدية مشحونة بالرمزية والاضطراب.

ومع الأصوات العالية للموسيقى الإلكترونية الثقيلة، وهي من تأليف كاندينغ رايط، تبدأ الشرطة المغربية بمحاصرتهم وإسكات صوت موسقاهم، لكن مجموعة شاذة عن المجتمع وهاربة من القانون تستطيع الهرب رغم حصار الشرطة المغربية.

ويستطيع الرجل والابن اللحاق بهم ليجدا نفسيهما وسط الصحراء، وبدلا من البحث عن ابنته صار يبحث عن النجاة بروحه بعد أن فقد ابنه في مشهد مأساوي بعد أن سقط في الوادي العميق.. استغنى عن البحث عن جثة ولده وراح يبحث عن الخلاص في عمق الصحراء.

وهنا يبدع مصور الفيلم "مورو هيرسي" بتصوير الصعود إلى قمة الجبل وسط الصحراء وحيث تنقلك الكاميرا من زحام الحشود إلى صمت الطريق المفتوح، في رحلة تجعل المشاهد مشدودا طوال الفيلم.

 

العربية نت السعودية في

17.05.2025

 
 
 
 
 

«القاهرة السينمائي» أفضل جناح في سوق مهرجان «كان»

القاهرة: «الشرق الأوسط»

فاز «مهرجان القاهرة السينمائي الدولي» بجائزة أفضل جناح في سوق مهرجان كان السينمائي الدولي، خلال الدورة الـ78 المقامة، راهناً، بمدينة كان الفرنسية، وفق بيان لوزارة الثقافة المصرية، السبت، وسط أجنحة تمثل أكثر من 150 دولة، من بينها الولايات المتحدة والصين.

وعدّ وزير الثقافة المصري، أحمد فؤاد هنو، هذا الفوز يأتي في إطار «الجهود المشتركة لتعزيز مكانة السينما المصرية على الساحة الدولية، وإبراز مصر وجهة جذابة للتصوير السينمائي، ودعم حضورها في المحافل الكبرى».

وشاركت مصر في سوق «كان» بجناح مشترك جمع بين مهرجان القاهرة السينمائي الدولي ومهرجان الجونة السينمائي ولجنة مصر للأفلام (EFC)، لتقديم نموذج يعكس قوة السينما المصرية وتاريخها العريق.

وأبدى الفنان حسين فهمي، رئيس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، سعادته بهذا التتويج، وعدّه اعترافاً عالمياً بالمكانة التي تحتلها السينما المصرية اليوم، وبالجهود المتواصلة من أجل تمثيلها بالشكل اللائق في المحافل الدولية.

وأوضح أنهم حرصوا على أن «يعكس الجناح المصري في سوق مهرجان كان روح التعاون والانفتاح على العالم، من خلال برنامج حافل بالحوار والتفاعل الثقافي والفني، ويمثل خطوة جديدة نحو تعزيز حضور مصر على خريطة صناعة السينما العالمية، وجذب المزيد من الاهتمام الدولي بما لدينا من طاقات بشرية وإمكانات إبداعية ومواقع تصوير استثنائية»، حسب تعبيره.

ونظمت مصر فعاليات ثقافية وحلقات نقاشية بجناحها في سوق «كان»، حول صناعة السينما في المنطقة العربية، واستراتيجيات الإنتاج المشترك، كما تم تنظيم حفلات استقبال للتشبيك بين صنّاع السينما المصريين والدوليين.

ويعدّ هذا الفوز شهادة جديدة على تطور صناعة السينما المصرية، وقدرتها على المنافسة في أكبر التجمعات السينمائية الدولية، خصوصاً في ظل نجاح لجنة مصر للأفلام في استقطاب أكثر من 60 إنتاجاً عالمياً إلى مصر خلال السنوات الأخيرة، وهو ما يعزز من مكانتها بوصفها موقع تصوير سينمائي عالمياً، وفق البيان.

وانطلق مهرجان القاهرة السينمائي الدولي عام 1976، وهو أحد أعرق المهرجانات السينمائية في العالم العربي وأفريقيا، وهو معتمد من الاتحاد الدولي لجمعيات منتجي الأفلام (FIAPF).

فيما تأسست سوق مهرجان «كان» عام 1959، وتعدّ أكبر سوق سينمائية في العالم، ومنصة مهمة لتبادل الأعمال السينمائية والتعاون الدولي بين المنتجين والموزعين والمهرجانات الكبرى.

وكان مهرجان القاهرة السينمائي الدولي قد أعلن في أبريل (نيسان) الماضي عن عودة الحضور المصري في سوق مهرجان «كان» بدورته الـ78، من خلال جناح يضم أكبر مهرجانين سينمائيين في مصر هما «القاهرة السينمائي» و«الجونة»، بالإضافة إلى لجنة مصر للأفلام.

وقال الناقد الفني المصري، طارق الشناوي، إن هذا الإنجاز يؤكد أن مصر لم تعد فقط لسوق «كان» بعد غياب عشر سنوات، ولكنها عادت بقوة وحصلت على جائزة أفضل جناح بفضل التعاون المشترك بين مهرجان القاهرة السينمائي ومهرجان الجونة ومدينة الإنتاج الإعلامي عن طريق اللجنة المسؤولة عن تصوير الأفلام الأجنبية بمصر.

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «فريق العمل في الجناح بقيادة حسين فهمي أثبت قدرته على الحضور بالفعاليات المتنوعة والمشاغبات والمشاحنات الإيجابية، التي تصب في صالح صناعة السينما، وإن كانت إمكاناته المادية ليست كبيرة كما يقال، ولكنه يضم مجموعة تعمل بجدية».

 

الشرق الأوسط في

17.05.2025

 
 
 
 
 

سينما الفلسطينيين تعكس حقباتهم السياسية..

“واترملون+” منصة أفلام لإسماع صوتهم

(ا ف ب) بيروت:

تسعى منصة أُطلِقَت أخيراً لأن تُشكّل “موطناً” لأفلام الفلسطينيين، وتتيح “إسماع صوتهم”، على ما أفاد مؤسساها بعد إعلانهما عنها، الخميس، ضمن مهرجان كان السينمائي، فيما يلاحظ باحثٌ أصدر كتاباً عن الفن السابع الفلسطيني أنه يواكب حقبات سياسية أساسية في النزاع مع إسرائيل.

وتجمع منصةُ “واترملون +” للبث التدفقي، التي أطلقتها شركة “واترملون بكتشرز” في الولايات المتحدة، نحو 60 فيلماً، من بينها أعمال لأبرز المخرجين الفلسطينيين، بعضها نال جوائز وشارك في مهرجانات عالمية، وتدور أحداث الكثير منها في قطاع غزة، الذي يواصل الجيش الإسرائيلي قصفه، منذ انطلاق الحرب الأخيرة ضد حركة “حماس”، قبل عام ونصف عام.

أحد مؤسسي المنصة: تصوير الفلسطينيين وكأنهم مجرّدون من الإنسانية، وحجبهم، هو ما يُغذي الإجراءات ضدهم

ويقول الأمريكي من أصل فلسطيني حمزة علي، الذي أسس المنصة مع شقيقه بديع، لوكالة فرانس برس، رداً على سؤال وُجه إليه بالبريد الإلكتروني من بيروت: “نسعى إلى أن تُشكّل هذه المنصة موطناً للأفلام الفلسطينية وصانعيها”.

أما شقيقه بديع، فيرى، في تصريح لوكالة فرانس برس، خلال وجوده في مهرجان كان في جنوب غرب فرنسا، أن “شيئاً لن يتغير ما لم نُسمِع صوت الفلسطينيين”.

ويضيف: “تصوير الفلسطينيين وكأنهم مجرّدون من الإنسانية، وحجبهم، هو ما يُغذي الإجراءات” ضدهم. ويُشدد على ضرورة جعل الأصوات الفلسطينية “المُتجاهَلة” مسموعة في الولايات المتحدة، حليفة إسرائيل.

ويؤكد حمزة علي أن هذه المنصة، التي تضم أيضاً الأمريكية من أصل فلسطيني ألانا حديد، الأخت غير الشقيقة للعارضتين جيجي وبيلا حديد، “هي الوحيدة راهناً التي تُركّز على الأفلام الفلسطينية”، بعدما خضعت هذه الأعمال “لتقييد شديد” على المنصات المعروفة، عقب الهجوم غير المسبوق لحركة “حماس” على إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023.

  بين الانتفاضتين مروراً بأوسلو

 واختيرت الأفلام الفلسطينية التي تعرضها المنصة “بعناية فائقة، بناءً على قيمتها الفنية ونجاحها ومدى توافرها”، وهي أعمال “من العقود الأخيرة”، وفق ما يوضح حمزة علي.

وفي كتاب “سيرة لسينما الفلسطينيين”، الصادر أخيراً عن “مؤسسة الدراسات الفلسطينية”، يُحلّل الكاتب والناقد السينمائي الفلسطيني سليم البيك خصائص سينما الفلسطينيين من خلال أفلامهم الروائية الطويلة، من “عرس الجليل” (1987) لميشيل خليفي، إلى “الأستاذ” لفرح النابلسي، الذي أُطلق قبل شهرين من اندلاع حرب غزة عام 2023، وهو العمل الروائي الطويل الأول للمخرجة الفلسطينية البريطانية، التي سبق أن رُشّحت للأوسكار عن شريطها القصير “الهدية”.

وإذا كان فيلم “عرس الجليل” تمحوَر على الوضع الذي كان يعيشه الفلسطينيون خلال الانتفاضة الأولى بين عامي 1987 و1993، فإن البيك يُدرج الأفلام التي أعقبته ضمن ما يصفه بـ “سينما أوسلو”، في إشارة إلى اتفاقات أوسلو بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية في مطلع تسعينات القرن العشرين.

ويشير إلى أن “الشخصيات في سينما أوسلو تتسم بالبؤس، وتفتقر إلى الأمل وروح المقاومة والتغيير، وتُسلّم بالأمر الواقع”.

ويوضح البيك أن هذه الأفلام، ومن بينها أعمال لميشيل خليفي ورشيد مشهراوي وإيليا سليمان، هي “بمثابة ذاكرة حية لمرحلة في تاريخ الفلسطينيين المعاصر، ومرجع لنفسية الفلسطينيين في تلك الحقبة”.

ويصف الأفلام ما بعد عام 2000 بأنها “أكثر واقعية (…) وهي متأثرة بالانتفاضة الثانية” أو “انتفاضة (المسجد) الأقصى” بين عامي 2000 و2005، “ولدى شخصياتها رغبة في المقاومة أو تُعبّر عن غضب وتمرد”.

ويلاحظ أن السينما الفلسطينية من عام 2000 إلى اليوم “تركّز على الموضوع الاجتماعي، والخلافات الفلسطينية- الفلسطينية المتمثلة في الاقتتال بين حركتي “فتح” و”حماس” عام 2007، فيما تراجعت مواضيع المواجهة مع إسرائيل”.

حمزة علي: المنصة، التي تضم أيضاً الأمريكية من أصل فلسطيني ألانا حديد، الأخت غير الشقيقة للعارضتين جيجي وبيلا حديد، هي الوحيدة راهناً التي تُركّز على الأفلام الفلسطينية

محدودية المساحات والشخصيات

 وإضافة إلى “عرس الجليل” و”الأستاذ”، تشمل قائمة أعمال منصة “واترملون +” أفلاماً، من بينها “عمر” لهاني أبو أسعد، و”خمس كاميرات محطمة” من إخراج عماد برناط والإسرائيلي غاي دافيدي، و”المطلوبون الـ18″ لعامر شوملي، ويتناول قصة حقيقية عن إخفاء سكان بلدة بيت ساحور في الضفة الغربية 18 بقرة لإنتاج الحليب في مزرعة جماعية أعلن الجيش الإسرائيلي أنها تُشكّل تهديداً للأمن القومي.

وأدرجت المنصة كذلك “من المسافة صفر”، الذي يمثل فلسطين في الأوسكار هذه السنة، وهو مشروع توثيقي سينمائي أُنتِج عام 2024، أداره المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي، ويضمّ 22 فيلماً قصيراً لمجموعة من السينمائيين والفنانين في قطاع غزة وثّقوا قصصهم خلال فترة حرب غزة.

ويرى البيك أن وطأة الواقع الفلسطيني تنعكس “بشكل ثقيل على السينما الفلسطينية، وهذا الانعكاس يُسبّب محدودية المساحات والشخصيات. فالشخصية لا تستطيع أن تجتاز إلى الطرف الثاني بسبب الجدار أو الحاجز أو الجندي الإسرائيلي الذي يدفع الفلسطيني إلى العودة من حيث أتى أو يزجه في السجن”.

ويلاحظ أن ثمة جوامع مشتركة بين الأفلام الفلسطينية “هي السوداوية (…) والمشهد الأخير هو نفسه المشهد الأول، إذ تعود الشخصية إلى النقطة التي بدأ فيها الفيلم من دون أن تكون أنجزت شيئاً”.

 

القدس العربي اللندنية في

17.05.2025

 
 
 
 
 

جناح مهرجان القاهرة السينمائي الدولي

يفوز بجائزة أفضل جناح في سوق مهرجان كان السينمائي 2025

سيدتي - نت

في إنجاز جديد للسينما المصرية، فاز جناح مهرجان القاهرة السينمائي الدولي بجائزة أفضل جناح في سوق مهرجان كان السينمائي الدولي، خلال الدورة الـ78 المقامة حاليًا بمدينة كان الفرنسية، متقدمًا على أجنحة تمثل أكثر من 150 دولة من بينها الولايات المتحدة والصين.

وزير الثقافة المصري: "الفوز يأتي في إطار الجهود المشتركة لتعزيز مكانة السينما المصرية"

وهنّأ الدكتور أحمد فؤاد هَنو، وزير الثقافة، الفنان حسين فهمي، رئيس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، بهذا التتويج، مؤكدًا أن هذا الفوز يأتي في إطار الجهود المشتركة لتعزيز مكانة السينما المصرية على الساحة الدولية، وإبراز مصر كوجهة جذابة للتصوير السينمائي، ودعم حضورها في المحافل الكبرى بما يعكس ثراء وتنوع المشهد الثقافي المصري.

جاء هذا التتويج كثمرة لمشاركة متميزة في سوق مهرجان كان السينمائي، من خلال جناح مصري مشترك جمع بين مهرجان القاهرة السينمائي الدولي ومهرجان الجونة السينمائي ولجنة مصر للأفلام (EFC)، في إطار شراكة تهدف إلى تقديم نموذج تكاملي يعكس قوة السينما المصرية وتاريخها العريق.

حسين فهمي: "خطوة جديدة نحو تعزيز حضور مصر على خريطة صناعة السينما العالمية"

وقال الفنان حسين فهمي، رئيس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي: "يعد هذا التتويج اعتراف عالمي بالمكانة التي تحتلها السينما المصرية اليوم، وبالجهود المتواصلة التي نبذلها من أجل تمثيلها بالشكل اللائق في المحافل الدولية".

وتابع: "لقد حرصنا على أن يعكس الجناح المصري في سوق مهرجان كان روح التعاون والانفتاح على العالم، من خلال برنامج حافل بالحوار والتفاعل الثقافي والفني، ويمثل خطوة جديدة نحو تعزيز حضور مصر على خريطة صناعة السينما العالمية، وجذب المزيد من الاهتمام الدولي بما لدينا من طاقات بشرية وإمكانات إبداعية ومواقع تصوير استثنائية".

وشهد الجناح تنظيم عدد من الفعاليات الثقافية والنقاشية، من بينها جلسات حوارية حول صناعة السينما في المنطقة العربية، واستراتيجيات الإنتاج المشترك، وحفلات استقبال للتشبيك بين صنّاع السينما المصريين والدوليين، بما أسهم في جذب الأنظار إلى الحضور المصري اللافت.

ويُعد هذا الفوز شهادة جديدة على تطور صناعة السينما المصرية، وقدرتها على المنافسة في أكبر التجمعات السينمائية الدولية، خاصة في ظل نجاح لجنة مصر للأفلام في استقطاب أكثر من 60 إنتاجًا عالميًا إلى مصر خلال السنوات الأخيرة، وهو ما يعزز من مكانتها كموقع تصوير سينمائي عالمي.

مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.. أعرق مهرجان سينمائي في العالم العربي

جدير بالذكر أن مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، الذي انطلق عام 1976، هو أعرق مهرجان سينمائي في العالم العربي وأفريقيا، والمعتمد من الاتحاد الدولي لجمعيات منتجي الأفلام (FIAPF). أما سوق مهرجان كان، الذي تأسس عام 1959، فهو أكبر سوق سينمائي في العالم، ويُعد المنصة الأهم لتبادل الأعمال السينمائية والتعاون الدولي بين المنتجين والموزعين والمهرجانات الكبرى.

 

####

 

نيكول كيدمان قبل حصولها على جائزة المرأة في الحركة:

مهرجان كان السينمائي كان جزءًا من حياتي

سيدتي - نت

سيتم الاحتفاء بالممثلة والمنتجة نيكول كيدمان، في مهرجان كان السينمائي حيث ستتلقى جائزة «المرأة في الحركة» على هامش فعاليات المهرجان في حفل يجمع صناع الأفلام والمواهب وأعضاء لجنة التحكيم والمديرين التنفيذيين.

تم إطلاق برنامج «المرأة فى الحركة» في عام 2015 لتسليط الضوء على الإبداع والمساهمة التي قدمتها المرأة، سواء على الشاشة أو خارجها، في عالم الثقافة والفنون، وستكون نيكول الفنانة العاشرة التي تحصل على الجائزة بعد دونا لانجلى، جين فوندا، جينا ديفيس، سوزان ساراندون، إيزابيل هوبير، باتى جينكينز، جونج لى، سالما حايك بينولت، فيولا ديفيس وميشيل يوه.

نيكول كيدمان: "فخورة بالانضمام إلى هذه القائمة من النساء الاستثنائيات"

وقالت كيدمان، التي حضرت مهرجان كان آخر مرة في عام 2017 لتسلم جائزة الذكرى السبعين، «إنه لشرف حقيقي أن أتلقى هذه الجائزة من فرانسوا، وتييري، وإيريس، أصدقائي في مجموعة كيرينج المنظمة، وكذلك مهرجان كان السينمائى».

وأضافت: «فخورة بالانضمام إلى هذه القائمة من النساء الاستثنائيات اللاتي حصلن على هذا التكريم قبلي ــ الفنانات ورائدات الأعمال اللاتي أعجب بهن بشدة»، مشيرة إلى أن «مهرجان «كان السينمائي» كان جزءًا من حياتي لأكثر من 30 عامًا وأنا سعيدة بإضافة هذا التقدير المذهل إلى العديد من الذكريات التي صنعتها هنا».

وقال فرانسوا هنرى بينولت، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة كيرينج: «بالنسبة لهذه النسخة السنوية من Women In Motion، كانت نيكول كيدمان، التى تجسد تمامًا روح البرنامج، هي الخيار الواضح».

وذكرت إدارة المهرجان «من خلال معاييرها الفنية، وخياراتها الملتزمة، وعملها الملموس لتغيير صور المرأة في السينما، تُعدّ مثالاً واضحًا على ما دافعت عنه منظمة «نساء في الحركة» لعقد من الزمن».

عملت كيدمان مع نخبة من أعظم مخرجي الأفلام في العالم، منهم ستانلى كوبريك، جين كامبيون، لارس فون ترير، باز لورمان، صوفيا كوبولا، جاس فان سانت ورين، مُجسّدةً أدوارًا معقدة وقوية ساهمت في تحديث وتحسين صورة المرأة على الشاشة.

وقال تييرى فريمو، المندوب العام لـ مهرجان كان السينمائى: «نيكول كيدمان ممثلة موهوبة للغاية. لقد تركت مسيرتها السينمائية الغنية، وأداؤها البارع والمثير بصماتهما على تاريخ السينما المعاصرة. لقد عملت مع أبرز المخرجين، مانحةً إياهم تنوعها وحساسيتها اللانهائية. دورًا تلو الآخر، ومع الفروق الدقيقة ونقاط القوة والعيوب الخاصة بكل شخصية، جسّدت كيدمان نساءً يتحررن من قيودهن».

وأشادت رئيسة مهرجان كان السينمائى إيريس نوبلوخ بالتزام نيكول كيدمان بـ تمكين المرأة وقالت: «عندما تعمل ممثلة عظيمة مع ما يقرب من عشرين مخرجة فى غضون بضع سنوات، فإنها تُظهر للعالم مدى حيوية موهبة المرأة فى السينما حقًا».

من خلال كل هذه المشاريع، وبالطبع من خلال شركتها الإنتاجية، منحت نيكول كيدمان كل من يكتب ويخرج ويروى القصص كل الاهتمام الذي يستحقه هذا الصوت القوي والمتميز والعصرب الحازم هو ما نفخر بالاحتفاء به هذا العام.

فازت نيكول كيدمان بجائزة أفضل ممثلة في مهرجان فينيسيا الماضي ورُشِّحت لجائزة غولدن غلوب عن تجسيدها الجرىء لدور رئيس تنفيذى تبدأ علاقة غرامية في فيلم «بيبي جيرل». وكانت أيضًا قد حصلت على جائزة الإنجاز مدى الحياة التاسعة والأربعين من معهد الفيلم الأمريكي العام الماضي.

 

سيدتي نت السعودية في

17.05.2025

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004