ملفات خاصة

 
 
 

ريتشارد لينكلايتر "يخطف الأنفاس" في مهرجان كانّ

هوفيك حبشيان - كانّ - "النهار"

كان السينمائي الدولي

الثامن والسبعون

   
 
 
 
 
 
 

السينيفيليون سيفتنون به، والنقّاد سيسهبون في تحليله، أما المهرجانات فستتناقله كما تتناقل النار في الهشيم. إنه "موجة جديدة"، الفيلم الأحدث للمخرج الأميركي ريتشارد لينكلايتر، الذي شاهدناه مساء السبت ضمن مسابقة مهرجان كانّ السينمائي الثامن والسبعين (13 - 24 أيار)

لينكلايتر، العاشق الأبدي لـ”الموجة الفرنسية الجديدة”، التي شكّلت له ولجيله من السينمائيين خلف الأطلسي مصدر إلهام لا ينضب، يعود بهذه التجربة إلى المهرجان الذي كان أعطى منصّة لهذا التيار الثوري، يوم انطلقت شرارته مع فيلمي “سيرج الجميل” لكلود شابرول و”الحياة الماجنة” لفرنسوا تروفو في أواخر خمسينات القرن الماضي.

في "موجة جديدة”، يقدّم لينكلايتر تحية ثلاثية البُعد: إلى السينما، إلى غودار، وإلى الفكر الثوري الناشئ من داخل الفنّ والتجريب والمغامرة، والذي لا يعترف بالحواجز، بل يخترقها ليصوغ مساره الخاص. الفيلم أكثر من استذكار زمني، انه احتفاء بروح التمرد، وإعادة طرح لأسئلة الفنّ والمعنى والحرية بأسلوب معاصر ينظر إلى الماضي بامتنان

يبدأ الفيلم بتوثيق البدايات الأولى لما أطلقت عليه فرنسواز جيرو لاحقاً اسم "الموجة الجديدة"، مع تقديم ظريف لأبرز وجوه هذا التيار: كلود شابرول، فرنسوا تروفو، جان لوك غودار، إلى جانب إريك رومير وجاك ريفيت، وجميعهم، أو معظمهم، خرجوا من عباءة النقد السينمائي قبل أن يصنعوا تاريخاً جديداً على الشاشة.

يركّز الفيلم بشكل خاص على الأسماء الثلاثة الأولى (شابرول، تروفو، غودار) ويمنح حيزاً لافتاً لشخصية جورج دو بورغار، المنتج الأسطوري الذي آمن بموهبة غودار ومنحه فرصة إخراج “على آخر نفس” (1959)، من دون أن يطلب أي ضمان سوى أن يؤفلم غودار سيناريو تروفو، الذي كان قد أثبت نفسه بقوة في كانّ من خلال فيلمه الطويل الأول "الحياة الماجنة".

بعد هذه المقدّمة، يأخذنا لينكلايتر في رحلة شغوفة إلى كواليس تصوير "على آخر نفس"، الفيلم الذي صُوِّر في 20 يوماً فقط، وكان بمثابة مختبر حيّ للأفكار التي أرست أسس "الموجة"، عبر قطيعة جذرية مع قواعد السينما الكلاسيكية. كان الأمر قلباً للطاولة على "السينما القديمة" التي كان غودار ورفاقه يرفضونها بازدراء، مستثنين منها أسماء قليلة مثل جان رونوار، جان بيار ملفيل، روبير بريسون وروبرتو روسيلليني، والأخير كان يعدّه غودار إله السينما، ونراه، في مشاهد ظريفة للغاية، وهم يستقبلونه في مكاتب "كاييه دو سينما"، كمريدين في حضرة المعلّم، راسمين ملامح مشروع ثوري لا يرى السينما كوسيلة ترفيه، إنما كأداة تفكير وتحرر.

على امتداد ساعة وخمس وأربعين دقيقة، يصحبنا لينكلايتر في رحلة إلى كواليس "على آخر نفس"، في سرد يستند إلى أبحاث معمّقة أجراها المخرج لينقل الينا الوقائع بأكبر قدر من الأمانة والدقّة. سنتابع غودار وهو يتعامل مع ضغوط من كلّ صوب: من منتج يسعى إلى فيلم "سكسي" يشد الأنظار، إلى الممثّلة الأميركية جان سيبيرغ، المترددة في خوض مغامرة قد تأتي بالضرر على سمعتها، والتي كانت أُقنعت بالمشاركة مقابل 15 ألف دولار، بعد أن كانت نجمة تحت إدارة أوتو برمينغر في هوليوود.

سنرى غودار وهو يتحوّل من ناقد شاب يجلس خلف آلة كتابة، يسرق المال من صندوق المجلة التي يعمل فيها ليتمكّن من السفر إلى مهرجان كانّ والتصفيق لرفيقه تروفو، إلى مخرج يقلب موازين السينما، ويخترع "قواعد" لم يكن لها وجود قبله. والمقصود بـ"القواعد" غياب القواعد. يقتصد في المصاريف، يبتكر حلولاً لكلّ عقبة، ويتنقل في مواقع التصوير بدفتر صغير في جيبه وسيجارة لا تفارقه.

يضرب غودار بالسيناريو عرض الحائط، مستنداً فقط إلى أفكار ونظريات استخلصها من سنوات طويلة من المشاهدة والتفكير، مما يفضي إلى حالة من الارتباك داخل فريق العمل. الممثّلون والتقنيون لا يعلمون بالضبط ماذا يفعلون، ولا إلى أين يتّجه بهم هذا المشروع الغامض. هذه النقاشات العفوية، والمواقف العبثية التي تجمعه بطاقم الفيلم، تشكّل نسيجاً بورليسكياً، لكنها في عمقها ترسم صورة عن ولادة مشروع سينمائي غير مسبوق.

الفيلم ينقل بمهارة ذلك الجو الفوضوي الخلّاق، حيث لم يكن أحد يعلم فعلياً ما الذي يصنعه، وفي مقدمهم غودار نفسه، الذي كثيراً ما كان يقرر إلغاء التصوير فجأةً أو يكتفي بتصوير مشاهد قصيرة مرتجلة بحثاً عن الإلهام. ومع ذلك، ومن رحم هذه الفوضى، وُلد فيلم أصبح أيقونة وكتابة جديدة لتاريخ السينما من نقطة الصفر.

يمنحنا لينكلايتر امتياز النظر إلى غودار وجماعة "الموجة" بالمفعول الرجعي؛ فنشعر وكأن الشخصيات على الشاشة تستشرف المستقبل. وعندما يمزح أحدهم على البلاتو قائلاً إنهم سيدخلون التاريخ، يرد عليه المنتج ساخراً: "من الأفضل أن تدخلوا التصوير أولاً". بهذا المزاج المرح، وبتلك العفوية الممزوجة بالصراحة والفكر المتفلّت من كلّ قيد، تتشكّل عملية التصوير، رغم ما يعترضها أحياناً من خلافات، أبرزها مشهد شجار محتدم مع المنتج، لكن الأمور تعود سريعاً إلى طبيعتها ضمن "الشلة" التي توحّدها روح التجربة المشتركة.

لينكلايتر لا يكتفي بسرد قصّة ببلادة. نراه يعيد بناء عالم متكامل من العدم. يعود بنا إلى زمن الأبيض والأسود، إلى خامة بصرية وصوتية تنبض بروح الستينات، يُنجزها بإتقان يكاد لا يُصدَّق. كلّ تفصيل، من خطوات المارة في شوارع باريس، إلى إيقاع الطَرق على الأرصفة، إلى ظلّ الرمادي الحقيقي على الجدران، كلّ ذلك يحضر بإدارة فنية مذهلة تعيد الحياة الى تلك اللحظة التاريخية. حتى السيجارة في يد أحدهم، تُمسك بطريقة لا يمكن أن تكون إلا من ذلك الزمن، والدخان المتصاعد منها ليس مجرد مؤثّر بصري، بل توقيع زمني. هكذا، يضعنا لينكلايتر أمام قطعة حية من الماضي، لا بوصفها مادة نوستالجية، أنما كإعادة طرح لروح السينما حين كانت تنبض بالمغامرة والتجريب والتحدي.

ولعل أجمل ما في "موجة جديدة"، أن مَن يقف خلفه ليس مخرجاً فرنسياً، بل أميركي. هذا وحده منح الفيلم حساسية مختلفة، وشحنة جمال عارمة. لقد أتى لينكلايتر إلى هذه القصّة كمن يسعى إلى الكنز، لا كمن ورثه. ثمة فرق بين مَن وجد الأشياء بعد عناء، ومن وُضعت في طريقه على طبق من فضّة. هذه المسافة، وهذا الجهد، هما ما يمنحان التجربة بُعداً إنسانياً. هناك دائماً جمال خفيّ في التبادلات الثقافية. والسينما، على عكس الواقع، لا تجعل من فيلم أميركي يصوّر فرنسياً مادة أقل أصالةً. لأن السينما، كما كان يقول غودار نفسه، وطن منعزل، قائم بذاته، لا يعترف بالحدود ولا بالجنسية.

عنصر آخر يستحق التوقّف عنده، هو المقاربة الهزلية. نضحك كثيراً في "موجة جديدة". لا لأنه فيلم كوميدي بالمفهوم التقليدي، بل لأنه يلامس ذاكرة السينيفيليين برشاقة. الضحك هنا متعة مضاعفة: متعة التعرّف الى شخصيات شكّلت وعينا السينمائي، ومتعة التلاعب المحب بهذه الأيقونات. خاصةً لأولئك الذين يحملون لـ"الموجة الجديدة" مكانة عاطفية وفكرية. وهذا الضحك، في جوهره، جزء من سبب قبولنا لممثّلين لا يشبهون تماماً غودار أو تروفو أو شابرول. لكن المفارقة أن ذلك لا يهم. فالممثّلون لا يقلّدون، بل "يجسّدون". لا يسعون الى تكرار الأصل، بل الى إعادة روحه. وهذا أكثر صدقاً. غيّوم ماربك، مثلاً، لا يحتاج إلا إلى الكيفية التي كان يلفظ فيها غودار حرف السين كي يصير غوداراً. وتكفي نظارات على وجه شابرول ليتحوّل فجأةً إلى مخرج "دجال بالخل". التمثيل هنا ليس محاكاة، بل فهم عميق للشخصيات. وهذا ما التقطه لينكلايتر منذ البداية. لم يطلب منّا أن نؤمن بالأشخاص كما هم في الواقع، بل أن نفهمهم كما هم في خيالنا. هكذا يُبنى الجسر بيننا وبينهم: عبر الصورة، ولكن أيضاً عبر الشعور.

ولعل الأهم من هذا كله هو ان "موجة جديدة" ليس مجرد فيلم عن غودار، إنما تذكير بمدى مركزية هذا الرجل في تطور السينما. ما كان في زمنه مجرّد تجريب عبثي في نظر البعض، بات اليوم هو "النورم"، القاعدة، النموذج الذي يُحتذى. ولو اقتصر الفيلم على هذه الإشارة فقط، لكان كافياً في قيمته. وليس غودار وحده ما يستدعي التقدير هنا، بل أيضاً التقنيات التي واكبت انطلاقته، وساهمت في تشكيل ملامح السينما الحرة. يضيء لينكلايتر على دور المصوّر راوول كوتار، ذلك الشريك الصامت، الذي رسّخ بعمله ما أصبح لاحقاً "قواعد" جديدة للصورة.

أخيراً، هل يمكن القول إن لينكلايتر فكّك الأسطورة؟ بمعنى، هل أزاح الهالة عبر التنقّل بين الشاشة والحياة، وذلك عبر كشف كواليس التصوير، وبأنه جعل من أناس نراهم كأساطير مجرد أفراد حائرين يلتفون حول جثّة بلموندو ممدّداً على الأرض، من دون أن يعرفوا ما يريده غودار؟

الجواب قطعاً: لا.

فما فعله لينكلايتر ليس تفكيكاً بالمعنى الهدمي. لقد فكّك الأسطورة فقط ليُحصّنها، ليجعلها أكثر قرباً، لا أقل قداسة. لم يقدّم لنا غودار بطلاً مطلقاً، بل إنساناً مشغولاً بالأسئلة، تائهاً أحياناً، لكنه مسكون بالحلم. وبهذا، بقيت الأسطورة كما هي.

 

النهار اللبنانية في

18.05.2025

 
 
 
 
 

الأم ليست كما عرفناها: سرديات مغايرة في مهرجان كان

سينمائيون وسينمائيات حملوا شخصياتهم النسائية تجليات معقدة بعيداً من الصور النمطية

هوفيك حبشيان 

ملخص

من بين أبرز المواضيع التي طغت على برمجة مهرجان كان السينمائي لهذا العام (13 - 24 مايو "أيار" الجاري)، تبرز الأمومة كخيط سردي عاطفي يربط بين أفلام متباينة في الشكل والأسلوب، ولكن موحدة في انشغالها بهذا الرابط الإنساني الأول.

من الأمومة التي تتحول إلى عبء نفسي يهدد تماسك الذات، إلى أمومة تقاوم من أجل تأمين الكرامة والحماية للأبناء في وجه الأحكام المجتمعية، وصولاً إلى الأم الغائبة التي تستحيل جرحاً مشتركاً في ذاكرة امرأتين تسعيان إلى مصالحة متأخرة مع ماضٍ مثقل بالفقد، تتعدد زوايا المقاربة وتتعمق. السينمائيون، رجالاً ونساءً، حملوا شخصياتهم النسائية تجليات معقدة للأمومة، بعيدة من الصور النمطية، مستندين إلى فهم حدسي وعاطفي لحقيقتها الهشة. وهذا ما بدا جلياً في عدد من الأعمال التي عرضت خلال الأيام الأولى، إذ تحولت الأم من دور ثانوي إلى بوصلة درامية حاسمة في تفكيك الذات والعائلة والمجتمع.

"مت، حبيبي"

في فيلم "مت، حبيبي" (مسابقة) للمخرجة الاسكتلندية لين رامزي، نتابع البطلة التي تجسدها ببراعة جنيفر لورنس، وهي تنحدر تدريجاً إلى هاوية الجنون، في سرد سينمائي يتنقل بين الأزمنة ذهاباً وإياباً، كما لو أن المشاهد يتأرجح على أرجوحة. تعيش هذه المرأة في كوخ منعزل وسط غابة كثيفة، برفقة زوجها (روبرت باتينسون) وطفلهما. هي كاتبة، مدمنة جنس، تعيش حرماناً جسدياً وعاطفياً لا يشبعه زوجها، وتصارع شعوراً خانقاً بالفقد والكبت واللاجدوى. ليست أماً تقليدية ولا امرأة متصالحة مع ذاتها، بل كيان ممزق بين ما أرادته لنفسها وما وجدت نفسها فيه. يمر الفيلم بأجواء تذكرنا بأفلام الرعب التي يتصدرها الطفل كمحور رئيس، لكنه في لحظات كثيرة يخدع المتفرج بالتلميح إلى ذلك المسار قبل أن يتراجع، مما يزيد من توتره وتشويقه. وراء هذا كله ينبض سؤال الأمومة كجرح مفتوح: هذه الأم تحب ابنها، بل تكاد تراه امتداداً لذاتها، لكنها تعجز عن الشعور الفعلي تجاهه. عاطفتها مشوشة، مقطوعة النبض، كأن بينها وبينه حجاباً غير مرئي من الضياع والذنب. الفيلم يصور اكتئاب ما بعد الولادة، ذاك الذي يصيب نساء كثيرات ويظل من المسكوت عنه. لورنس في أدائها المعقد تجسد أماً حائرة، تحاول عبثاً طرد الشياطين التي تتكالب عليها من الداخل والخارج، لتغرق شيئاً فشيئاً في عالم من الفوضى والدم… والنار.

"كارافان"

يركز "كارافان" للتشيكية سوزانا كيرشنيروفا المعروض في مسابقة "نظرة ما" على العلاقة المعقدة بين أم عزباء (أنا غايسليروفا) وابنها المصاب بالتوحد، إذ تنطلق الأم في رحلة هرب معه بعد شعورها بالرفض الاجتماعي الذي يواجهه. تكشف هذه الرحلة عن روابط الأمومة المرهقة، إذ تجد الأم نفسها موزعة بين تلبية حاجات طفلها ورغباتها الذاتية. العلاقة بينهما لا تصور بوصفها مثالية، بل تتجلى فيها مشاعر الإرهاق والحب والخوف من المستقبل. الأم تسعى إلى تأمين الأمان والقبول لابنها، بينما تحاول ألا تذوب كلياً في دورها كأم. يظل الابن حاضراً كقلب التجربة، حتى حين يدفع إلى خلفية السرد. وعلى رغم أن الفيلم لا يطرح صراحة سؤال التضحية الأمومية، فيمرره بخفة، مصوراً الأم إنسانة تعيش صراعاً داخلياً صامتاً بين واجب الرعاية وحاجاتها الشخصية، مما يمنح العلاقة بينهما عمقاً يتجاوز الصورة النمطية للعلاقات الأسرية في السينما.

"قل لها إني أحبها" 

يرتكز "قل لها إني أحبها" للفرنسية رومان بورانجيه المشارك في قسم "عروض خاصة" على سؤال الأمومة الغائبة، من خلال استعادة شخصيتي رومان بورانجيه وكلمانتين أوتان لتجربتين مختلفتين في فقدان الأم. كلمانتين فقدت والدتها الممثلة دومينيك لافان في سن مبكرة، بينما عانت بورانجيه غياب والدتها منذ كانت رضيعة. هذا الغياب، الذي يحفر جرحاً صامتاً في الذاكرة، يتحول إلى محور سردي وفكري، إذ يطرح الفيلم حق الابنة في امتلاك أم، وفي الوقت نفسه يمنح الأم حق الوجود خارج صورة المرأة المضحية. فالأم الغائبة ليست شريرة ولا مثالية، بل امرأة اختارت حياة حرة، وإن تركت أثراً عاطفياً عميقاً في طفلتها. الفيلم يتأمل هذا الغياب من دون إدانة، بل بسعي صادق نحو الغفران والمصالحة. عبر الفن والتمثيل تحاول الابنة استعادة الأم والتصالح مع فقدها، في رحلة تتقاطع فيها الحاجة إلى الحب مع الألم القديم. الأم هنا ليست حضوراً، هي فكرة وظل وذاكرة تبحث عن تصالح صعب مع الحاضر.

"براهين حب" 

يتناول "براهين حب" للفرنسية أليس دوار (معروض في قسم "أسبوع النقاد")، الأمومة من زوايا عدة، تمتد من تجربة الحمل نفسها إلى العلاقة المعقدة بين الأم وابنتها. ناديا (منية شكري)، الحامل، وسيلين (إيللا رمبف)، التي ستتبنى الطفلة، تمضيان في رحلة التحضير للأمومة، لكن التوتر الحقيقي ينبثق حين تدخل والدة سيلين (نويمي لفوفسكي)، العازفة الشهيرة، إلى المشهد. هذا الحضور يعيد فتح جرح الأمومة الغائبة، إذ تكشف سيلين عن شعور قديم بالخذلان، وتدرك أن قرارها بعدم الإنجاب قد يكون رفضاً لا شعورياً لإعادة إنتاج علاقة متصدعة. يطرح الفيلم سؤالاً عميقاً: هل يمكننا أن نصبح آباء وأمهات صالحين إذا لم نصف علاقتنا بأمهاتنا؟

تتجلى الإجابة في لحظة مصالحة شاعرية على خشبة المسرح، حيث تمتزج مشاعر التسلط والندم، الغياب والرغبة في التعويض. من خلال هذا الخط يقدم الفيلم نظرة إلى الأمومة كحضور وغياب، كقرار عاطفي محفوف بالتاريخ الشخصي، مؤكداً أن تكوين العائلة لا يبدأ بالولادة، بل بالمواجهة الصادقة مع الماضي، والحب غير المشروط الذي يتطلب شجاعة عاطفية.

"لتكن مشيئتك" 

في "لتكن مشيئتك" (معروض في قسم "أسبوعا صناع السينما") تعالج المخرجة البولندية جوليا كوفالسكي الأمومة من زاوية غريبة وحسية، وذلك من خلال شخصية نافو (ماريا فروبيل)، شابة تحمل قدرات غامضة تعتقد أنها ورثتها عن والدتها الراحلة. الأم، على رغم غيابها الجسدي، تحضر كطيف في وعي الابنة، مخلفة إرثاً مثقلاً بالغموض والخوف والرغبة المكبوتة. يسأل الفيلم عن معنى أن نرث عن الأم أكثر من الملامح، أن نرث عنها ألمها وطاقتها وربما لعنتها. تعيش نافو في كنف عائلة أفرادها قساة، ويبدو أن افتقادها حضور أم حنون دفعها إلى البحث عن ذاتها وسط صراعات جسدية وروحية. الإرث الأمومي هنا لا يقدم كحماية، بل كلعنة، تربك البطلة وتقودها إلى حافة الانفجار الداخلي. الفيلم يرسم صورة للأم كقوة غائبة، باهرة ومخيفة في آن، ويقترح أن الأمومة ليست دائماً مصدر أمان، بل قد تعيد تشكيل هوية الابنة ورغباتها في مواجهة عالم غير متسامح.

 

الـ The Independent  في

18.05.2025

 
 
 
 
 

كان 2025 | سقوط «شجرة نخيل»  على شخص في المهرجان

كان ـ «سينماتوغراف»

أُغلق جزء من شارع كرويزيت في مدينة كان بعد ظهر اليوم السبت نتيجة سقوط شجرة نخيل على الممر، مما أدى إلى إصابة أحد المشاة.

وأفاد أحد المارة أنه في حوالي الساعة 12:30 ظهرًا بتوقيت وسط أوروبا الصيفي، سُمع صوت "طقطقة" عالٍ عندما اقتلعت الرياح شجرة، قبل أن يسمع صراخ أحد الأشخاص.

ثم شوهد رجل ملقى على الأرض والدم ينزف من رأسه، وكان يتلقى الإسعافات الأولية من المشاة، وبعد ذلك تم استدعاء خدمات الطوارئ.

وقع الحادث أمام شاطئ مادموازيل غراير، وهو موقع رئيسي لفعاليات مهرجان كان السينمائي، حيث أُغلق الممر أمامه.

ويُعد عصر اليوم السبت من أكثر أوقات المهرجان ازدحامًا، حيث يحضر آلاف رواد المهرجان الاجتماعات والفعاليات على طول شارع كرويزيت.

وصرّح ممثل عن مدينة كان بأن أحد المشاة أصيب بجروح "طفيفة" جراء سقوط شجرة يبلغ ارتفاعها ثلاثة أمتار على شارع كرويزيت.

وأضاف ممثل المدينة: "سيتم إزالة الشجرة في أسرع وقت ممكن لإفساح الطريق للمشاة".

 

####

 

مراجعة فيلم | «كعكة الرئيس» للعراقي حسن هادي

تجربة أولى تستحق الثناء في «أسبوعي المخرجين»

كان ـ خاص «سينماتوغراف»

ربما يكون أكثر ما يُثير الدهشة في العرض العالمي الأول لفيلم «كعكة الرئيس، The President’s Cake» ضمن قسم «أسبوعي المخرجين» في مهرجان كان السينمائي هو عدم عرضه داخل المسابقة الرئيسية للدورة الـ78.

بالفعل يتفوق هذا الفيلم بفارق كبير على بعض الأفلام في المسابقة الرسمية، فهو جوهرة حقيقية واكتشافٌ رائع للمخرج العراقي حسن هادي.

وقد يكون أول فيلم عراقي يُرشح خلال الشهور المقبلة لجائزة الأوسكار، بخلاف كونه أول فيلم عراقي رئيسي يُعرض في مهرجان كان.

تدور أحداثه في العراق خلال تسعينيات القرن الماضي، حيث كان صدام حسين يحكم البلاد، وهو يُقدم لمحة عن الحياة صُوّرت في البلاد، ونظرة خاطفة على الحياة آنذاك.

نشأ حسن هادي في العراق خلال فترة الحرب، وهذه القصة الآسرة مستوحاة من ذكرياته عن حدث حقيقي، حيث يُقام ما يُسمى «يوم السحب» لتلاميذ المدارس، ويتم اختيار واحد من كل صف لإعداد كعكة عيد ميلاد صدام حسين.

تترتكز قصة الفيلم حول لمياء (بنين أحمد نايف)، البالغة من العمر تسع سنوات، والتي تعيش في أهوار بلاد الرافدين مع جدتها بيبي (وحيد ثابت خريبات)، التي دربتها على عدم الخضوع. لكن لمياء تُصبح، بطريقة ما، هي المختارة عن صفها، وبالطبع، لا يمكنها رفض هذا الشرف.

ثم تُحضّر هي وبيبي قائمة بالمكونات اللازمة، على الرغم من النقص الحاد في الغذاء في البلاد خلال ذلك الوقت، وشبه انعدام السكر في منطقة لمياء.

لذا، برفقة ديكها الأليف «هندي»، تسافران إلى المدينة الكبيرة، حيث تأمل لمياء أيضًا زيارة مدينة الملاهي.

لكن المفاجأة هي أن بيبي، التي تقدّمت في السن ولم تعد قادرة على إعالة حفيدتها، استغلت الرحلة لتكشف أمر لمياء، وما إن علمت الفتاة بالأمر حتى هربت وانطلقت في مغامرة ستغير حياتها وحياة هندي أيضًا.

بعد أن أصبحت لمياء الآن هدفًا للبحث من قبل السلطات، ولم يتبقَّ لها سوى أقارب بعيدين، تجد نفسها برفقة زميلها سعيد (سجاد محمد قاسم) وهي تحاول بشجاعة التهرب من مطارديها، والحصول بطريقة ما على مكونات الكعكة والذهاب إلى مدينة الملاهي - وكل ذلك برفقة هندي.

يحدث الكثير على طول الطريق، من حزن ونجاح، حيث يأخذنا فيلم هادي في مغامرة لن تنساها لمياء - أو لن ننساها نحن - لكنها في النهاية لن تمحو حقيقة كونها دولة في حالة حرب وتحت عقوبات صارمة من الولايات المتحدة ردًا على هجمات 11 سبتمبر، التي حاولت إدارة بوش إلقاء اللوم فيها على العراق. ورغم أن هذا الفيلم يُركز على الإنسانية في البلاد، إلا أنه يكتسب أهمية خاصة بتصويره الحياة في ظل نظام استبدادي، حيث يتوقع القائد الولاء التام في كل الأوقات، حتى في صنع كعكات عيد ميلاده.

دون حرق للأحداث، لمياء (بنين أحمد نايف)، الشابة، المُكلفة بالظهور أمام الكاميرا طوال الفيلم تقريبًا، هي اكتشافٌ حقيقي، وتأسر المشاهدين طوال الوقت.

وأخيراً، يكفي القول أن كاتب السيناريو الحائز على جائزة الأوسكار إريك روث (فورست غامب)، والمخرجة مارييل هيلر (هل يمكنك أن تسامحني يومًا ما؟، ويوم جميل في الحي) هما المنتجان التنفيذيان للعمل، في خطوة داعمة لتعزيز مكانة هذا الفيلم الجدير بالثناء.

 

####

 

مراجعة فيلم | «الموجة الجديدة» لـ ريتشارد لينكلاتر

تحية ساحرة لجان لوك غودار

كان ـ خاص «سينماتوغراف»

عُرض مساء أمس السبت فيلم «الموجة الجديدة، Nouvelle Vague» لأول مرة في المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي الثامن والسبعين، وكان الأكثر ترقبًا في هذا الحدث، حيث يعود المخرج الأميركي ريتشارد لينكلاتر بالمشاهدين إلى باريس وكان عام 1960، في تحية ساحرة لجان لوك غودار.

في عام 1960، كان جان لوك غودار (غيوم ماربيك) كاتبًا في مجلة السينما العريقة «كاييه دو سينما».

يشعر بغيرة شديدة لأن زميله فرانسوا تروفو (أدريان رويارد) أخرج فيلم «400 ضربة» (1959) الذي نال استحسانًا كبيرًا، بينما أخرج كلود شابرول (أنطوان بيسون) ثلاثة أفلام روائية.

ألّف غودار فيلمًا قصيرًا واحدًا، ومع ذلك، فهو يصف هذه الأفلام بأنها «ضد السينما»، لذلك، قرر إخراج أول فيلم روائي طويل له، «لاهث» (1960).

يتدخل المنتج جورج دو بيوريجارد (برونو درايفورست) لتمويل الفيلم، غافلاً تماماً عن المغامرة الجامحة التي تنتظره.

يتكون هذا الفيلم، الذي تبلغ مدته 105 دقائق، بالكامل تقريباً من أيام التصوير العشرين، عندما خالف غودار تقريباً كل قواعد السينما، مما أثار يأس ممثليه الرئيسيين جان بول بلموندو (أوبري دولين) والممثلة الأمريكية جان سيبرغ (زوي دوتش)، وجميع أفراد طاقم العمل تقريباً.

تجاهل غودار الاستمرارية، ومزامنة الصوت، واللقطات المتعددة (مختاراً دائماً المحاولة الأولى فقط لإتقان المشهد)، في نهج يهدف إلى إضفاء العفوية، وخلق لغة سينمائية جديدة كلياً.

سبق لجان روش والأخوة ميليس أن جربوا اللقطات المتقطعة، لكن لم يستخدمها أحد قط لأغراض سردية.

كانت التكرارات الزائفة (الصوت والفيديو غير المتزامنين عمداً) أمراً غير مألوف، بخلاف ذلك، كانت قصة فيلم «لاهث» تقليدية إلى حد ما، مغامرات إجرامية للص تافه وصديقته الخائنة، صُوّرت في باريس.

يظهر في الفيلم مخرجون مشهورون مثل إريك رومر، وجاك ريفيت، وجان كوكتو، وأغنيس فاردا، وروبرت بريسون، و«أب» الموجة الجديدة الإيطالية، روبرتو روسيليني، جميعهم في الفيلم بشكل موجز، بأداء ممثلين مختلفين أقل شهرة. إضافةً إلى ذلك، يزخر هذا الفيلم المتداخل النصوصي باقتباسات من شخصيات مختلفة، مثل مقولة بول غوغان «الفن إما انتحال أو ثورة»، أو المقولة الشهيرة «يُصنع الفيلم خمس مرات: الفكرة، والسيناريو، والإنتاج، والمونتاج، والعرض» (التي ذُكرت بإيجاز).

يحتل فيلم «الموجة الجديدة» موقعًا ثابتًا في المرحلة الثالثة، حيث لا يوجد أي شيء عن الفكرة وكتابة السيناريو، بل مشهد واحد فقط داخل غرفة المونتاج (في نهاية الفيلم).

يظهر ما يقارب 30 أو 40 محترفًا في مجال الأفلام التاريخية - بمن فيهم طاقم إنتاج مغمور نسبيًا - في لقطة متوسطة وهم يواجهون الكاميرا، كما لو أن أحدهم على وشك التقاط صورة لهم، حيث يؤدي أدوارهم ممثلون، مع الكشف عن هوية الشخصية المقصودة في تعليق توضيحي. اختيار فني غريب يبدو أنه لا يخدم غرضًا واضحًا.

ينطلق المخرج الأمريكي ريتشارد لينكلاتر، البالغ من العمر أربعة وأربعين عامًا، بمساعدة المصور السينمائي الفرنسي ديفيد شامبيل، لإنتاج فيلم لا تدور أحداثه في عام 1960 فحسب، بل يبدو أيضًا أنه صُنع في ذلك العام. وينجح في ذلك، حيث ينقل التصوير الفوتوغرافي بالأبيض والأسود والميزانسين المشاهدين في زمن باريس وأيضًا إلى مهرجان كان القديم.

وبشكل عام، يبدو فيلم ريتشارد لينكلاتر الجديد مُحكمًا للغاية، أو بمعنى آخر عمل سينمائي مُهذّب وإن كان يُخالف روح جان لوك غودار.

ومع ذلك، فإن فيلم «الموجة الجديدة» مُختصر ومُنير. إنه مُوجّه لجمهور عريض، ومُصمّم ليستمتع به مُحبو الموجة الجديدة ومن لم يسمعوا بها من قبل على حد سواء.

 

####

 

مراجعة فيلم | «مت يا حبيبي» يضع جينيفر لورانس على منصة التتويج بالجوائز

كان ـ خاص «سينماتوغراف»

كأم جديدة تنهار حياتها بطريقة مرعبة، تُعدّ جينيفر لورانس بمثابة (الند للند) في فيلم لين رامزي الخامس المشوق والبطيء، والذي ينافس في المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي الـ 78.

يبدأ «مت يا حبيبي، Die, My Love’» كقصة عن اكتئاب ما بعد الولادة، لكن هذا الفيلم المُقتبس من رواية أريانا هارويتز يكشف سريعًا عن جوانب جديدة، في الصحة النفسية والرابطة العاطفية بين العشاق المتقلبين، والتي تصل إلى درجة الجنون أحيانًا.

يعد هذا الفيلم، الذي تُشارك فيه رامزي للمرة الثالثة على التوالي في مسابقة كان - بعد فيلمي «نحتاج إلى التحدث عن كيفن» (2011) و«لم تكن هنا أبدًا حقًا» (2017) - فيلمًا فنيًا رفيع المستوى بفضل نجميه لورانس وروبرت باتينسون، اللذين يُجسدان دور زوجين مُتقلبين.

تجلّت تحديات الأمومة في أفلام حديثة مثل «نايت بيتش» و«لو كان لديّ ساقان، سأركلك» (الذي فازت بطلته روز بيرن بجائزة أفضل أداء رئيسي في مهرجان برلين)، لكن طريقة رامزي ولورانس في معالجة هذه الصدمات تُضفي على هذه الدراما النفسية إيقاعاتها المُقلقة والمختلفة.

انتقل كلٌّ من غريس (لورانس) وجاكسون (باتينسون) مؤخرًا إلى منزل عم جاكسون الراحل في شمال نيويورك المُحاط بالأشجار، وهما مُستعدّان لتكوين أسرة.

سرعان ما تُرزق غريس بمولود، لكن في الأشهر التالية، تبدأ بإظهار سلوكيات غريبة - كالزحف على يديها وركبتيها خارج المنزل، وفي يدها سكين تقطيع.

في البداية، يُصرّ من حولها - بمن فيهم والدة جاكسون، بام (سيسي سبيسك) - على أنه من الطبيعي أن تشعر الأم الجديدة ببعض «الاضطراب»، لكن مع انحسار واقع غريس وتحوله إلى خيالات جامحة، يتضح أن هناك شيئًا أكثر إثارة للقلق يحدث.

في فيلم «مت يا حبيبي»، تعود رامزي إلى مواضيع وأسلوبٍ تناولته ببراعة في أفلامها السابقة. إذا كان فيلما «صائد الفئران» و«لم تكن هنا حقًا» قد نقلا الجمهور إلى عالم الشخصيات ذات النفس المضطربة، فإن فيلم «نحتاج للحديث عن كيفن» تناول جحيم الأمومة المحتمل بصراحة، وبينما يستذكر فيلمها الجديد انتصارات الماضي، فإنه يقدم أيضًا قصة حب هشة لم يسبق لها تقديمها من قبل.

سبق لورانس أن غامرت في دور أم محاصرة في فيلم الرعب المحموم «الأم! » لعام 2017، لكن في فيلم «مت يا حبيبي»، تقدم أداءً أكثر واقعية، مما يجعل تصرفات غريس المفاجئة غير المنتظمة أكثر غموضًا وإثارة للقلق.

سواءٌ أكانت تجر أظافرها على جدار الحمام، أم تترك أصابعها ملطخة بالدماء، أم تراودها أفكار جنسية حول سائق دراجة نارية عشوائي (لاكيث ستانفيلد)، والذي قد يكون من نسج خيالها، فإن غريس تُمثل أسوأ سيناريو لجميع النساء اللواتي عانين من اكتئاب ما بعد الولادة، إذ تكاد تتحول إلى وحشية وهي تتحكم في اندفاعاتها التي لا يمكن السيطرة عليها.

مع تزايد إيقاع الفيلم، تمزج المونتيره توني فروشهامر بمهارة الماضي والحاضر، ما هو حقيقي وما هو زائف، بطريقة قد لا يتمكن الجمهور دائمًا من التمييز بينها. إن هذا الأمر يجعل المشاهدة آسرة، خاصة وأن رامزي ترفض إرجاع مشاكل غريس إلى أي مصدر واحد. نعم، ربما يكون اكتئاب ما بعد الولادة عاملًا، لكن فيلم «مت يا حبيبي» يُظهر ما يكفي من قصة غريس وجاكسون الخلفية لتقديم أدلة على ما كان دائمًا علاقة عاصفة.

يُجادل الفيلم بخبثٍ بأنه حتى لو كان اكتئاب ما بعد الولادة موضوعًا لا نتحدث عنه بما فيه الكفاية، فإن إطلاق هذا الوصف على غريس يُعدّ تجاهلًا لعلامات تحذيرية أخرى كانت موجودة منذ زمن طويل.

ومن علامات قوة الفيلم المُربكة أننا لا نعرف اسم الطفل إلا في النهاية - وهي تفصيلة، كغيرها الكثير، تُهمل بينما تُكافح غريس للحفاظ على رباطة جأشها.

وإذا كان وصف فيلم «مت يا حبيبي» بالكوميديا السوداء قد يكون غير دقيق، إلا أن موهبة لورانس الكوميدية المُستهان بها تُفيد غريس (مجازيًا) في إشعال فخاخ المنزل المبتذلة التي تستاء منها، حيث تُقدم الممثلة الحائزة على جائزة الأوسكار أداءً ثوريًا، قد يضعها على منصة التتويج بالجوائز، بينما يُبدع باتينسون في تجسيد دور زميلته في البطولة، مُقدمًا زوجًا غافلًا يُدرك قلة فهمه لزوجته.

 

####

 

كان 2025 | «العميل السري» لـ كليبر ميندونسا فيليو

يستكشف الدكتاتورية المظلمة في البرازيل

كان ـ «سينماتوغراف»

يعود كليبر ميندونسا فيليو إلى عالم الخيال بعد رحلة حنين إلى الماضي مع فيلمه الوثائقي «صور الأشباح» (2023)، الذي يتناول السينما في مسقط رأسه، ليقدم فيلمه الروائي الطويل الثالث «العميل السري، The Secret Agent» في (المسابقة الرسمية) لمهرجان كان السينمائي الـ 78، وهو فيلم إثارة سياسي يتناول آليات القمع والمقاومة.

مع كل فيلم، يتعمق كليبر ميندونسا فيليو في تحليله النقدي لديناميكيات القوة والتفاوتات الاجتماعية التي تُقسّم بلاده، جامعًا بين الواقعية الاجتماعية (الأصوات المجاورة، أكواريوس)، وسينما النوع (باكوراو)، والوثائقية (صور الأشباح).

ورغم اعتماده على مجموعة من الرموز السينمائية، إلا أن أعماله تبقى متجذرة بعمق في مسقط رأسه ريسيفي، التي يستمتع باستكشاف ذاكرتها الجماعية، ويعشق تصوير هندستها المعمارية، التي استخدمها كخلفية لمعظم مشاريعه.

مرة أخرى، تلعب ريسيفي دورًا محوريًا في الفيلم الروائي الخامس للمخرج البرازيلي، والذي يدعو المشاهدين هذه المرة للانضمام إلى مارسيلو (فاغنر مورا)، العميل السري في البرازيل في سبعينيات القرن الماضي، وهي دولة تجتاحها ديكتاتورية عسكرية.

يسعى مارسيلو للهروب من ماضيه الغامض، فيغادر ساو باولو إلى ريسيفي، على أمل أن يجد فيها بعض السلام. لكنه سرعان ما يكتشف أن المدينة، في خضم احتفالات الكرنفال، ليست ملاذًا آمنًا - فهو مُراقَب من جيرانه.

في هذا الفيلم السياسي المثير، يوضح كليبر ميندونسا فيليو أنه كان يسعى إلى "استكشاف كيفية عمل الأفراد داخل نظام قمعي، وكيف يقاومون أو يستسلمون".

** كليبر ميندونسا فيليو هو أحد المشاركين الدائمين في مهرجان كان السينمائي، رئيس لجنة تحكيم أسبوع النقاد في عام 2017 وعضو لجنة التحكيم في عام 2021، وقد فاز المخرج البرازيلي بجائزة لجنة التحكيم عن فيلمه «باكوراو» في مهرجان كان 2019.

 

####

 

كان 2025 | متنكّر في زي طائر كوندور عملاق

يثير الاستغراب على السجادة الحمراء للمهرجان

كان ـ «سينماتوغراف»

في واحدة من أكثر اللحظات غرابة في مهرجان كان السينمائي لعام 2025، تفاجأ الحضور خلال العرض العالمي الأول لفيلم "Die, My Love" من بطولة جينيفر لورنس وروبرت باتينسون، بظهور رجل متنكّر في زي طائر كوندور عملاق على السجادة الحمراء.

الحدث، الذي وقع في قصر المهرجانات، أثار استغراب الصحافة والزوار الذين تساءلوا عن هوية الرجل، وسبب وجوده بهذا المظهر غير المألوف.

وتبين لاحقاً أن "رجل الكوندور" هو شخصية مأخوذة من فيلم وثائقي بعنوان "I Love Peru" من توقيع المخرج والممثل الفرنسي رافاييل كينار، والذي يُعرض ضمن قسم "كلاسيكيات كان".

وأوضحت إدارة المهرجان أن المظهر كان جزءاً من الترويج للفيلم الوثائقي، وليس مجرد استعراض عشوائي.

الفيلم الوثائقي "I Love Peru" يروي رحلة روحية يخوضها "كينار" بعد مروره بمرحلة عصيبة في حياته، حيث يقرر الانقطاع عن محيطه ويطير إلى بيرو، مدفوعاً برؤية مقلقة، فيما يرافقه في رحلته صديقه هوغو ديفيد، ويخوضان معاً تجربة شخصية وعاطفية في عمق الثقافة البيروفية.

وفي الثقافة البيروفية، يُعد طائر الكوندور رمزاً روحياً يربط بين السماء والأرض، ويُعتقد أنه يجسد الانتقال بين العوالم، وظهور هذه الشخصية على السجادة الحمراء ينقل الرسالة الرمزية التي يحملها الفيلم ببساطة.

 

####

 

كان 2025 | (من مفاجآت السجادة الحمراء)

«نحلة» تهاجم النجمة إيما ستون

كان ـ «سينماتوغراف»

شهدت الدورة الـ78 من مهرجان كان السينمائي الدولي 2025، الذي انطلق في 13 مايو ويستمر حتى الـ24 من الشهر نفسه، لحظات مليئة بالمفاجآت، ومنها مهاجمة "نحلة" للنجمة الأمريكية إيما ستون، خلال تواجدها على السجادة الحمراء في مهرجان كان السينمائي قبل عرض فيلمها «إيدينغتون» لـلمخرج آري أستر.

وسرعان ما هرع الفنان الأمريكي أوستن باتلر لإنقاذ زميلته إيما التي ظهرت عليها علامات الخوف وهي تحاول الابتعاد عن النحلة، لينجح أوستن في إبعادها أخيراً عن النجمة الأمريكية.

 

####

 

كان 2025 | آفاق تمويلية جديدة للسينما العربية

ندوة في «سوق الأفلام» بالمهرجان

كان ـ «سينماتوغراف»

أقام مركز السينما العربية بالتعاون مع سوق الأفلام بمهرجان كان السينمائي، ندوة بعنوان "التمويل القائم على الأسهم: ريادة آفاق تمويلية جديدة للسينما العربية" اليوم الأحد، على المسرح الرئيسي للمهرجان ضمت مجموعة من الأسماء المؤثرة في صناعة السينما العربية للتحدث عن طرق تمويل بالمنطقة العربية.

وتحدث في بداية الندوة المنتج والمخرج ماركو اورسيني عن سبب بطء نمو التمويل بأن هناك تحدياً كبيراً، فيما يتعلق بالتمويل الذي أصبح مرتبط بشكل كبير بمكان تواجد صانع الفيلم، موضحًا أن صناع الأفلام في المنطقة العربية يحتاجون إلى صنع قيمة تجارية لأفلامهم حتى تكون جذابة للمستثمرين.

وعن تحديات تمويل الأفلام قال المخرج أحمد عامر: "يعتمد الأمر على نوعية الفيلم، ما يحدث في الـ15 عامًا الماضية في السوق المصرية هو التركيز على إنتاج نوعيات معينة من الأفلام هي الكوميدية والأكشن، هذا التركيز أدى إلى عزوف المنتجين عن تمويل أفلام من نوعيات بعيدة عن تلك الفئتين، ربما تكون هناك استثناءات مثل الهوى سلطان ورامبو، لكن هناك حاجة للتوسع في نوعيات الأفلام، وأعتقد أيضًا أن الجمهور اعتاد على نوعية معينة من الأفلام فلا نرى إقبالا، لكن ربما يتغير ذلك مع انتشار الإنترنت والمنصات، حيث يتعرضون لنوعيات جديدة مثل الأفلام اليابانية لذا من المهم توسيع السوق".

وأكدت سولي غربية مديرة البرامج اللبنانية في الصندوق العربي للثقافة والفنون (آفاق)، أهمية التنوع في صناعة الأفلام، وأن التركيز على الاستثمار فقط قد يتسبب في فقد هذا التنوع، وخسارة أفلام ليست ذات عائد استثماري كبير لكن مهمة مثل الأفلام التجريبية والتي تفيد في تطوير صناعة السينما، موضحة أن آفاق تعمل على بناء الطاقات السينمائية لتمكين صناع الأفلام من وضع أفلامهم في قوالب أكثر جذبًا للاستثمار الخاص.

وقالت المنتجة ديدار دومهري، سعيدة بالمنح الجديدة التي ظهرت في العالم العربي العام الماضي وساعدت العديد من صناع الافلام والمواهب الصاعدة وربطتهم بوكلاء هامين، وأصبحت في مهرجانات هامة مثل مهرجان كان، وليست كلها أفلام تجارية بل فنية وتعطي وجهات نظر مثيرة للاهتمام، مضيفة أن جذب التمويل يعتمد على "الحوار والرؤية المشتركة بين المخرج والمنتج وربطها بالجمهور"، كل ذلك يمكنهم ليس فقط من جذب التمويل بل والمبيعات والتسويق في إنتاج الأفلام".

 

####

 

كان 2025 | لأول مرة .. جناح رسمي للمغرب

ضمن «سوق الأفلام» بالمهرجان

كان ـ «سينماتوغراف»

سجّل المغرب إنجازًا جديدًا في الدورة الحالية من مهرجان "كان" السينمائي الدولي 2025، تمثل في الحضور الرسمي الأول من نوعه للمركز السينمائي المغربي داخل "سوق الفيلم"، وهي المنصة التي تجمع مهنيي الصناعة من مختلف أنحاء العالم لعرض وبيع وشراء وتوزيع الإنتاجات السينمائية.

ويأتي هذا الحضور في سياق الدينامية التي يعرفها القطاع السينمائي المغربي خلال السنوات الأخيرة، بقيادة عبد العزيز البوجدايني، المدير بالنيابة للمركز السينمائي المغربي، والذي اختير للسنة الثانية تواليًا ضمن قائمة الشخصيات العربية الأكثر تأثيرًا في مجال السينما، وفق تصنيف يصدره المركز العربي للسينما على هامش مهرجان "كان".

ويشارك البوجدايني فعليًا في فعاليات هذه الدورة، كما دأب على ذلك منذ توليه مسؤولية إدارة المركز، من أجل دعم الانتشار الدولي للإنتاجات المغربية وفتح آفاق جديدة أمام السينمائيين المغاربة.

وحسب مصدر من عين المكان، فقد أثارت الأفلام المغربية اهتمامًا واسعًا من قبل موزعين ومنتجين دوليين، ما يُنتظر أن يُترجم إلى اتفاقيات وشراكات واعدة تعزز الحضور الثقافي للمملكة عالميًا.

وفي تصريح لمصدر من الوفد المغربي، أكد أن "البوجدايني يلعب دورًا محوريًا في مواكبة الفاعلين المغاربة، ويشرف شخصيًا على تنظيم اللقاءات الثنائية بين المهنيين، مواصلًا حضوره النشيط كسفير أول للسينما المغربية في المحافل الدولية".

كما خصص المغرب رواقًا مؤسساتيًا في قلب المهرجان، يتيح للمشاركين من مختلف الدول الاطلاع على واقع السينما الوطنية، والتعرف على الفرص الاستثمارية والإنتاجية التي يوفرها هذا القطاع المتطور.

ويُعد هذا الفضاء منصة عملية للمهنيين المغاربة لتوسيع شبكاتهم المهنية وفتح آفاق تعاون دولي، في مجالات لا تقتصر على الإنتاج فقط، بل تشمل أيضًا الاستقبال الفني والتقني للتصوير، وهو مجال اكتسب فيه المغرب خبرة طويلة جعلته وجهة مفضلة للعديد من الإنتاجات الأجنبية.

ويواصل المركز السينمائي المغربي الاشتغال على هذا التصور الشمولي، بما يعزز مكانة المغرب إقليميًا ودوليًا كفاعل أساسي في خريطة السينما العالمية.

 

####

 

كان 2025 | «المخطط الفينيقي» لـ ويس أندرسون

كوميديا سوداء تنافس في «المسابقة الرسمية»

كان ـ «سينماتوغراف»

«المخطط الفينيقي، The Phoenician Scheme» فيلم كوميديا سوداء ينافس في المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي الـ 78، من إنتاج وكتابة وإخراج ويس أندرسون، ومقتبس من قصة ابتكرها مع رومان كوبولا.

الفيلم سوف يعرض في قاعات السينما العالمية نهاية مايو الجاري، يتناول قصة رجل أعمال أوروبي واسع النفوذ يدعى "ززا كوردا"، يؤدي دوره النجم بينيسيو ديل تورو، والذي يقرر تعيين وريث لمؤسسته بعد نجاته من محاولة اغتيال، لتكون المفاجأة في اختياره لابنته الوحيدة، الراهبة "ليزل"، والتي تجسد دورها الممثلة الشابة ميا ثريبلتون.

وأشار المخرج، البالغ من العمر 56 عاماً، إلى أن شخصية "ززا كوردا" مستوحاة جزئيا من والد زوجته اللبناني الراحل، فواد معلوف، واصفاً إياه بأنه "شخصية كاريزمية مهيبة"، مؤكدا أن العمل يحمل جانبا شخصيا رغم طابعه الفكاهي والسريالي المعروف عن أفلامه.

وأوضح أندرسون، أن الفيلم يضم عدداً من الوجوه التي تعاون معها سابقاً، من بينهم سكارليت جوهانسون، جيفري رايت، بنديكت كومبرباتش وتوم هانكس، إضافة إلى انضمام وجوه جديدة مثل ريز أحمد ومايكل سيرا.

وعن تقليده السنوي في المهرجان، أشار أندرسون إلى أنه يحرص على الوصول إلى السجادة الحمراء مع فريق العمل في حافلة جماعية، معتبرا أنها طريقة "ممتعة وتلقائية" للدخول، بعيدا عن الازدحام والشكليات.

يذكر أن ويس أندرسون يعد من أبرز المخرجين الذين ارتبط اسمهم بمهرجان كان، حيث سبق له عرض عدة أفلام فيه، من بينها "مملكة الشروق" و"مكتب الاتصالات الفرنسي" و"مدينة الكويكبات".

** يظهر في صور السجادة الحمراء قبل عرض الفيلم الليلة، بينيسيو ديل تورو، بينديكت كامبرباتش، ويس أندرسون، ميا ثريبلتون، بيل موراي، ريز أحمد، مايكل سيرا، جيفري رايت، شارلوت جينسبورغ، روبرت فريند، ألكسندر ديسبلات

 

####

 

كان 2025 | (شاهد) الكشف عن موعد انطلاق مهرجان الدوحة السينمائي 2025

كان ـ «سينماتوغراف»

أعلنت مؤسسة الدوحة للأفلام عن فيديو يُعلن عن انطلاق مهرجان الدوحة السينمائي الافتتاحي.

يُقام المهرجان في الفترة من 20 إلى 28 نوفمبر هذا العام، بجوائز مالية تزيد عن 300 ألف دولار أمريكي موزعة على أربعة أقسام.

وهي: مسابقة الأفلام الروائية الطويلة الدولية، التي تعرض أعمالاً جديدة لمخرجين ناشئين ومخضرمين من جميع أنحاء العالم؛ ومسابقة الأفلام الروائية الطويلة الدولية؛ ومسابقة أجيال السينمائية، التي تُقيّمها لجنة تحكيم المهرجان الشبابية؛ ومسابقة "صنع في قطر" للمخرجين المقيمين في قطر.

يُقام مهرجان الدوحة السينمائي في مواقع مختلفة في أنحاء الدوحة، بما في ذلك قرية كتارا الثقافية لفعاليات السجادة الحمراء والعروض الأولى؛ و"مشيرب قلب الدوحة" لجلسات وفعاليات خاصة في مجال صناعة الأفلام؛ ومتحف الفن الإسلامي لعرض الأفلام القصيرة.

وقالت فاطمة حسن الرميحي، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الدوحة للأفلام: "مهرجان الدوحة السينمائي ليس مجرد احتفال بالسينما، بل هو منصة لسرد القصص الهادفة، وتعزيز الأصوات المهمة التي تعيد تعريف المشهد السينمائي العالمي بعمق ودقة وحقيقة".

 

####

 

كان 2025 | نيكول كيدمان في أول ظهور لها منذ 8 سنوات بالمهرجان

كان ـ «سينماتوغراف»

ظهرت نيكول كيدمان في مهرجان كان السينمائي لعام 2025 بإطلالة مميزة، اليوم

الأحد، 18 مايو، حضرت نجمة فيلم "بيبي غيرل"، البالغة من العمر 57 عامًا، ندوة "كيرينغ وومن إن موشن توك" في فندق ماجستيك بمدينة كان الفرنسية. وجاءت هذه الزيارة قبل حفل عشاء "كيرينغ وومن إن موشن" لعام 2025 الذي تنظمه المؤسستان لتكريم النساء اللواتي قدمن مساهمات بارزة في عالم السينما، على الشاشة وخارجها.

من المقرر أن تتسلم الممثلة جائزة "نساء في الحركة" لعام 2025 خلال حفل عشاء الفعالية مساء اليوم، احتفالًا بمسيرتها التمثيلية، التي شهدتها أمام الكاميرات وخلفها على مدار الأربعين عامًا الماضية وما زالت مستمرة.

ويمثل ظهور كيدمان في فعالية كيرينغ اليوم أول ظهور لها في مهرجان كان السينمائي منذ ما يقرب من 8 سنوات.

كانت آخر مشاركة لكيدمان على السجادة الحمراء في كان في 24 مايو 2017. سارت النجمة على السجادة الحمراء إلى جانب كريستين دانست وإيل فانينغ في العرض الأول لفيلم "المغواة، The Beguiled "، الذي لعبت فيه دور البطولة.

 

####

 

كان 2025 | رئيسة المهرجان إيريس نوبلوش

تحصل على وسام فارس الفرنسي للفنون والآداب

كان ـ «سينماتوغراف»

حصلت إيريس نوبلوش، التي أُعيد انتخابها مؤخرًا لولاية ثانية في مهرجان كان السينمائي، على وسام فارس الفنون والآداب من وزيرة الثقافة الفرنسية، رشيدة داتي، في حفل أقيم اليوم الأحد.

حضر الحفل، الذي أقيم في قصر المهرجانات، زوج نوبلوش وشقيقها وابنة أختها، والمندوب العام لمهرجان كان، تييري فريمو، إلى جانب شخصيات نافذة في صناعة الترفيه، مثل رئيس شركة كيرينغ، فرانسوا هنري بينولت، وطارق بن عمار، وأرنو دو بويفونتين، رئيس شركة فيفندي، وفيكتور حديدة، رئيس شركة متروبوليتان فيلم إكسبورت، وغيرهم.

أصبحت نوبلوش، التي سبق لها رئاسة شركة وارنر براذرز في أوروبا، أول رئيسة لمهرجان كان في عام 2022.

وفي كلمتها، قالت نوبلوش إن هناك الكثير من القواسم المشتركة بينها وبين داتي.

وأضافت: "كلانا له جذور أجنبية وأجنحة فرنسية. وقد بنى كلٌّ منا مسيرته المهنية في عالم الرجال، وكنا غرباء في دوائر مغلقة للغاية، وكنا بحاجة ماسة لإثبات أنفسنا، مرارًا وتكرارًا، ربما أكثر من غيرنا، كما أننا نؤمن إيمانًا عميقًا بقوة الثقافة التحررية"، مضيفةً أنها تدين بهذا الإيمان لوالديها.

وتابعت: "وُلدتُ في ميونيخ، بلدٌ تُحكم فيه الصرامة، وتُشكل الذاكرة ركيزةً أساسيةً له".

وتحدثت نوبلوش أيضًا عن تأسيس المهرجان عام 1939، عشية اندلاع الحرب العالمية الثانية. "لم تُقام الدورة الأولى من مهرجان كان إلا بعد الحرب، عام 1946. هذا التاريخ هو أيضًا تاريخ تأسيسي بالنسبة لي، لأنه قبل بضعة أشهر، تحرر والدي من معسكر أوشفيتز بعد أن عانى من معاناة شديدة".

وقالت: "إن الوقوف هنا اليوم على رأس هذا المهرجان أشبه بعودةٍ كاملة. إنه تكريمٌ لذكراه وتأكيدٌ على أن الحياة والإبداع والحرية تنتصر دائمًا. إنه تذكيرٌ بأن الثقافة، في الأوقات العصيبة، كانت دائمًا ملاذنا الأفضل وسلاحنا الأقوى للمقاومة. لقد شهدت عائلتي هذا الأمر بنفسها"، قالت نوبلوخ.

في غضون ذلك، أشادت داتي بتفاني نوبلوش في "تعزيز دور المرأة في القطاعات التي لا تزال تمثيلها فيها ضعيفًا". وأضافت داتي: "لم يُزعجكِ أو يُعيقكِ كونكِ المرأة الوحيدة على الطاولة يومًا. لكن ما يُعجبني فيكِ هو أنكِ تخوضين معارك ضارية، ولكن دائمًا بلطفٍ ولطفٍ وهدوءٍ وسكينة".

كما أشارت داتي إلى تاريخ خ نوبلوش الطويل مع مهرجان كان حتى قبل توليها الرئاسة. في عام 2011، عندما كانت تعمل في شركة وارنر براذرز، قدّمت فيلم "الفنان" في المسابقة. أخرج مايكل هازانافيسيوس الفيلم الصامت بالأبيض والأسود، الذي يتناول العصر الذهبي لهوليوود، وقد أنتجته جميع الاستوديوهات. وقالت داتي: "رُفض سيناريو فيلم "الفنان" من الجميع، إلا أنت". "هذه المخاطرة التي اتخذتها تُجسّد التزامك المهني، وجرأة المهرجان، وحسّك السياسي".

 

####

 

كان 2025 | قصة حقيقية هزّت المجتمع الفرنسي

من بطولة النجمة إيزابيل هوبير (خارج المسابقة)

كان ـ «سينماتوغراف»

عُرض مساء اليوم الفيلم الفرنسي الجديد “أغنى امرأة في العالم” في مهرجان كان السينمائي 2025 خارج المسابقة الرسمية، وهو من إخراج تييري كليفا وبطولة النجمة إيزابيل هوبير.

يسلّط الفيلم الضوء على قصة حقيقية هزّت المجتمع الفرنسي قبل سنوات، بطلتها المليارديرة ليليان بيتنكورت، وريثة أكبر شركة لمستحضرات التجميل في العالم وصديقها القديم وكاتم أسرارها، المؤلف والمصور فرانسوا ماري بانييه.

ويروي الفيلم تفاصيل العلاقة المثيرة للجدل التي جمعت بين بيتنكورت، التي كانت تُعد في ذلك الوقت أغنى امرأة في العالم، ورجل أصغر منها سنًا يُدعى فرانسوا ماري بانييه.

وخلال علاقتهما، منحت بيتنكورت صديقها أكثر من مليار دولار على شكل أموال نقدية، ومعاشات، وأعمال فنية نادرة، ما أثار شكوك ابنتها التي بدأت تحقيقًا أدى إلى فضيحة مالية كبرى.

وأوضح كليفا أن هدفه من الفيلم لم يكن الإثارة فقط، بل “إعادة تأهيل” الشخصيات التي تم تقديمها بشكل كاريكاتوري في الإعلام، وتسليط الضوء على ما يدور داخل عائلات النخبة الثرية، والتي نادرًا ما تُعرض على الشاشة.

يُشير إخلاء مسؤولية في بداية الفيلم إلى أنه مستوحى "بشكل فضفاض للغاية" من أحداث واقعية، ويتضمن عناصر من "الخيال المحض"، بما في ذلك حوارات خاصة بين أفراد العائلة.

وقد حرص المخرج تييري كليفا على تغيير جميع الأسماء. ومع ذلك، لا يزال الفيلم متمسكًا بالأحداث الفعلية (كما ورد في فيلم وثائقي من ثلاثة أجزاء، متاح على نتفليكس، بعنوان "الملياردير، كبير الخدم، والحبيب").

 

موقع "سينماتوغراف" في

18.05.2025

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004